21 يوليو 2022

كيف تخطط لمستقبلك الاجتماعي والمهني؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف تخطط لمستقبلك الاجتماعي والمهني؟

لبناء علاقات إيجابية ناجحة، يجب أن تتوافر لدينا مهارات اجتماعية وهي مهمة في مجالات الدراسة، العمل، الأسرة، الصداقات، كي تساعدنا في التخطيط للمستقبل وخوض غمار الحياة الاجتماعية والمهنية بشكل جيد.
وللتعرف أكثر إلى كيفية تكوين علاقات إيجابية ناجحة، نستعرض تفاصيل ورشة عمل، نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي استهدفت الشباب من الجنسين، وحملت عنوان «التخطيط لمستقبلك الاجتماعي والمهني»، وقدمتها آسية القرشي، مستشارة نفسية ومدربة حياة.

أولاً: كيف تخطط لحياتك الاجتماعية؟

كيف تخطط لحياتك الاجتماعية؟

تقول المستشارة النفسية آسية القرشي: «كي تتم عملية الاتصال بين الأفراد بشكل جيد لابد من توافر عدة عناصر، هي: المرسل، الرسالة، الوسيلة، المستقبل، التغذية الراجعة، ولكي يكون هذا التواصل فعالاً لابد أن يبدأ الفرد عند التحدث في قضية ما مع شخص آخر، أن يعزز لديه السلوك الإيجابي وأن يذكر محاسنه في البداية ومن ثم يستعرض وجهة نظره حيال القضية موضوع الخلاف».

اكتساب مهارات التفاوض والإقناع تتحقق من خلال تكوين كل فرد منا لرأيه الشخصي عن الموضوعات التي تهمه

تضيف آسية القرشي: «عندما يريد الشخص إيصال رسالة ما عليه أن يستمع لردة فعل من يتلقاها ويتبادل معه وجهات النظر وألا يقتصر دوره على إيصالها فقط، بل عليه أن يعزز من فاعليتها بطريقة إيجابية يستشعرها الطرف الآخر وهو ما يجعل ردود أفعاله إيجابية أيضاً، ويعرف ذلك بالتغذية الراجعة. أما اكتساب مهارات التفاوض والإقناع فتتحقق من خلال تكوين كل فرد منا لرأيه الشخصي عن الموضوعات التي تهمه وأن يسمح للآخرين أيضاً أن يكوّنوا أفكارهم الخاصة بهم عن الموضوعات التي تهمهم، ثم بعد ذلك يبحث عن النقاط المشتركة بينهم وصولاً إلى الحلول الوسط. ولكي ننجح في إدارة الانفعالات والمشاعر الداخلية فعلينا أن نفصل بين الشعور والسلوك وأن نكتشف مشاعر الآخرين ونتعاطف معها ونقدرها ونحترمها، فبناء العلاقات السليمة يتوقف على إظهار الاهتمام بالآخرين وعدم تجاهل ما بداخلهم من أحاسيس. أما فيما يخص المرونة والإبداع والابتكار في حل المشكلات، فتتحقق بعدة خطوات منها تحليل الوضع أو المشكلة والأسباب وراءها، ثم كتابة السلبيات والإيجابيات واختيار الحل الأفضل وتنفيذه ثم تقييم الوضع في النهاية».

ثانياً: كيف تخطط لحياتك المهنية؟

كيف تخطط لحياتك المهنية؟

تشير آسية القرشي «في ظل زخم الثورة الصناعية والتكنولوجية الهائلة التي نعيشها علينا أن نتساءل: ما هي المهن التي تفرزها طبيعة المرحلة التي نعيشها؟ وما مدى استمراريتها وقدرتها على مواجهة رياح التغيير؟ وما دورنا في هذا كله؟ فكم من وظائف تلاشت وأخرى ظهرت على السطح لم تكن موجودة، ودورنا يجب أن يتخطى مرحلة المتابعة، وعلينا أن نحفر لمكاننا ونوجد لأنفسنا دوراً نفخر به".

المهن المطلوبة في المستقبل

وتضيف آسية" إذا ما طبقنا ذلك على أرض الواقع فسنجد حرص الدولة على فتح آفاق جديدة ومتنوعة أمام الجيل الحالي كي يخوضوا غمار العمل برؤية وفكر مختلف، فكم من مبادرات تدعو إلى اختراق سوق العمل وفق متطلباته وليس وفق المألوف والمعتاد، وكم من مهن ستختفي وتحل محلها أخرى جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والبرمجيات وغيرها، فمن المتوقع أنه بحلول عام 2040 ستكون الروبوتات هي ما يتحكم في كثير من أمور حياتنا اليومية، وهو ما يفرز وظائف مرتبطة بها مثل صيانة الروبوتات وبرمجتها وتقنية تشغيلها ومراقب بياناتها ومستخدم ومستخرج ومحلل لتلك البيانات، كما ستكون هناك وظائف كثيرة للتعامل مع الطائرات بدون طيار وبعالم الفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة النووية وغيرها، وكلها أفق واسعة يجب أن نتعامل معها ونخطط لها من الآن، وأن يعي الآباء والأمهات لتلك النقطة فلا يشيرون على أبنائهم أن يظلوا متمسكين بدراسة وتعلم تخصصات لمهن أكل عليها الدهر وشرب، بل يوجهونهم للنظر بعيداً عما هو تحت أقدامهم واستشراف المستقبل والتخطيط له بشكل جيد يلاحق الزمن المتسارع من حولنا.

ماذا عن التوازن بين حياتنا الاجتماعية والعملية؟

التوازن بين حياتنا الاجتماعية والعملية

تواصل القرشي «أما فيما يتعلق بمهارة التوازن الشخصي فعلى الفرد أن يدرك نقطة مهمة وهي أن تحقيق التوازن بين ذاته والآخرين يعد سر النجاح والسعادة، فلا يكون أنانياً في آرائه ومعتقداته وقراراته ولا يعيش دور الضحية ويستسلم للآخرين يقودونه كيفما يريدون، ويقودنا ذلك إلى أهمية التوازن في الدراسة، والعمل، والعلاقات الأسرية، فلا نغلب جانباً على آخر مهما كان، فمثلاً الفتاة البارة بوالديها وتتفانى في خدمتهما على حساب صحتها عندما تمرض لن تتمكن من أداء دورها تجاههما، وهنا نقول إن إعطاء كل شيء حقه من الأمور الحميدة التي تجعلنا نؤدي ما علينا دون الشعور بأي ضغوط، يدفعنا ذلك إلى تحقيق التوازن بين الإنجاز والاستمتاع، فهدفنا في الحياة النجاح ولكن لا يكون ذلك على حساب الاستمتاع بها».