نجح مهرجان ليوا الدولي في أن يصبح الوجهة الأهم لمحبّي رياضات السرعة والتحدي وسط الكثبان الرملية العالية، ومحترفي الاستعراض الحر للسيارات، كواحد من أبرز البطولات الرياضية للسيارات والدرّاجات والمحرّكات، والتي تقام في منطقة «تل مرعب»، إضافة إلى أقوى وأشهر «بطولات مرعب»، وهي صعود السيارات للتل، ضمن فعاليات مهرجان ليوا الدولي 2024، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وتنظيم نادي ليوا الرياضي، وبالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.
التقت «كل الأسرة» بعدد من الشباب المشاركين في منافسات الاستعراض الحر للسيارات التي تعد من التحديات المحببة لديهم، وتحظى بإقبال كبير، حيث يتم السماح لكل متسابق باستعراض مهاراته في قيادة سيارته التي قام بتعديلها وتصميمها لتناسب شروط المسابقة، وكي تكون خفيفة وسريعة الحركة في المساحة التي تم تخصيصها للسباق، حيث يتم تطبيق الحركات المطلوبة خلال المدة الزمنية المحددة لكل متسابق. وقد اختتمت تحديات الجولة الثانية من الاستعراض الحر للسيارات، مؤخراً، وشهدت مشاركة كبيرة من خلال 193 سيارة في فئات الاستعراض المختلفة كي يكون رقماً قوياً يسجل في مرعب للمرة الأولى في هذه الفئة، ولكي يكون أحد الأرقام الجديدة التي تحطم أرقام كل السنوات الماضية.
تدريب مكثف وتفريغ للطاقة
وفي حديثنا مع المتسابق خليفة الكويتي، لفت للتنظيم الضخم للسباق، والتطور الذي يشهده المهرجان، عاماً بعد عام «الاهتمام الذي تحظى به منافسات الاستعراض الحر زاد بشكل ملحوظ هذا العام، الأمر الذي زاد من إقبال الشباب للتنافس، وتفريغ طاقاتهم من دول مختلفة، وتبادل الخبرات في هذه المهارة الممتعة، حيث نتنافس لتقديم أفضل ما لدينا، وما وصلنا له من تدريب مكثف خلال العام، في حلبات السباق المختلفة، للمشاركة في المهرجانات والسباقات داخل، وخارج الدولة».
الالتزام بمعايير الأمان
من جهته، رصد حمد راشد، صاحب كراج سيارات، تطور احتياجات الشباب في تعديل سياراتهم «يختلف تجهيز السيارات باختلاف حجم المحرك، وحجم السيارة، ولكن بشكل عام، جميع أنواع السيارات يمكن تعديلها، بحيث نشجع الشباب على خوض التجربة في حلبة مجهزة للسباق، والالتزام بمعايير الأمان، منها ارتداء بدلة مضادة للحريق، ربط الحزام، مقاعد ثابتة، تركيب الدعامات الحديدية.. وقد تطور مستوى السيارات المشاركة في السباق لتنافس سيارات «الدرفت» الاحترافية، حتى أن الأجانب الذين يأتون للمهرجان يستغربون من أنواع السيارات وتجهيزاتها الحديثة».
شغف وتكوين صداقات
أتى يوسف الحوسني من إمارة الشارقة للمشاركة في المهرجان، وتحدث عن الشغف الذي يدفعهم للاستمرار في المنافسة «صوت محرك السيارة ينافس الأنغام الموسيقية في روعتها بالنسبة إلينا، لذلك لا نتردد في الاشتراك في هذا المهرجان السنوي، فهنا نتبادل الاهتمامات والخبرات في العديد من الأمور، وليس السيارات فقط، خصوصاً أننا نخيّم هنا، في صحراء ليوا لمدة أسبوعين، وأكثر، حيث نعيش أجواء استثنائية هادئة، بعيداً عن ضغوط العمل، ونكوّن صداقات جديدة، خصوصاً مع الأشخاص المهتمين بسباقات السيارات».
رقم قياسي غير مسبوق
من جهته، عبّر محمد المشغوني، نائب رئيس مجلس إدارة نادي ليوا الرياضي، عن سعادته بأن يصل عدد المشاركين إلى رقم قياسي جديد في الاستعراض الحر ليكسر كل الأرقام السابقة للمشاركين في هذه المنافسة، وقال «قرار إقامة جولتين للاستعراض الحر في هذه النسخة جاء بحكم الإقبال الكبير من الشباب على المشاركة في هذه الرياضة، وبالتالي، ارتأينا أن تكون هناك منافسة ثانية ضمن فعاليات المهرجان، كي نعطي مساحة وفرصة أكبر للشباب لتقديم إبداعاتهم، ومهاراتهم، في حلبة الاستعراض، وهذه المنافسات مطلوبة بحكم أنها تعطي الفرصة للمشاركين من أجل تفريغ طاقاتهم في إطار قانوني محكم، وإعطائهم فرصة المنافسة في الأجواء المثالية لذلك، وبالتالي، تقليل مخاطر الطرق التي نشاهدها دوماً، والممارسات غير المرغوبة. هنا في مرعب قدّمنا للشباب فرصة ممارسة الهواية في مكان مقنّن، ويقدم لهم كل فرصة لتفريغ الطاقة في حلبة مخصصة لذلك».