25 يوليو 2024

رحلة الارتقاء وتحقيق الذات.. من التميز الشخصي إلى الاستقرار الأسري

محررة في مجلة كل الأسرة

رحلة الارتقاء وتحقيق الذات.. من التميز الشخصي إلى الاستقرار الأسري

في رحلة تحقيق الذات يلعب الاستقرار الأسري دوراً أساسياً وحاسماً، يبني عليه الفرد طموحاته وقدراته على مواجهة تحديات الحياة من خلال بيئة أسرية تنمي ثقته بنفسه؛ ليتمكن من تطوير مهاراته ويحقق أحلامه.

ضمن مبادرة أساسيات الحياة الزوجية التي نظمها مركز «مودة» الأسري التابع لجمعية أم المؤمنين، قدّمت المستشارة الأسرية ميساء الشحادات ورشة بعنوان «تحقيق الذات ثمرة الاستقرار الأسري» التي كشفت فيها عن أهمية تحقيق الذات ودور الاستقرار الأسري في تحفيز الإبداع وتحقيق التوازن والنجاح.

رحلة الارتقاء وتحقيق الذات.. من التميز الشخصي إلى الاستقرار الأسري

تشير ميساء الشحادات إلى تحقيق الذات على أنه «حاجة الفرد للتعبير عن ذاته والوصول إلى أقصى ما يمكن تحقيقه من إمكانات وقدرات بقصد إشباع حاجاته، وإعادة حالة الاتزان التي تساعده في استخدام تلك الإمكانات والقدرات في خدمة الفرد والمجتمع والقيام بأدواره ومسؤولياته وواجباته المعتادة».

لذلك تعد من أهم الأهداف التي يسعى إليها الإنسان؛ ليكون أفضل نسخة من نفسه، من خلال بناء هويته الحقيقية وتطوير شخصيته بما يتناسب مع طموحاته وأهدافه التي لا يمكن تحقيقها دون وجود البيئة الأسرية المستقرة والداعمة.

رحلة الارتقاء وتحقيق الذات.. من التميز الشخصي إلى الاستقرار الأسري

توضح ميساء «يُعد تحقيق الذات أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تحقيق النجاح الشخصي للفرد، وفقًا لهرم ماسلو، يعتبر تحقيق الذات هو «الرغبة في الإشباع الذاتي وتحقيق الكينونة الكامنة للفرد»، الذي لا يمكن تحقيقه إن لم تتوفر الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية التي أشار إليها ماسلو من خلال هرم الاحتياجات الإنسانية التي تبدأ بحاجة الإحساس بالأمان في الوطن، والأمان في الحياة الأسرية والمهنية والصحية، ليتمكن من الشعور بالانتماء والتقدير ومن ثم الانطلاق في استغلال قدراته وطاقاته الشخصية في خدمة المجتمع والارتقاء بجودة الحياة وتحقيق النجاح».

رحلة الارتقاء وتحقيق الذات.. من التميز الشخصي إلى الاستقرار الأسري

ما الذي يتطلبه تحقيق الذات من الإنسان؟

عدم التصنع: أن يعيش الفرد وفق قيمه ومعتقداته التي يؤمن بها، وأن يسعى بإرادة نحو تحقيق أهدافه الشخصية والتحرر من القيود الاجتماعية والابتعاد عن التصنع وعدم الخوف من التجارب التي تحول دون الوصول لأهدافه بالشكل المطلوب ليعيش حياة مليئة بالسعادة.

الوعي بالذات: في عالم مليء بالتحديات يستطيع الإنسان القوي والقادر على إدارة مشاعره وانفعالاته بشكل إيجابي أن يمنع الآراء السلبية والأفكار المحبطة من التغلب عليه، فالوعي بالذات هو مفتاح النجاح والتقدم في الحياة وسر التوازن النفسي والعاطفي.

تحديد الأهداف: معرفة الشخص بأهدافه والعمل بجدية واجتهاد يساهم في تحقيق النجاح، ذلك من خلال تحديد الأهداف الصغيرة ثم التحول تجاه الأهداف الأكبر وتركيز الطاقة وتسخير المهارات والجهود واستغلال جميع الإمكانيات المتاحة للعمل على إنجازها بشكل أفضل.

التعلم من الخبرات: جزء أساسي من رحلة التطور والنمو الشخصي، فكل موقف نمر به يحمل في طياته دروساً وفرصاً للتعلم، تثري حصيلتنا العقلية وتزيد من خبراتنا، والقدرة على تجاوز الأخطاء والاستفادة منها يزيد من الإصرار على تحقيق الأهداف بثقة ويساعد في بناء مستقبل أفضل، فدائماً ما تكون الأخطاء هي خارطة الطريق نحو تحقيق التقدم والنجاح.

رحلة الارتقاء وتحقيق الذات.. من التميز الشخصي إلى الاستقرار الأسري

دور الأسرة في مساعدة الابن على تحقيق الذات

تشير ميساء الشحادات لدور الاستقرار الأسري في مساعدة الفرد على تحقيق ذاته «وجود تواصل وتفاعل إيجابي بين أفراد الأسرة يساعد على بناء علاقات قوية وإيجاد بيئة آمنة ومستقرة للأطفال، تمنحهم الحماية والدعم النفسي والعاطفي اللازمين لنموهم وتعزز من القيم الأخلاقية والدينية ووحدة الأسرة ككيان اجتماعي»، تكمل المستشارة الأسرية «الاستقرار الأسري هدف يسعى إليه الكثيرون.

لكن ما هي آلية تحقيقه؟ يبنى الاستقرار الأسري على أسس قوية من المحبة والتعاون، لكنه في الوقت ذاته لا يخلو من وجود الصراعات والخلافات والحوار الذي يحتم على الأفراد التعاطف معهم وفهم احتياجاتهم واختلافاتهم للوصول للتسامح والتفاهم والتعاون في حل جميع المشاكلات».

لكن كيف يمكن أن نتقبل علاقاتنا الأسرية في ظل وجود التحديات والصعوبات، والأهم هو كيفية التعامل مع هذه الصعوبات بشكل بنّاء وإيجابي، «وجود حوار مفتوح وصريح بين أفراد الأسرة، يساعد على تجاوز كافة الصعوبات والنزاعات بشكل فعال وسريع.

لذلك نحن بحاجة لتعزيز قيم الحوار والتعاون في بيوتنا، وبذل جهد أكبر لبناء علاقات أسرية قوية ومستقرة، فالاستقرار الأسري هو أساس للسعادة والرضا في حياتنا، يستحق منّا بذل كل جهد لتحقيقه».

رحلة الارتقاء وتحقيق الذات.. من التميز الشخصي إلى الاستقرار الأسري

كما تشير إلى دور الاحترام والثقة بين أفراد الأسرة في بناء علاقات صحية ومستقرة، أهمية تحديد قيم مشتركة لتحقيق التوازن والتناغم، توفير بيئة آمنة ومليئة بالحب لجميع الأفراد؛ لتعزيز الانتماء والاستقرار والتعامل مع المشاكل والأزمات بشكل فعّال بدون تأجيل لضمان استمرارية العلاقة وحل المشاكل بشكل سليم.

فالأسرة المستقرة عامل أساسي في دعم أفرادها عاطفياً واجتماعياً؛ لتحقيق أهدافهم وتأمين حياة مستقرة لهم تساعدهم على اتخاذ قرارات صحيحة وتحقيق الرضا الذاتي وتحقيق الأهداف الشخصية.

تؤكد ميساء الشحادات على دور التواصل والعلاقة بين الآباء والأبناء في بناء جيل واعٍ ومستقل، قادر على تحقيق طموحاته والمساهمة في تطور المجتمع «على الآباء تقبل وجهات نظر أبنائهم وفهم احتياجاتهم وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم الشخصية بدون إجبار أو فرض بما يعزز ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على التفكير بشكل مستقل وتطوير قدراتهم.

إضافة إلى أهمية تحقيق توازن بين العمل والحياة الأسرية في الحفاظ على علاقات صحية والتواصل والحوار الفعال في حل الصراعات والمشاكل وتبني استراتيجيات وقرارات صحيحة تساعد على تحسين العلاقات الأسرية».