03 يوليو 2024

9 نصائح جوهرية لتحقيق الاستقرار النفسي للطفل

محررة في مجلة كل الأسرة

9  نصائح جوهرية لتحقيق الاستقرار النفسي للطفل

تتعالى أصوات حول العالم مطالبة بأن يحظى الأطفال بجانب حقوقهم الأساسية من مأكل، وملبس، ومسكن، بالدعم المعنوي وتحقيق الاستقرار النفسي، الذي يساعد على تكوين شخصياتهم، وبلورة أفكارهم ومعتقداتهم في الحياة، وبما يسهم في إمداد المجتمع بالطاقات البشرية الناجحة.

التقينا الدكتورة مريم مدحت جريس، دكتوراه في التربية والإرشاد الأسري، وماجستير في ثقافة الطفل، لنناقش معها أهم احتياجات ومطالب النمو السليم، فبدأت حديثها بالقول «كي تتحقق الشخصية السوية لابد من أن نوفر لها احتياجات ومطالب النمو، بخاصة أن تشبّع الإنسان بها بشكل سليم يجعل الحياة تسير في شكلها الطبيعي، فالوالدان كما يهتمّان بتوفير الاحتياجات الجسدية من مأكل، ومشرب، وساعات كافية من النوم، يجب ألا يتجاهلا الاحتياجات النفسية لطفلهما، لما لتأثيرها في تكوين شخصيته، وصحته النفسية».

9  نصائح جوهرية لتحقيق الاستقرار النفسي للطفل

يقودنا الحديث إلى ماهية الاحتياجات النفسية التي يتطلب من الوالدين توفيرها للأبناء، بخاصة أن الحياة فرضت كثيراً من الضغوط التي أفقدتنا ضرورة الانتباه إلى إشباع كثير من احتياجات الذات، وتشير إليها الدكتورة مريم مقدمة 10 نصائح جوهرية لتحقيق الاستقرار النفسي للطفل، وهي:

  • الطفل في حاجة إلى الحب غير المشروط: فهو في أمسّ الحاجة إلى الحنان، والاحتضان، والقبلات، والتعامل من دون قسوة وعنف، على أن يتم ذلك بحزم، بمعنى الثبات على مبادئ في التربية متفق عليها، ما بين الآباء والأبناء.
  • الحاجة إلى الأمان والاستقرار النفسي: إذ إن معظم أطفالنا يعانون عدم الاستقرار النفسي بسبب الانفصال داخل الأسرة، أو الطلاق بين الوالدين، أو مقارنة الطفل بإخوانه، أو أقاربه، أو زملائه، أو معاملة المدرّسين والزملاء له بطريقة غير مرضية له، أو معاملة الجد والجدّة، والتفرقة بين الأحفاد.

9  نصائح جوهرية لتحقيق الاستقرار النفسي للطفل

  • الحاجة إلى القبول والتقدير: يشعر الطفل بالقبول والتقدير إذا وجد الحب والحنان وإذا كان مرغوباً فيه، وعلى العكس إن لم يجد الحب والأمان، ووجد النبذ وعدم التقدير، بالقول أو بالفعل، ومن مظاهره (الإهمال، وتهديده، وعقابه، والسخرية منه)، يتحول الطفل إلى منتقم، وعدواني، وعنيد، ومتلهّف للعاطفة، ما يفرض على الوالدين تفهّم احتياجات الطفل وتقديره، وتوجيهه بالحب، والاحترام، والحوار، والمدح، فهو في حاجة إلى أن يتواجد في أسرة تمدّه بالرعاية والحب والتعاطف ويحتاج إلى من يسنده، ولا يتخلى عنه.
  • الحاجة إلى اللعب: الطفل في حاجة إلى الإبداع، وتنمية مهاراته، والتواصل معه لاكتشاف ما يدور بداخله من مشاعر، والتعرف إلى الضعف الذي يعانيه، وتعليمه القيم المختلفة، يتطلب ذلك اختيار اللّعَب المناسبة له والتي تعمل على تنمية قدراته ومهاراته، من قراءة القصص، وتنمية ثقافته، واللعب بالصلصال، والحل، والتركيب، والقص، واللصق، والتلوين، والخرز.
  • الحاجة إلى النجاح: حاجة الطفل للتقدير لا تتم إلا بحاجته إلى النجاح، وإذا شعر بالإنجاز شعر بقيمته، فلابد من تكليفه بأعمال ومسؤوليات في حدود قدراته، ولا يكلف بالأعمال الصعبة، التي تفوق إمكاناته فيشعر بالعجز والضعف، ويفقد الثقة بالنفس.

9  نصائح جوهرية لتحقيق الاستقرار النفسي للطفل

  • الحاجة إلى تأكيد الذات: شعور الطفل بنفسه كذات مستقلة لا يبدأ إلا في السنة الثانية من عمره، عندما يفطم من أمه، ويبدأ المشي والكلام، ما يسهّل انفصاله، ويزيد من اتصاله بالآخرين، ويبدأ بالانتقال من التعلّق بالأم إلى الشعور بذاته كشخص مستقل، فيحاول الأكل والمشي بنفسه، من دون مساعدة، وهنا يبدأ تدخل الكبار، والإسراف في تقييد حريته، والسخرية منه، وإشعاره بالعجز عن إشباع هذه الحاجة وهذا خطأ كبير.
  • الحاجة للاستقلال: إذ إن تأكيد الذات لا يتحقق إلا بالاستقلال، وهو الاعتماد على النفس، والحرية المقنّنة، مع مراعاة أن تتماشى حاجته للاستقلال مع متطلبات نموه الجسدي، والعقلي، والوجداني، والاجتماعي. وجدير بالذكر أن المبالغة في حماية الطفل تعوق إشباع الحاجة للاستقلال، وعدم بناء علاقات اجتماعية مع زملائه، ويكون عرضة للتنمّر بالضرب، أو الاعتداء عليه.
  • الحاجة إلى سلطة ضابطة مرشدة: فالطفل يحتاج إلى أن يشعر بالرقابة والإرشاد، وماذا يحدث لو فعل سلوكاً غير مرغوب فيه، ولضيق خبرته، وجهله بأمور الحياة، ورغبته في أن يكون مقبولاً ومرضيّاً، لابد من متابعته، وتقدير سلوكه حسب المتفق عليه بين الوالدين، وعدم التساهل والتسيّب في الأمور التي يجب أن يتعلمها، فالسياسة الثابتة تسهّل على الطفل إطاعة السلطة، وليست الطاعة فرضاً في حد ذاتها، وإنما يجب أن يمرّ بها، ويخرج منها مستقلاً في رأيه وقرارته.
  • الحاجة إلى الرفاق: يكونون من نفس عمره نفسه، معهم ويشارك في ألعابهم، ويظهر هذا في سن 4 إلى 6 سنوات، وأما قبل ذلك فيحب اللعب بمفرده، لكونه في هذا العمر متمركزاً حول ذاته، وأنانياً، لأن ميوله الاجتماعية لا تزال كامنة.