06 نوفمبر 2022

د. باسمة يونس تكتب: لماذا يطبخ الرجال؟

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية. أصدرت (10) مجموعة قصصية، (4) روايات،(12) نص مسرحي وعدة أعمال درامية وإذاعية .حاصلة على أكثر من( 22 ) جائزة في مجالات الرواية والقصة والمسرحية

د. باسمة يونس تكتب: لماذا يطبخ الرجال؟

طرح في أحد مواقع الأسئلة والأجوبة سؤال عما يجعل الرجال يريدون الطبخ. رأى البعض أنه سؤال جيد لمعرفة طريقة تفكير الرجال حول الطبخ، بينما رأى البعض أن السؤال يبدو متحيزاً بشكل غريب فلا أحد يشكك في الدوافع وراء قيام المرأة بالطبخ فلماذا يُطلب من الرجال إبداء أية أسباب لفعل الشيء نفسه؟

كانت أكثر الإجابات تكراراً بأن الطبخ يحفز أي شخص رجلاً كان أو امرأة، لأن المتعة المطلقة فيه تكمن في صنع شيء بيدك يرضيك أو يرضي عائلتك وأصدقاءك.

واتفقت الأغلبية على أن الطهي والاستمتاع بوجبة لذيذة متعة مثل التجديف أو التزلج على الجليد وإن كان للبعض سبب شخصي أكثر لكنه نشاط ممتع ظاهرياً ولا يهم حقاً ما إذا كان من يطبخ رجلاً أو امرأة عند القيام بالطبخ.

وتباينت الإجابات بين قائل بأنه تعلم الطبخ أثناء مرحلة الدراسة في الجامعة ولأنه سئم من الاضطرار إلى الخروج من المنزل لتناول الطعام إضافة إلى تكلفته وتخوفه من أن يكون غير صحي.

أما الثاني فقال بأنه يطهو لأنه يجد فيه متعة مطلقة، فالطبخ يهدئه ويساعده على نسيان المخاوف الأخرى ويشغله من خلال التركيز على الطبق الذي يقوم بإعداده، كما وأنه يحب رؤية النتيجة النهائية لإنجازه.

واعترف الثالث بأنه يريد أن يطبخ لأنه يعشق الطعام ولا يحب تناوله في المطاعم لتحديد مكونات الأطباق التي يتناولها ومعرفة ما يدخل في صنعها، كما وأن معرفة كيفية الطهي تفتح الكثير من الأبواب لتجربة الطعام والكثير من الوصفات مع إمكانية وضع وصفة خاصة به تجعله يشعر بالإنجاز.

أما الرابع فالطبخ بالنسبة إليه حالة انتظار منتج والانتظار يزيد من لذة الطعام، فلا شيء أفضل من البدء بالتهام الرائحة ومن ثم مراقبة المكونات وهي تتغير وتتحول إلى أطباق شهية في النهاية.

وكانت إجابة الخامس أن ما يدفعه للطبخ هو الجوع لا أكثر، فهو يصنع الطعام عندما يجد نفسه مضطراً لذلك ليخمد صوت الجوع الجائر في أمعائه.

ويرى السادس بأن الطبخ يعني قضاء الكثير من الوقت مع عائلته وأصدقائه، فهم يطبخون كثيراً في المنزل لدرجة أنهم نادراً ما يخرجون أو يفكرون بتناول الطعام خارجه.

أما السابع فقد اقترح عليه والده الذي لم يكن معتاداً على تقديم المشورة، أن يتعلم كل أساسيات التدبير المنزلي حتى لا يعتمد على النساء للقيام بكل شيء من أجله. وعندما استقل بمسكنه وجد أن قيامه بطهي أطعمته كانت أفضل وسيلة لتوفير ماله وضمان تناول طعام صحي يعرف مكوناته وطريقة طبخه، ثم تزوج من امرأة يمكنها الطهي جيداً لكنه مازال بإمكانه إعداد وجبة لذيذة عندما يكون لدى زوجته ما يمنعها أو يشغلها عن إعداد الطعام.

وتزوجت الثامنة من رجل شغوف بالطبخ ويقوم بجميع عمليات الطهي بنفسه بدءاً من تنظيف الخضراوات إلى إضافة التوابل في المرحلة الأخيرة من الطبخ ويشعر بالسعادة عندما يحب الضيوف تناول الأطباق التي طبخها. وقالت بأنها لا تعرف كيف تطبخ، بل ولم تفكر مطلقاً في تعلم الطهي قبل الزواج، لكنها الآن تستمتع حقاً بطهي المأكولات المختلفة والتي تعلمت طبخها على يد زوجها.