02 نوفمبر 2023

ما هي "عجلة الحياة"؟... وكيف تنجح في تحقيق التوازن في الحياة؟

محررة في مجلة كل الأسرة

ما هي

التوازن هو مفتاح الحياة المستقرة، بيد أن تحقيق هذا التوازن يتطلب «بوصلة» أو أداة ترصد الأهداف وتشرّح واقع الفرد تشريحاً دقيقاً لتحديد أهدافه على كل المستويات.

تبلور «عجلة الحياة» محاور هذا التوازن، حيث هذا المصطلح يساعد على إدارة حياتنا والتخطيط للمستقبل عبر تحديد وترتيب الأولويات من خلال محاور ثمانية يركز عليها الفرد ويسعى لتطويرها وتحسينها.

زينب القاسم
زينب القاسم

محاور توازن عجلة الحياة

تتوقف اللايف كوتش زينب القاسم، ماجستير في إدارة الجودة و دبلوم استشارات أسرية، عند مفهوم عجلة الحياة بكونها «أداة تساعدنا في تطوير حياتنا وتحقيق التوازن فيها عبر ثمانية محاور، تشمل:

  • الجانب الديني والروحاني.
  • الجانب العقلي.
  • الجانب النفسي.
  • الجانب الجسدي.
  • الجانب الأسري.
  • الجانب الاجتماعي.
  • الجانب المهني.
  • الجانب المالي.

ما هي

خطوات تحقيق التوازن في الحياة

توضح القاسم أن عجلة الحياة تمكنك من قياس مقدار التوازن في كل جانب من جوانب حياتك ومكامن الخلل والسعي لتحسينها أو تغييرها عبر اتخاذ خطوات عدة، أولها:

  • تحديد الأولويات.
  • تحديد الموارد التي أحتاجها.
  • معرفة الفترة الزمنية التي يستغرقها التغيير.
  • اكتشاف النواقص في حياتك.
  • التخطيط لكيفية التحسين والتغيير عبر وضع الأهداف بما يناسب شخصيتك وواقعك.
  • إعادة هندسة حياتك بشكل أكثر إيجابية والسعي للإنجاز.

ما هي

تضرب القاسم مثالاً «ففي حال تقييم محاور عجلة الحياة من 1 إلى 10، قد تكتشف خللاً في الجانب الروحاني، وعندها تبدأ بتحديد الأولويات لتعزيز هذا الجانب وتفادي التخبط في هذا المحور عبر وضع أهداف محددة تستهدف قراءة القرآن الكريم يومياً، حضور محاضرات دينية، العمل على تطوير ذاتك والتزود بمعلومات دينية وغيرها من خطوات تعالج الخلل في هذا الجانب».

وتضيف «قد يكون الخلل في جوانب أخرى منها الجانب الأسري حيث يتلمس الفرد الحاجة إلى قضاء وقت أكبر مع عائلته، تعزيز صلة الرحم، التواصل مع أبنائه وفتح حوارات مع أفراد أسرته وغيرها من جوانب قد نتدارك، بدراستها، الكثير من أوجه الخلل في حياتنا».

في الدورات وورش العمل التي تقوم بها، لا تحبّذ زينب القاسم الكلام والتنظير «الأهم أن يخرج الفرد من الدورة وهو على اطلاع بأبعاد الورشة وكيفية توظيف التقنيات التي تعلمها في حياته اليومية والاستفادة منها في تحسين جودة حياته وعلاقاته مع أسرته ومحيطه عبر قياس نقاط ضعفه ومكامن الخلل التي تعتري بعض الجوانب وكيفية وضع خطة للتطوير أو التحسين والتغيير».

عجلة الحياة والإضاءة على نقاط قوة مهملة!

وقد تساعد عجلة الحياة على «النبش» أو الإضاءة على نقاط قوة سبق وأهملناها ضمن دوامة الحياة الضاغطة.

في هذا الصدد، تلفت مدربة الحياة إلى مبادئ بديهية لتحقيق التوازن في علاقاتنا ومنها العلاقة الأسرية «من الطبيعي القول إن تحقيق التوازن في الجانب الروحي يؤثر في الجانب الأسري، وفي حال كان الجانب الصحي متكاملاً، فهذا ينسجم مع التوازن في الجوانب الأخرى».

ينبغي تحديد أولوياتنا والإلمام بجوانب الخلل في أي جانب من جوانب حياتنا لمعالجته بخطوات مدروسة نلتزم بها

وتوضح القاسم أكثر «فالجوانب التي تشملها عجلة الحياة مكملة لبعضها البعض ولا أستطيع التركيز على جانب دون الآخر لأن التحليل يساعدني على اكتشاف مكامن الضعف للعمل عليها، ما يساعدني على تحقيق التوازن بشكل عام».

ما هي

الأم وتوازن «عجلة الحياة»

يمكن تقريب الصورة «كأم وزوجة في البيت، أي خلل في الجانب الصحي قد تنسحب تداعياته على الجوانب الأخرى بحيث لا أستطيع القيام بواجباتي تجاه أبنائي وتجاه زوجي، وهذا يولّد خللاً في الجوانب الأخرى. في حال لم تكن الأم سعيدة من داخلها فهذا يؤثر في أدائها داخل المنزل وخارجه وقد يعيقها عن الكثير من المهام أو المسؤوليات».

تقدّم القاسم بعض خطوات ترفد الأم بالتوازن «من الضروري أن تولي الأم أهمية لكل محاور عجلة الحياة وأهمها الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة والتخطيط المسبق. فالمرأة تكون مضغوطة جراء إحساسها بالتقصير سواء في المنزل أو العمل، وهذا التقصير يحتاج إلى «إعادة جدولة» للمهام والأوقات عبر التخطيط المسبق والتعامل مع محيط إيجابي وتنظيم الوقت وعدم التردد في تفويض بعض المهام لمن حولها لمساعدتها، كما التنبه إلى أهمية تخصيص وقت للأبناء والزوج ووقت خاص لها للفضفضة مع صديقاتها أو حتى لشرب فنجان قهوة خارج المنزل ولو أسبوعياً».

ما هي

أسئلة تساعدك في تحقيق التوازن في الحياة

تقدّم مدربة الحياة زينب القاسم بعض التقنيات التي يمكن تطبيقها عملياً، حيث «يمكن لكل منا وضع أسئلة ترتبط بالمجالات التي حددها للإجابة عنها حتى تساعده في تكوين الصورة»..

أولاً: الصحة الجسدية

  • ما هو النظام الغذائي الذي تتبعه بشكل عام وهل لديك أي رغبة في تعديل طريقة تناولك للطعام؟
  • كيف تصف شعورك خلال اليوم وهل تحصل على قدر جيد من النوم وهل تمارس أي تمارين؟

ثانياً: الجانب الروحاني

  • ما مدى تناغمك مع معتقداتك، وهل تمارس واجباتك الدينية باستمرار، وهل تشعر بوجود أي مشكلة روحية لديك؟

ثالثاً: العلاقات

  • هل لديك أسرة أو أصدقاء مقربون؟ وهل تخصص جزءاً من يومك لهم؟
  • هل يسهل عليك التواصل مع الآخرين؟
  • هل تشعر بالرضا عن العلاقات التي تملكها في حياتك؟

رابعاً: الإبداع

  • هل لديك طريقة تعبر بها عن الإبداع؟
  • هل تستخدم هذه الطريقة بالقدر الجيد في حياتك؟
  • هل لديك رضا عن قدراتك الإبداعية؟

خامساً: تطوير الذات

  • هل تعرف الأشياء التي ترغب في تطويرها؟
  • هل تمارس أنشطة تساعدك على التطور الشخصي بالفعل؟ هل تشعر بالرضا عن التطور الشخصي في الفترة الأخيرة؟

ما هي

سادساً: الأمور المهنية والمالية

  • هل تشعر بالرضا عن أوضاعك المادية والمهنية ؟
  • هل هذه الوظيفة التي تحلم بها أم ترغب في تبديل مشاريعك؟
  • هل تملك وضعاً مالياً جيداً يشعرك بالأمان المالي؟

سابعاً: الرؤية الشاملة للحياة

  • ما مقدار سعادتك بالاتجاه الذي تسير به حياتك الآن؟
  • هل تملك رؤية واضحة للمستقبل؟
  • هل تشعر بالرضا عن الخطوات التي تقوم بها للوصول لهذه الرؤية؟

ثامناً: الحالة العاطفية الجيدة

  • هل تشعر بالتوازن العاطفي في حياتك؟
  • كيف يمكنك التعامل مع مشاعرك وكيف تفهم الأشياء التي تمر بها؟

تلك الأسئلة هي مفتاح «معالجة الخلل». وقد تكون «عجلة الحياة» تقنية تساعدك على محاولة فهم أبعاد حياتك وتقييم محاور حياتك الثمانية وعلاج الخلل القائم وإبعاد التخبط من دائرة حياتك وتعزيز الاستقرار كسبيل إلى النجاح والتفوق.

* تصوير: السيد رمضان ومن المصدر

إقرأ أيضاً: 4 حواجز تمنعك من تحقيق النجاح