03 أغسطس 2023

الريم الهناوي: عملي "باريستا" تمهيداً لفتح مشروعي الخاص في مجال المطاعم والمقاهي

محررة في مجلة كل الأسرة

الريم الهناوي: عملي

بعد الانتهاء من دراستها للمرحلة الثانوية، قررت ابنة إمارة رأس الخيمة، الريم حمد الهناوي، 23 عاماً، الانضمام مباشرة إلى سوق العمل، متجاوزةً المسار التقليدي للالتحاق بالجامعة، تعزيزاً لاعتقادها بأن التجارب العملية يمكن أن توفر لها رؤى لا تقدر بثمن ومهارات عملية وفهماً أعمق للصناعة التي تطمح للفوز بها.

حاورنا الريم الهناوي لمعرفة رحلة عملها كباريستا في «ستاربكس» حيث اكتسبت مهارات وخبرات قيمة، وشكلت منظورها فيما يتعلق بخدمة العملاء والكفاءة التشغيلية، والقدرة على التعامل مع ثقافات متعددة:

الريم الهناوي: عملي

ما سبب التحاقك بسوق العمل في مرحلة مبكرة من عمرك؟

لدي رغبة شديدة لفتح مشروعي الخاص في مجال المطاعم والمقاهي، فأنا أرى أن التجربة العملية الحقيقية هي المفتاح لاستكشاف إمكاناتي الريادية، كما أؤمن بأن غمر نفسي في المجال سيمنحني معرفة فورية ومجموعة واسعة من المهارات والقدرة على التعامل مع تعقيدات إدارة مؤسسة ناجحة، من خلال عملي عمل «باريستا» في «ستاربكس»، العلامة التجارية العالمية المشهورة، يتوفر لي الفرصة لغمر نفسي في عالم القهوة واكتساب خبرة عملية في سلسلة مقاهي القهوة المعروفة، فأكتسب المهارات والمعرفة الصحيحة التي ستمنحني أساساً قوياً لتطلعاتي الريادية المستقبلية.

الريم الهناوي: عملي

هل واجهت اعتراضات أو رفض لفكرة عملك كـ«باريستا»؟

في البداية، عندما قررت العمل في «ستاربكس»، واجهت معارضة من مجتمعي الضيق المتماسك، وخاصة من الجيل الأكبر، كانت القيم الثقافية والتوقعات المحيطة بالعمل في مجتمعي الإماراتي تختلف عن المسار الذي اخترته، وتلقيت تعليقات سلبية، ولكنني مع ذلك، تمسكت بقراري، ولم أسمح للآخرين ليؤثروا بآرائهم فيما أطمح له. فقد كنت أدرك أن العمل في شركة متعددة الجنسيات سيعرضني لوجهات نظر مختلفة، ويعزز مهارات خدمة العملاء لدي، ويمنحني رؤى حول الأسس الداخلية لإدارة منشأة ناجحة مستقبلاً. لذلك بقيت ثابتة لتحقيق أحلامي ومرنة في مواجهة القيم الثقافية، نظراً لإيماني بأن المسار نحو النجاح قد يتطلب الابتعاد عن التوقعات التقليدية لمجتمعي.

الريم الهناوي: عملي

هل تغيرت وجهة نظرهم لك مع الوقت؟

مع مرور الوقت، ومع استمرار رحلة عملي كباريستا وانغماسي في عملي، بدأت تحولات ملحوظة تحدث من حولي، فقد بدأ مجتمعي الذي كان في البداية متشككاً وناقداً لقرارتي، يرى التأثير الإيجابي الذي أحدثه العمل في شخصيتي، لقد لاحظوا شغفي بالعمل والمهارات القيمة التي اكتسبتها فتغيرت نظرتهم تجاهي بشكل واضح، وتحولت كلماتهم إلى تشجيع وإعجاب، بل تحولت رؤيتهم لي إلى مصدر فخر، بعدما أدركوا تصميمي على تحطيم الحواجز ومتابعة أحلامي، وأصبح الالتزام الثابت للمسار الذي اخترته محفزاً للمحيطين بي.

وما الذي تعلمته في عملك في مجال تقديم القهوة؟

من خلال العمل الوثيق مع العملاء، تعلمت كيفية التفاعل بفعالية معهم وفهم أذواقهم وتفضيلاتهم، وتعلمت أيضاً تقديم توصيات شخصية خاصة بمشروباتهم المفضلة واختياراتهم. هذه التجربة سمحت لي بتقدير أهمية بناء علاقات قوية مع العملاء وخلق جو مميز يجعلهم يرغبون بالعودة مرة أخرى، فقد أدركت أن رضاء العملاء هو ركيزة أي عمل ناجح في صناعة المطاعم والمقاهي. كما أدركت أهمية الكفاءة ودور النظام المصمم جيداً في بيئة عمل منتجة. وأصبح التمسك بسياسات الشركة وإتباع الإجراءات المتبعة والحفاظ على تدفق تشغيلي سلس جزءاً من طبيعتي، كما تعلمت أن العمل في بيئة منظمة وفعالة لا يعزز الإنتاجية فحسب، بل يسهم في تجربة إيجابية للعملاء.

الريم الهناوي: عملي

ما الذي اكتسبته على الصعيد الشخصي؟

أتاح لي العمل الفرصة للتعاون مع زملاء العمل من مختلف الجنسيات والخلفيات والخبرات. فقد وسع التفاعل مع أشخاص من ثقافات مختلفة آفاقي ومنحني رؤية العالم من زوايا جديدة. ومن خلال تجاربي في «ستاربكس»، تطورت شخصيتي، وأصبحت أكثر قابلية للتكيف والانفتاح والتعاطف. لقد طورت مهارات تسمح لي بالتواصل بفعالية مع العملاء وزملاء العمل على حد سواء، كما عزز العمل لدي قيمة العمل الجماعي فأدركت أن تعزيز بيئة عمل متناغمة وشاملة يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ونجاح الفريق.

ما رسالتك إلى الشباب الإماراتي بمناسبة يوم المرأة الإماراتية؟

رسالتي إلى الشباب الإماراتي هي أن يقبلوا التجارب الجديدة ويحددوا مسارهم الخاص نحو النجاح. لا تسمحوا لتوقعات المجتمع أو آراء الآخرين بتقييد إمكاناتكم، اخرجوا من منطقة الراحة الخاصة بكم، استكشفوا فرصاً متنوعة، واتبعوا شغفكم بجرأة. ففي عالم مليء بالفرص، من الضروري أن ننفصل عن المسارات التقليدية ونتقبل المجهول. ومن خلال تجربة أشياء جديدة، ستكتسبون رؤى لا تقدر بثمن، وتوسعون آفاقكم، وتكتشفون إمكاناتكم الحقيقية. كل تجربة، مهما كانت غير تقليدية ومتوقعة، تسهم في نموكم الشخصي وتشكل رحلتكم الفريدة.

وأخيراً أقول لهم تذكروا أن النجاح يجب أن يحدد وفقًا لمعاييركم الخاصة. كونوا فخورين بالعمل الذي تختارون متابعته، بغض النظر عن توقعات المحيط والمجتمع. تحملوا مسؤولية مساركم وثقوا بخياراتكم. لا تسمحوا للآخرين بتحديد معنى النجاح بالنسبة لكم.