15 يونيو 2021

د. حسن مدن يكتب: كفى إرهاقاً

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"، صدرت له مجموعة من الكتب بينها: "ترميم الذاكرة"، "الكتابة بحبر أسود"، "للأشياء أوانها"، &a

د. حسن مدن يكتب: كفى إرهاقاً

هي شكوى دائمة لدى الكثيرين: الشعور بالإرهاق، والمؤكد أنها ازدادت مع استمرار جائحة «كورونا»، وتتفاقم كلما بدا أن نفقها ما زال مستمراً، والغريب أن الشعور بالإرهاق يظل ملازماً للبعض حتى بعد أخذه قسطاً طويلاً من الراحة.

وعزت طبيبة روسية بعض أسباب ذلك إلى إصابة الشخص بأمراض مزمنة، أو نقص بعض الفيتامينات في أجسامهم، أو ميلهم للكسل وعزوفهم عن ممارسة الرياضة.

ولكن يظلّ هذا التأويل الطبي، على وجاهته بالتأكيد، عاجزاً عن الإحاطة بكل أسباب هذا الشعور بالإرهاق الذي يطلق عليه «متلازمة الإرهاق المزمن»، التي تدخل ضمنها عوامل نفسية أيضاً، قد يزيد تأثيرها عن تأثير الأسباب الطبية.

وتوصف «متلازمة الإرهاق المزمن» بأنها حال مرضية تتمثل بالتعب الدائم، وعلى موقعٍ مختص نقرأ بأن هذه المتلازمة ناجمة عن «الكَرب المُزمن طويل الأمد»، وتمرّ بثلاث مراحل:المرحلة الأولى هي مرحلة البوادِر، وفيها تظهر أعراض الإجهاد الجسدي والنفسي، ولكن تبقى الأمور اليومية تسير على ما يرام في هذه المرحلة، حيث يدرك معظم الناس سبب هذه الأعراض، ويقومون بتغيير أسلوب حياتهم.

إن لم يطرأ أي تعديل على هذا الوضع، يجد المرء نفسه، وبسرعة وعلى نحو مفاجئ، وقد دخل المرحلة التالية، حيث لا يعود خلالها قادراً على القيام بأي شيء على الإطلاق. ويفقد التركيز وحتى القدرة على التفكير بوضوح، وإن كان هذا لا يعدّ هو نفسه الاكتئاب، رغم وصف البعض له بذلك.

مع ذلك فإن المصابين بالمتلازمة يمكنهم ولوج مرحلة التعافي، التي هي الثالثة، ولا يتمّ ذلك بالسرعة نفسها التي تمّ فيها الانتقال إلى المرحلة الثانية، حيث يلزم المصاب بعض الوقت لاستعادة لياقته، فبلوغ التعافي لا يعني، بالضرورة، أن المصاب سيتحرر من آثار الإرهاق تلقائياً.
في ظروف الجائحة اليوم نشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني مجموعة من النصائح التي تراها ضرورية في مساعدة الناس على تجنب الشعور بالإرهاق، وما يرتبط من ضجر وإحباط وقلق قد يكوم مؤرقاً.

وبين هذه النصائح:

  • الحفاظ على عاداتك اليومية بأقصى قدر ممكن، أو اكتساب عادات يومية جديدة
  • التعوّد على الاستيقاظ والذهاب إلى السرير في نفس الأوقات يومياً
  • تناول وجبات صحية في أوقات منتظمة
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • تخصيص وقت للعمل ووقت للراحة، ووقت للقيام بالأشياء التي تحبها
  • التقليل من وقت متابعة الأخبار التي تثير القلق أو التوتر لديك عند مشاهدتها أو قراءتها أو سماعها
  • والبحث عن أحدث المعلومات في أوقات محددة من اليوم، بمقدار مرة أو مرتين في اليوم عند الاقتضاء