06 نوفمبر 2023

كيف ومتى تساعد طفلك في واجباته المدرسية؟

محررة ومترجمة متعاونة

كيف ومتى تساعد طفلك في واجباته المدرسية؟

من الطبيعي أن يحرص الأبوان على أن يكون طفلهما في طليعة المجتهدين فيما يتعلق بأدائه بالمدرسة، ولكن كيف تعرف أن طفلك يحتاج للمساعدة؟ وما مقدار هذه المساعدة؟

عندما تصبح أحد الوالدين، قد تجد أنك تخشى الواجبات المنزلية تماماً كما يفعل أطفالك! إن مجرد جعل الأطفال يجلسون ويعملون يمكن أن يكون أمراً صعباً، كما أن ملاءمة الواجبات المنزلية مع جدول الأسرة المزدحم يمكن أن يكون أمراً مرهقاً أيضاً. بل قد يكون من الصعب حقاً مشاهدة طفل يتصارع مع المادة الدراسية.

ومع رغبة معظم الآباء في التدخل بطريقة ما، ينتهي الأمر بالكثيرين إلى الشعور بالارتباك بشأن دورهم فيما يتعلق بالواجبات المنزلية. إلى أي مدى يجب أن تدفع طفلك؟ ما مقدار المساعدة التي يجب أن تقدمها؟ وماذا لو بدا أن طفلك لا يحتاج إلى مساعدتك في واجباته المدرسية على الإطلاق؟

كيف ومتى تساعد طفلك في واجباته المدرسية؟

مساعدة الطفل في واجباته بمرحلة ما قبل المدرسة

يجب أن يكون عمل الطفل في مرحلة ما قبل الروضة أو في سن الروضة هو المشاركة في اللعب، من المهم أيضاً القيام بالأنشطة التي تدعم الوظائف الحركية، والتواصل مع الحروف الصوتية، والرياضيات مثلاً، لكن ما يجب على الآباء تشجيعه حقاً هو الإحساس الطبيعي لدى الأطفال بالدهشة والرغبة في بدء التحدي والتعلم، وليس الكمال.

في بعض الأحيان يتم تكليف الأطفال في هذا العمر بواجبات منزلية، ويتم منحهم الحرية فيما يتعلق بما يتوقع منهم إنجازه. إن وظيفتك كوالد هي أن تكون «مدرباً» لطفلك، وتعمل على تعزيز المفاهيم التي يتعلمها.

على سبيل المثال، إذا كان التلاميذ يتعلمون الحرف B، فيمكن للوالدين اغتنام الفرصة للتحدث عن الحرف، والذهاب للبحث عن الأشياء في جميع أنحاء المنزل التي تبدأ بالصوت B، والتدرب على تشكيل الحرف باستخدام التجارب الحركية «مثل عجينة اللعب». ولكن لا تضغط على طفلك الصغير فيما يخص الواجب المنزلي.

كيف ومتى تساعد طفلك في واجباته المدرسية؟

مساعدة الطفل في واجباته في سن المدرسة

على الرغم من أنها تميل إلى أن تكون خفيفة في بداية المدرسة الابتدائية، وتزداد كميتها مع مرور السنين. عادة، في الصف الثالث، يتلقى الأطفال ما يصل إلى ثلاثة واجبات مدرسية في الأسبوع، ويمكن أن يستغرق الواجب المنزلي ما يصل إلى 20 دقيقة. قد يحصل طلاب الصف الرابع والخامس على واجبات منزلية يومية، تستمر حوالي 30 دقيقة أو أكثر في بعض الأحيان.

في المرحلة الابتدائية، تركز الواجبات المنزلية على المفاهيم التي يدرسها الأطفال في الفصل، والغرض منها هو ممارسة وتعزيز ما تم تعلمه بالفعل. على هذا النحو، يجب أن يكون الأطفال قادرين على أداء الغالبية العظمى من واجباتهم المدرسية بمفردهم، دون الكثير من المساعدة.

ومع ذلك، فإن العديد من الأطفال يريدون أو يحتاجون إلى القليل من المساعدة في واجباتهم في المرحلة الابتدائية، وهذا أمر طبيعي تماماً، ويقترح الخبراء هنا تجربة نموذج «أفعل/ نفعل/ أنت تفعل» للقيام بالواجب المنزلي مع طفلك. قد يقوم أحد الوالدين بطرح السؤال الأول، ثم يقوم بإكمال السؤال الثاني مع طفله، وفي النهاية، يقوم الطفل بإكمال السؤال الأخير بنفسه، إنها تسمح للآباء بالمشاركة ودعم تعليم الطفل وتعزيز استقلاليته.

كيف ومتى تساعد طفلك في واجباته المدرسية؟

مساعدة المراهق في واجباته المدرسية

سوف تصبح الواجبات المنزلية مهمة مستقلة لطفلك مع تقدمه في السن. ومع ذلك، قد يحتاج إلى بعض الدعم بعد انتقاله إلى المرحلة المتوسطة، حيث يحصل فجأة على واجبات منزلية من معلمين متعددين بدلاً من معلم واحد فقط.

في أول سنوات المراهقة، لا يزال الأطفال يطورون مهاراتهم الوظيفية التنفيذية، وهي أدوات تساعدهم على تخطيط المهام وتنفيذها. يمكنك دعمهم من خلال تنفيذ «السقالات»، وهي طريقة تتمثل في مساعدتهم على تقسيم المهام إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة، ووضع أهداف يومية واضحة.

أما الواجبات المنزلية خلال المدرسة الثانوية يجب أن تكون في الغالب حول ممارسة المهارات التي تم تدريسها بالفعل، وليس المقصود منها تدريس مواد جديدة. لذا، إذا كان على أحد الوالدين قضاء بعض الوقت في تدريس المواد التي يغطيها الواجب المنزلي، فيجب عليه التواصل مع معلم الطفل عند مواجهة أي مشكلة في فهم ما يتم دراسته في الفصل.

يمكن أن تكون الواجبات المنزلية في المدرسة الثانوية صعبة، بسبب الصعوبة المتزايدة في المواد. إذا كان طفلك قادراً على إكمال المهمة التي بين يديه ولكنه يحتاج إلى القليل من المساعدة الإضافية منك من وقت لآخر، فهذا ليس مشكلة عادة.

الطلاب الذين يعانون صعوبات التعلم، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، قد يحتاجون إلى مزيد من المساعدة الأبوية في واجباتهم المنزلية. قد لا يتمكن المعلمون من إيجاد الوقت الكافي لتقديم هذا الدعم الإضافي للطلاب، لذلك قد يتعين على الآباء تقديمه في المنزل.

ماذا لو لم يطلب طفلك المساعدة في واجباته المدرسية؟

أحياناً لا يحتاج بعض الأطفال إلى المساعدة في واجباتهم المدرسية، وقد يكون هذا مربكاً للآباء، تماماً مثل الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة لا نهاية لها. إذا كان طفلك يتدبر دروسه وواجباته دون مساعدة، فلا داعي للتدخل، طالما أنه يكمل الواجب المنزلي المطلوب، ويلبي التوقعات ويفهم المحتوى.

كيف ومتى تساعد طفلك في واجباته المدرسية؟

علامات معاناة الطفل من صعوبات في واجباته المدرسية

عندما يعاني طفلك من واجباته المنزلية أو يبدو أنه يحتاج إلى قدر أكبر من المتوسط من المساعدة، فقد تتساءل عما يجب عليك فعله. العديد من الآباء يعتقدون أنه من الطبيعي أن يبدو الواجب المنزلي بمثابة «كابوس»، لكن يمكن أن يكون ذلك علامة على حدوث شيء أعمق، فمن المحتمل أن طفلك يعاني صعوبات في التعلم، أو أنه بحاجة إلى إجراءات يومية أكثر فاعلية لإكمال واجباته. مهما كانت الحالة، لا تلوم طفلك على الصعوبة، الأفضل هو التواصل مع معلم طفلك عاجلاً وليس آجلاً، تحدث إلى المدرسة حول ما يحدث أثناء وقت الواجب المنزلي، وناقش الخيارات التي قد تكون متاحة لجعل الأمر أكثر سهولة لطفلك.

إقرأ أيضاً:
- بلا تهديد ولا وعيد.. كيف تجعل طفلك يحب المدرسة؟
- 5 مهارات اجتماعية على الآباء تعليمها لأبنائهم