تمكُن المرأة الإماراتية من الحصول على فرص متعددة في مجالات ريادية مختلفة، شجع بنات الجيل الجديد على رفع سقف طموحاتهن في اقتحام مجالات علمية جديدة ومختلفة كانت قديماً حكراً على الذكور، خصوصاً التخصصات الجديدة العلمية والسياسية والميكانيكية وغيرها من التخصصات التي تدرسها الطالبات الإماراتيات في جامعات الدولة، وتتطلب وقت عمل أطول لدى الالتحاق بالوظيفة. ولكن بفضل خطط تمكين المرأة الإماراتية، وترسيخ إشراكها في مسيرة التنمية، جعل كل شيء هيناً في سبيل خدمة الوطن.
استطلعت «كل الأسرة» آراء طالبات إماراتيات في تخصصات علمية يدرسنها ولم تكن سابقاً من اهتمام الفتيات، ورأيهن في القدرة على خدمة المجتمع من خلالها:
الفيزياء التطبيقية اختيار يعزز طموحات علوم الفلك
تدرس عائشة حسن تخصص الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك، وترى أن الدولة بحاجة لعلماء ودارسين في هذا التخصص من أبناء وبنات البلد، «أعشق مادة الفيزياء منذ المرحلة المدرسية، وأرى أننا بحاجة لتطوير أنفسنا في علوم الفيزياء والفلك تحديداً، خصوصاً أن دولة الإمارات اقتحمت هذا المجال وبقوة، ولديها المزيد من الفرص للكوادر الشابة، وقد أثبتت المرأة الإماراتية تفوقها في هذا المجال، الأمر الذي شجعني على دراسته لأكون نافعة لدولتي التي تنهض بأحلام الفتاة للدراسة وتساعدها على العمل في مثل هذه التخصصات العلمية، حتى وإن فرضت عليها ظروف الحياة التوقف أو الابتعاد لفترة بسبب انشغالها بأدوار لا تقل أهمية مثل الأمومة ورعاية الأطفال».
الطب البيطري لتعزيز الأمن الغذائي والثروة الحيوانية
تتخصص أميرة محمد في الطب البيطري، في جامعة الإمارات، وتقول «إن دراسة الطب البيطري بالنسبة للنساء تحدٍ في حد ذاته، خصوصاً أنه يعد من التخصصات الجديدة، ولكن على الرغم من ذلك، أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها على مواجهة هذا التحدي ضمن العديد من التحديات الأخرى، لتكون ضمن خطوط الدفاع الأولى لتعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على الثروة الحيوانية، فالدراسة تشمل التعامل الدقيق مع المئات من الحيوانات ومع جرعات الدواء المناسبة لها وتشخيص أمراضها. وأرى أن تخصص الطب البيطري أحد أهم التخصصات الحيوية، لصحة وسلامة الحيوان والإنسان والأمراض المشتركة بينهما».
استبدلت العلوم السياسية بالتمريض
قررت ميثاء الزعابي التوقف عن دراسة التمريض وتوجهت لمجال العلوم السياسة لاقتناعها بقدرة المرأة الإماراتية على تمثيل الدولة عالمياً، وتقديم صورة مشرفة عن المجتمع في الخارج، «التخصصات الطبية مهمة ولا يمكن إنكار ذلك، لكنني تركتها لإيماني بأن التخصص السياسي لا يقل أهمية عنها ولا عن أي تخصص آخر، فأنا لدي شغف كبير من الصغر لمعرفة تاريخ بلدي والبلدان الأخرى، وقد شاركت في برنامج سفراء التسامح، واستشعرت أهمية أن تمثلين وطنك في الخارج، وأرى أن المرأة الإماراتية نجحت في ذلك على كافة الأصعدة، ولقد اخترت هذا المجال كي أكمل المسيرة في الداخل والخارج».
واجهت رفض عائلتها ودرست الهندسة الميكانيكية
أما غالية فيصل، فقد تحدت رغبة عائلتها في اختيار قسم هندسي يناسب طبيعتها كأنثى، وقررت دراسة الهندسة الميكانيكية، «تعاملت مع الموضوع كتحد في البداية لأثبت وجهة نظري بأنه لا توجد تخصصات ذكورية وأنثوية، والدليل على ذلك أن عدد الفتيات في هذا التخصص قليل جداً، فهذا النوع من التخصصات يحتاج إلى شغف ورغبة كبيرة في تعلم تفاصيل أكثر عنه، أما على صعيد العمل فدولة الإمارات لا تفرق بين رجل وامرأة، وهي تشجع الفتاة لإثبات نفسها في كل المجالات خصوصاً الصعب منها».
دراسة الذكاء الاصطناعي لتحسين مهن المستقبل
صار الذكاء الاصطناعي توجه العديد من الطلبة في الفترة الأخيرة، لذلك قررت ميرا حسن مواكبة العصر والتخصص في هذا المجال، «تسعى الإمارات للريادة في عالم الذكاء الاصطناعي، لذلك دراسته مطلوبة عاجلاً أم آجلاً لنواكب هذا التطور المتسارع وتطبيقاً لأنظمة الذكاء الصناعي (AI) في مختلف المجالات، التي لا تقتصر على مجال التصنيع أو تقديم الخدمات بل تجاوزت ذلك إلى تحسين وتطوير التعليم أسلوباً وأداة، وكوني أطمح للعمل في مجال التعليم وهو شغفي الأول، كما أنه الأنسب بالنسبة لظروفي المستقبلية عندما أصبح أماً عاملة، فقد قررت أن أمسك بالعصا من الوسط، وأن أتسلح بتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، لأكون على قدر من الوعي والثقافة اللذين تطمح دولة الإمارات أن تراهما في بنات الدولة».