26 نوفمبر 2024

كيف يدرّب الأهل أطفالهم على مواجهة التحدّيات؟

مجلة كل الأسرة

يتعرّض الطفل لتحدّيات مختلفة تتطلب من الأهل البحث عن أساليب تربوية مبتكرة، تعزّز قدرته على التعامل مع الصعوبات، وتسهم في بناء شخصية قادرة على التكيّف، وتحقيق النجاح.

مجلة كل الأسرة

أبرز التحديات أمام الأطفال

عن أبرز التحدّيات التي يتعرّض لها الأطفال، تكشف المدرّبة والخبيرة التربوية سارة سليمان الشامسي «يواجه الأطفال يومياً، مجموعات متنوعة من المشاكل، لكن القليل منهم يمتلك القدرة على حلّها، وبدلاً من أن يقوم بصياغة طريقة لحلّ المشكلة يستثمر وقته في الهروب منها، وتجنبها، لهذا السبب تظهر الكثير من السلوكات لدى الأطفال، التي يصعب على الآباء والأمّهات استيعابها، وغالباً ما يتجه هذا النوع من الأطفال إلى القيام بفعل، واتخاذ خيارات غير صحيحة تؤدي إلى مشاكل أكبر، على المدى البعيد، منها على سبيل المثال، تعنيف الطفل من أقرانه، أو التلفّظ بألفاظ سيّئة تجاهه، أو رفض حضور الحصص الدراسية، أو الذهاب للمدرسة بسبب تنمّر، أو مضايقه يعجز عن التعامل معها».

مجلة كل الأسرة

توضح الشامسي «مهارة حل المشاكل عند الأطفال هي من أهم المهارات التي يمكن تطويرها في مرحلة الطفولة، ويمكن تعريفها بـ(قدرة الطفل على تحديد وفهم المشاكل، وابتكار وتنفيذ حلول فعالة)، ففي حين يصعب تطوير هذه المهارة فجأة لدى البالغين، يمكن تحسينها عند الطفل، ليتمكن من مواجهة التحدّيات، والمواقف المختلفة، في الحياة اليومية، سواء في البيئة الدراسية، أو في المجتمع». ولتوضيح أهمية امتلاك مهارة حلّ المشاكل لدى الأطفال وجوانبها المتعدّدة، تروي الشامسي هذه القصة «مريم طالبة تبلغ من العمر 10 سنوات، تمكنت بفضل توعية والدتها، من تقديم شكوى لدى الأخصائية الاجتماعية في المدرسة بعد تعرّضها للشتم من قبل إحدى زميلاتها، بل حتى رفضت تجاوز خطأ زميلتها، واعتذارها عن سلوكها الخاطئ».

مجلة كل الأسرة

تنمية قدرات الطفل في حلّ المشكلة

تشير الشامسي «تكمن مهارة حل المشاكل لدى الطفل في قدرته على التفكير بشكل منطقي، وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهه في الحياة، والتي تشتمل على جوانب متعدّدة منها:

  • تحديد المشكلة: قدرة الطفل على فهم المشكلة بشكل صحيح.
  • تحليل الوضع: قدرة الطفل على التحليل وفهم العوامل التي تؤثر في المشكلة.
  • استخدام الاستراتيجيات: قدرة الطفل على استخدام استراتيجيات مختلفة لحل المشكلة (كالرسم وتقسيم المشكلة لأجزاء).
  • التعاون: قدرة الطفل على التعاون مع الآخرين لإيجاد حلّ للمشكلة.
  • تقديم القرارات: قدرة الطفل على اتخاذ القرارات المناسبة بناء على تحليله للموقف.
  • تقدير النتائج: قدرة الطفل على تقدير النتائج المحتملة لكلّ حل».
مجلة كل الأسرة

مهارات أساسية للطفل

كما تذكر الشامسي أهمية مهارة حل المشاكل كبوابة لعدد من المهارات التي يجب تنميتها لدى الطفل: - تعزيز الثقة بالنفس: عندما يتعلّم الطفل كيف يواجه المشاكل ويجد لها حلولاً.

  • تنمية القدرة على التفكير الإبداعي: عملية حل المشاكل تشجع الأطفال على التفكير بطرق جديدة، وكذلك إيجاد حلول مبتكرة للمواقف المختلفة.
  • تطوير مهارات التحليل والتفكير النقدي: من خلال تحليل المشاكل، وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة قابلة للحل، يتعلّم الأطفال كيفية التفكير النقدي واتخاذ القرارات الصائبة بناء على الأدلّة المتاحة.
  • تعزيز التعلّم الذاتي: عندما يكتشف الطفل أنه قادر على حلّ المشكلة بمفرده، يتحفز على المزيد من التعلّم والاستكشاف، من دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.
مجلة كل الأسرة

تكشف الشامسي طرق يمكن من خلالها أن يكتسب الطفل مهارة حلّ المشاكل «يُعد اللعب بحد ذاته فرصة لحل جميع أنواع المواقف الصعبة، والتوصل إلى حلول تساعده على حلّ المشاكل بشكل ذاتي، إضافة إلى قدرته على تنمية الشعور بالاستقلال والقدرة على تحمّل المسؤولية في اتخاذ القرارات، ما يمنحه الشعور بالفخر والثقة، على سبيل المثال. كما يساعد نشاط بسيط، كتحديد الاختلافات في الصورة، على تعليم مهارة تحديد المشكلة، وكذلك اللعب بألعاب البناء طريقة مناسبة لتطوير قدرة الطفل على تجربة الحلول المختلفة عند مواجهة عقبة ما، من خلال العثور على أفضل طريقة لبناء شيء ما. وللعب التخيّلي (لعب الأدوار) دور أيضاً في مساعدة الطفل على بناء مهارات مهمة مثل المهارات الاجتماعية، والمهارات العاطفية، والتواصل، من خلال التظاهر بأنهم في مواقف مختلفة».

مجلة كل الأسرة

كيف تعلم طفلك مهارة حل المشاكل؟

تضع الشامسي خطوات عدّة، يمكن للأبوين الاستعانة بها لإكساب أطفالهم مهارات حلّ المشاكل:

  • تشجيع الطفل على التفكير الإبداعي: من خلال مساعدة الطفل على التفكير بطرق جديدة وإيجاد حلول مبتكرة.
  • توفير الفرصة للطفل للتجارب العملية: مساعدته على المشاركة في التجارب العملية والأنشطة التفاعلية. على سبيل المثال، يمكن إعطاء الأطفال ألعاباً تعليمية، أو مشاريع صغيرة تتطلب حلّ مشكلة معيّنة، وكما ذكرنا مسبقاً عن طريق اللعب.
  • تشجيع الطفل على الاستقلالية: تشجيع الأطفال على محاولة حل المشاكل بمفردهم قبل طلب المساعدة. ومن خلال التجربة والخطأ، يمكن للأطفال تعلّم الاستقلالية، وتطوير مهارات الحلول الذاتية.
  • تقديم الدعم والإرشاد للطفل: توجيه الأطفال لتقديم الأسئلة المناسبة، وتحفيزهم على استخدام الاستراتيجيات المختلفة، وتقديم المساعدة عند الحاجة من دون القيام بحل المشكلة بالنيابة عنهم.
  • تعزيز التعاون والعمل الجماعي للطفل: من خلال مساعدته على مشاركة زملائه الأفكار والخبرات وتنظيم الأنشطة التعليمية التي تشجع على العمل الجماعي، وحل المشاكل كفريق واحد.