نجح برنامج ملتقى السمالية في استقطاب عدد من الطلاب والطالبات من كافة الفئات على مدى أعوام عديدة، حيث تم إعداد البرنامج من أجل استفادة الطلاب من أوقات فراغهم واكتساب المعرفة بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم من خلال أنشطة تجمع بين الفائدة والترفيه حيث يستطيع الطلاب المشاركة في العديد من النوادي التابعة للجزيرة، والاستمتاع بالأنشطة التراثية والثقافية والترفيهية والرياضية والتعليمية، علاوة على أنشطة الفروسية والهجن، لتعريف الطلبة والطالبات بتراث أجدادهم.
يشهد الملتقى عادة مشاركة قوية من طلبة المراكز التابعة للنادي في مناطق أبوظبي، منها مركز أبوظبي الشبابي في مدينة أبوظبي، ومركز أبوظبي النسائي في مدينة محمد بن زايد، ومركز الوثبة وسويحان، ومركزا السمحة النسائي والشبابي، ومركزا العين الشبابي والنسائي. وما يميز هذه المراكز تعدد الأنشطة فيها وتنوعها ما يجعل الطالب يستمتع بوقته ولا يمل من الأنشطة، فهناك مسابقات ورحلات ترفيهية وتثقيفية تزيد متعة الطالب وترفده بالمعلومات الثقافية والتراثية.
كما تم تنظم جولات بالسفينة التراثية حول جزيرة السمالية للتعرف إلى الجزيرة وبيئتها كمحمية طبيعية، وهناك الورش التراثية مثل الورش البحرية التي يتعرف من خلالها المشاركون إلى تراث البحر والغوص وتجارة اللؤلؤ والصيد وكل ما يتعلق بالإرث البحري الكبير للإمارات، وتوجد أيضاً النشاطات المتخصصة مثل السباحة والتجديف، وأنشطة أخرى تراثية مثل الألعاب الشعبية ونشاط السنع، حيث يتعلم الطلبة عن العادات والتقاليد الإماراتية، وكيفية استقبال الضيف، وورش إعداد القهوة العربية وطرق تقديمها.
يبين راشد خادم الرميثي، مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، أن الملتقى «يهدف إلى ترسيخ المعرفة بالتراث لدى الناشئة، ترابطاً مع رسالة النادي، حيث يأتي الاهتمام بالسنع في الملتقى سعياً إلى صقل الهوية الوطنية في نفوس الشباب، وتأتي مهمة تعليم الأطفال والناشئة على أهمية تراث بلدهم العريق بسبب ما يتعرض له عالم اليوم من تأثيرات ثقافية وحضارية قد تجرفهم بعيداً عن ثقافتهم الأصلية. لذلك يركز الملتقى على تعريفهم بإرثهم الحضاري وتقاليدهم التي تقوي شخصيتهم ليتمكنوا من الاندماج ومشاركة ثقافتهم مع العالم. لذلك تم بناء قرية تراثية متخصصة في الجزيرة يوجد بها المدربون التراثيون الذين يتحدثون مع الشباب ويعلمونهم الموروث الشعبي والحكايات والقصص التراثية التي كان يتحدث بها الأجداد قديماً لأبنائهم، بالإضافة إلى جولات داخل المحمية الطبيعية للجزيرة للتعرف إلى حيواناتها ونباتاتها، وكل هذه الأنشطة تحفها العناية البالغة بالطلبة وراحتهم».
ويضيف «كما يوجد نادي للأنشطة النسائية تتوفر فيه ورش للحرف اليدوية التي تقام في الجزيرة وأهمها ورش تعليم التلي، والسدو، وسف الخوص، والغزل، وورش الأكلات والألعاب الشعبية، وإعداد القهوة العربية، وورش الرسم وغيرها. كما يشمل برنامج الملتقى زيارات خاصة بالقرية التراثية التابعة للنادي للتعرف إلى البيئات المختلفة مثل البيئات البرية والجبلية والزراعية، وزيارة المتاحف وسوق الحرفيين، وزيارة مركز زايد للدراسات والبحوث ومعرض الشيخ زايد والأرشيف الوطني، وحضور أنشطة منوعة في مؤسسة التنمية الأسرية، وأنشطة ترفيهية كزيارة منتزه خليفة والمدينة المائية في جزيرة ياس، والعديد من المولات للعب والاستمتاع بصالة الألعاب».
ماجد أحمد العليلي
توجهنا للقاء بعض الطلبة المشاركين في ملتقى السمالية، في البداية يؤكد ماجد أحمد العليلي «شاركت في العديد من النشاطات مثل ركوب الخيل والأنشطة التراثية كالسنع وورشة استقبال الضيوف وصناعة القهوة في البر والألعاب التراثية وصيد اللؤلؤ وركوب الخيل، والدافع من مشاركتي هو الاستمتاع بالأنشطة الجديدة بالنسبة لي، كما أن الملتقى أضاف لي العديد من المعلومات التراثية وجعلني أفخر بالتراث الإماراتي، وعلمته لأصدقائي».
محمد الشامسي
أما محمد الشامسي، فأوضح لنا أنه دأب على المشاركة في الملتقى منذ طفولته «أشارك في الملتقى منذ كان عمري 4 سنوات والآن أبلغ 14 عاماً وما زالت أستمتع بالأنشطة المفضلة لي كركوب الخيل والسباحة»، ويواصل «ركوب الخيل ساعدني على تنشيط نفسي، وقد شجعتني والدتي ووالدي على المشاركة في الملتقى لتعلم العادات والتقاليد، حيث استفدت كثيراً وتعرفت إلى الكثير من المعلومات المتعلقة بالتراث الإماراتي وهذا ما يجعلني أشعر بالفخر، كما علمني المثابرة والاعتماد على النفس وجعلني شخصاً اجتماعياً».
من جهتها، توضح شوق سعد المنصوري، طبيعة مشاركتها في ملتقى السمالية، قائلة «شاركت في الملتقى ثلاث مرات، وفعاليتي المفضلة هي ورش التلي والسدو، ومنها تعلمت استثمار هواياتي والشعور بالإنجاز. وكان الدافع من المشاركة في الملتقى معرفة المزيد عن التراث الإماراتي العريق لتترسخ سمات حب الوطن والاعتزاز به». وأضافت شوق «وجدت من خلال تعلمي عن تراث الأجداد منبعاً نستقي منه موروث بلادنا من عادات وتقاليد، حيث ترك في داخلي اعتزازاً وفخراً لا مثيل لهما، لذا أنوي الحفاظ على تراثنا وتعليمه للجيل القادم».
خديجة عبدالله الشوق
كما حدثتنا خديجة عبدالله الشوق، عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى «لقد شاركت كثيراً وكان ممتعاً، وأنصح الجميع بالمشاركة. كنت أذهب كل خميس كما كنت أحب التجول في الجزيرة ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة، كما تعجبني رؤية الخيول وهي تسير». أما عن فعاليتها المفضلة «من نادي التراث، مثل سف الخوص وخدمات التلي وخدمة السدو، ولا ننسى الألعاب الشعبية. أفادني الملتقى كثيراً من ناحية تثقيف نفسي وزيادة معلوماتي عن التراث الإماراتي، كان دافعي الأول هو تمضية وقت ممتع في العطلة وإفادة نفسي فمنه تعلمت أن الابتكار كان جزءاً مهماً من حياة أجدادي، حيث كانوا يستفيدون من البيئة حولهما مثل سعف النخيل والطين وصوف الخروف وفن صنع الأواني، كما أضاف الملتقى لي معلومات عن التراث الذي يعتبر هوية وطنية يجب الحفاظ عليها، ومن خلاله أيضاً يمكن أن نعرف عادات وتقاليد أجدادنا وكيف كانوا يفكرون قديماً».
إعداد: آية طه