27 نوفمبر 2023

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

محررة في مجلة كل الأسرة

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

كما هو الحال في جميع المناسبات، يحضر الزي التراثي الإماراتي في عيد الاتحاد بأشكاله وتصاميمه المتنوعة وألوانه الزاهية وتفاصيله المعقدة والجميلة ليعكس تاريخاً طويلاً من العادات والتقاليد المحلية ويقف جسراً للتواصل الثقافي بين الأجيال.

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

على مدى السنوات الأخيرة، حرصت الأسر الإماراتية على ارتداء الأزياء التراثية الوطنية واستعراضها في جميع المناسبات والفعاليات الوطنية، بدءاً من اللباس التقليدي إلى الاكسسوارات، تعبيراً عن عمق الولاء والانتماء للوطن ورغبةً في حفظ الهوية الوطنية والتراث ونقله للأجيال القادمة. حيث يعد الزي التراثي الإماراتي جزءاً من الثقافة الإماراتية التي تعكس تاريخاً طويلاً من العادات والتقاليد المحلية التي تميز شعب الامارات وتعبر عن فخره واعتزازه بتراثه الثقافي.

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

تشير منى المهيري، مدير سوق القطارة في العين، "استحضار الأزياء التراثية في عيد الاتحاد يعكس التمسك بالتراث والهوية الثقافية لأبناء الوطن، ومناسبة لنقل القيم والمبادئ الوطنية، وفرصة لأبراز التنوع الذي يحظى به المجتمع، ونحن كجهة معنية بحفظ التراث نعمل على دعم الحرفيين والأسر المنتجة للأزياء التراثية حرصاً منا على الاحتفاظ بهويتها الخاصة بما يميزها من ألوان وأقمشة وتصاميم فريدة، وتخصيص أكثر من 20 محل لبيع الأزياء التراثية، والتأكيد على الالتزام بها خلال الحضور والمشاركة في الفعاليات والمحافل الدولية اعتزازاً بهذا الموروث ودعماً لاستمراره".

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

التزمت الأزياء الإماراتية بالحفاظ على هويتها الخاصة عبر الزمن، بألوانها الزاهية واقمشتها الفريدة، حيث يمكن ذكر بعض القطع التي ترتديها المرأة الإماراتية كالجلابيات المصنوعة من القطن والحرير، والمطرزة بالخيوط الذهبية بتصميماتها الفضفاضة، والثوب، والعباءة، والسروال، والشيلة "غطاء للرأس مصنوع من قماش خفيف"، وابرز قطعة ترتديها المرأة الإماراتية لتغطية الأنف والحاجبين وربما اجزاء أخرى من الوجه هو "البرقع " بألوانه وتصاميمه وأحجامه المختلفة.

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

الحفاظ على هذا الموروث الثقافي يتطلب الكثير من الجهود الذي تضطلع به مراكز ومؤسسات معنية بهذا الشأن، تكشف خلود الهاجري، مدير مركز الحرف الإماراتية، "نعمل في المركز على تقديم دورات تدريبية للطلاب في المدارس والجامعات ومراكز الاطفال الناشئة وكذلك في المؤسسات والجهات الحكومية، لأحياء هذه الحرف والحفاظ عليها، كالسفافة والتلي، وقرض البراقع، والحناء ، وصناعة الدمى، وصناعة الدخون والمكاحل، والخياطة، إضافة إلى المشاركة في جميع المناسبات الوطنية والمهرجانات والمعارض الثقافية المعنية بصناعة الأزياء وإحياء التراث داخل وخارج الدولة، كونها إحدى ركائز تعزيز الهوية الوطنية، وحلقة الوصل بين الماضي والحاضر، وجسراً يربط بين الأجيال ويوثق للعادات والتقاليد الأصيلة في المجتمع بما يحمله من تفاصيل تعكس لنا حياة الأجداد وما فيها من تجارب ومعاناة وأصالة".

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

حرصت المرأة الإماراتية قديماً على الاهتمام بزينتها، واختلفت طرق تعبيرها عن ذلك بحسب المكان والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع آنذاك، وقد اعتمدت على ما توافر من مواد طبيعية في البيئة المحلية والمستورد من دول الجوار ومما اكتسبته من خبرات الأمهات والجدات، فقد كانت ولا زالت المرأة الإماراتية حريصة على الالتزام بعادات وتقاليد أسرتها ومجتمعها في الملبس، وهي كغيرها من النساء في المجتمعات الأخرى تهتم بزينتها وحليها التي بالنسبة لها كما تقول "زينة وخزينة للزمن".

الزي التراثي .. جسر يربط بين الأجيال في عيد الاتحاد

تسترجع موزة عبد الله بن حظيبة، أم عزان، من مركز الحرف الإماراتية، ذكرياتها كحارسة للتراث، وهي تهم بترتيب ما أنجزته يداها من مخاوير وجلابيات نسجتها بحب لتنقل هذه الحرفة التي اكتسبتها منذ الصغر، وتقول "حرصت والدتي على تعليمي الخياطة والسفافة ونسج التلي وصناعة الدمى والدخون والكثير من الحرف اليدوية، ونحن كأسر نحرص على الاحتفال بعيد الاتحاد بتزيين المنازل وتجهيز الأطباق التراثية وارتداء الزي الوطني من الملابس التقليدية والاكسسوارات تعبيراً عن انتمائنا لأرض الوطن".

* تصوير: السيد رمضان