المهندسة بشاير المنصوري: شفاء الروح ممكن.. واستراتيجية التشافي بـ7 خطوات
ساعدها التخصص في مجال الهندسة المدنية والبيئية في رصد عوالم هندسة الذات والتعامل مع أرواحنا. فالهندسة طريقها إلى ترتيب الأولويات ووضع مداميك البناء سواء الهندسي أو الروحي ورفدها بمفاتيح السعادة وهندستها على إيقاع هادئ، وقد سبق أن نشرت أكثر من كتاب، منها كتاب «30 خطوة للسعادة» يستشرف أهمية وتأثير جودة الحياة على منظومة يومياتنا ككل.
المهندسة بشاير المنصوري، كاتبة إماراتية ومدربة أسلوب الحياة، قادها اهتمامها في مجال تدريب الحياة وتطوير الذات إلى الحديث عن استراتيجيات شتى تتعلق بالشفاء الذاتي للجسد والروح وعن خطوات تساعدنا على تنظيف رواسب الحياة والوصول إلى مرحلة التشافي، رغم المعاناة والصدمات سواء من الطفولة أو في الحاضر.
تقول مدربة أسلوب الحياة بشاير المنصوري «إذا كنت تشعر بالحزن، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الغضب، أو أي مشاعر سلبية أخرى، فاعلم أن هذه إشارات مرتبطة برسائل قوية لك. الحياة غير المتوازنة قد لا تتماشى مع رغبات روحك، فالروح كيان ذو طبيعة محبة للخير والمحبة والسلام والطمأنينة والمشاعر الإيجابية، ومن المحتمل أثناء التجارب السيئة أن تشعر الروح باختناق، مما يشعرك بالضيق نتيجة لتلك الاختلالات الكيميائية. ربما تكون قد عانيت قدراً لا بأس به من الصدمات والألم العاطفي كشخص بالغ، لكن الصدمات غير مقيدة بعمر، وبالتالي، نرى المراهقين في سن ما قبل المراهقة يكافحون من أجل الحياة ولربما أسوأ صدماتك حدثت حين كنت طفلاً».
مؤلفاتها تحاكي هواجس الفرد
ثمة علاقة وثيقة بين الجسد الصحي وهناء الروح، توضحها المنصوري «نتيجة التعرض المستمر للحزن والاكتئاب، قد يتأثر الجهاز المناعي بالسلب، مما يجعلنا عرضة أكثر للأمراض الجسدية. فالاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب الحزن المستمر وفقدان الاهتمام بجميع الأمور تقريباً، وذلك يؤثر في تفكيرك وتصرفاتك ويمكن أن يؤدي لمجموعة مشكلات عاطفية وجسدية تمنعك من ممارسة نشاطاتك اليومية وتؤثر على علاقاتك بالآخرين. وعلى الرغم من أن الاكتئاب قد يزورك مرة واحدة خلال حياتك، إلا أنه يجب عليك معرفة أعراضه حتى تتجنب تبعاته».
أعراض الاكتئاب.. جسدية ونفسية
تورد المنصوري أهم أعراض الاكتئاب:
- الشعور بالحزن بدون سبب يذكر.
- الرغبة الملحة في البكاء حتى بعد قضاء وقت ممتع.
- نوبات مفاجئة من الغضب والانفعال غير المبرر.
- الشعور بالفراغ الدائم واليأس من الحياة.
- اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق لفترات طويلة.
- فقدان الاهتمام بممارسة النشاطات اليومية مثل الرياضة.
- فقدان الشهية أو النهم في تناول الطعام، وزيادة الوزن أو فقدانه بصورة كبيرة.
- الشعور بانعدام القيمة والشعور بالذنب.
- التركيز على إخفاقات الماضي ولوم الذات.
- الأفكار السوداوية والرغبة في المرض والانتحار.
- مشاكل جسدية غير مبررة وكثرة الأمراض والصداع وآلام الظهر.
- تجنب التفاعل الاجتماعي وحضور المناسبات الاجتماعية.
- استخدام العقاقير بكثرة.
- أوجاع جسدية وإرهاق.
إلا أن أعراض الاكتئاب غير معروفة، كما تلفت المنصوري «كما هي الحال مع العديد من الاضطرابات النفسية، قد تسبب مجموعة عوامل بيولوجية في حدوثه، مثل: التغييرات في توازن الهرمونات أثناء الحمل وبعد الولادة، مشاكل الغدة الدرقية وانقطاع الطمث، إلى عوامل حياتية أخرى قد تسبب الاكتئاب مثل وجودك في وظيفة براتب قليل وجهود غير مقدرة ومدير متعسف، أو شعورك الدائم بالحزن جراء زيجة فاشلة، وما إلى ذلك من تجارب تتعرض لها لمدة طويلة من الزمن».
وتضيف «غالباً ما يبدأ الاكتئاب في سن المراهقة. فالطفل يعبر عما يجول في خاطره بأريحية وبالتالي هو لا يقمع أي مشاعر ولا يحاول دثرها، ويمتد الاكتئاب لسن الشيخوخة فلا عمر له، هنالك عدة عوامل تزيد من خطر الاكتئاب، مثل الأحداث المؤلمة في الماضي مثل الاعتداء الجسدي، أو فقدان شخص عزيز، أو علاقة صعبة وفاشلة، أو مشاكل مالية، تلك جميعها تجعلك معرضاً للخطر ولعدة مضاعفات، مثل الوزن الزائد وأمراض السكري والقلق والميول الانتحارية والوفاة المبكرة وغيرها».
شفاء الروح ممكن رغم توالي الصدمات
رغم «ضراوة» الاكتئاب أحياناً وتأثيره السلبي في أجسادنا وأرواحنا، إلا أن بشاير المنصوري تفتح باب الأمل في شفاء الروح من الصدمات.. تقول «الخبر السار هو أن شفاء الروح يمكن أن يحدث رغم توالي صدمات الماضي والحاضر، ويتطلب الشفاء الحقيقي والعميق والدائم لروحك وعقلك وجسدك نهجاً شاملاً وانضباطاً ورغبة في التغيير ونلخص استراتيجية الشفاء بسبع خطوات، تستند هذه الخطوات إلى إرادة حقيقية في تغيير واقعك والانطلاق إلى عوالم جديدة تحررك من الصدمات:
الخطوة الأولى: ذكر نفسك على الدوام أنك جزء من عالم به ظلام ونور وليس النور فحسب. قد تكون في مرحلة الظلام الآن، لكن لا تطل الوقوف في تلك المرحلة، بل اعبر للنور، ولن تستشعر نعمة النور دون التواجد في الظلمات. مهما كانت الخسارة التي تحملها والثقوب الموجودة بداخلك، يمكنك دوماً أن تملأها بالنور.
الخطوة الثانية: سامح الآخرين. هذه الخطوة هي الأهم كون أفضل شيء تفعله تجاه نفسك هو مسامحة شخص أساء لك فيما مضى. سامح والديك، أقاربك، مديرك، كل من أساء لك، ولكن الأهم أن تسامح نفسك على جميع خيبات الأمل والإخفاقات وجميع ما مررت به في حياتك، لا شيء يمكن أن يولد فيك المشاعر السلبية أكثر من عدم القدرة على التسامح.
الخطوة الثالثة: حسن علاقتك برب الكون، فكلما أحببت الله، ستحب نفسك وسيحبك الآخرون وستجد شخصاً مخلصاً تحبه، قد يكون الطعام غذاء جسدك لكن روحك تتوق للصلاة، والدعاء والحضور بين يدي الخالق للشفاء. كن قوياً ولا ترتعب لأن الله سبحانه وتعالى معك ولن يتركك، لا تخف من الغد وتحل بالإيمان.
الخطوة الرابعة: واجه الأمر واعترف بوجود مشكلة، واطلب المساعدة حين تحتاجها، لتنتقل من مرحلة الخوف لمرحلة الأمان، لأن الحب يطرد الخوف.
الخطوة الخامسة: كن شاكراً لجميع النعم في حياتك: أحياناً، الغضب يعمي بصيرتنا عن رؤية نعم الله في الكون، تلك النعم لا تعد ولا تحصى ولا تعوض، رؤيتك لهذا المقال نعمة يفتقدها المكفوفون، قدرتك على القراءة نعمة يتمناها الأميون، وجودك الآن في هذه اللحظة أمنية يتمناها الأموات.. نعمة المسكن، نعمة الطعام، نعمة الأهل والأولاد والأصدقاء، نعمة الصحة وراحة البال، نعم عديدة لا تعد ولا تحصى، فلماذا تسمح لأمور معدودة بأن تشعرك بتلك المشاعر السلبية؟
الخطوة السادسة: قم بتغيير أسلوب حياتك عبر خطوات عدة:
- غير عدد ساعات نومك، نوعية طعامك.
- حاول التقليل من السكريات والدهون المصنعة، لما لها من تأثير سلبي في حالتك النفسية.
- مارس الرياضة كونها تحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الأندروفين.
- قم بإعداد قائمة الفرح، ما الذي يسعدك؟ سجل العديد من الأمور وابدأ بممارسة ما تحب كل يوم.
- امتلاك أهداف في الحياة يعطينا دافعاً ورغبة في البقاء والاستمتاع أكثر من غيرنا.
الخطوة السابعة: تحل بالصبر. غالباً ما يأتي الشفاء على الفور، لكن مع كثرة الآلام العاطفية قد يستغرق بعض الوقت والجهد. لكن تذكر أنت لست وحدك وأحط نفسك دائماً بأشخاص إيجابيين وتخل عن الأشخاص السلبيين أو السيئين.