25 يناير 2024

جامعة الأعمال الفنية "مانا جلاليان": المواهب الشابة مصدر الهام لا ينضب

محررة الموضة والجمال

جامعة الأعمال الفنية
مهندسة الديكور و جامعة الأعمال الفنية مانا جاليان

على مدار الـ 16 عاماً، جمعت مانا جلاليان، سيدة الأعمال ومصمّمة الديكور الداخلي، مجموعة تضم أكثر من 400 عمل فني أصلي، معروضة في متاحف شهيرة في باريس، وروما، وواشنطن، وها هي تؤسس صالة عرض «بيت مواسونية» في دبي كأحد فروع Moissonnier Home الشركة الفرنسية المختصة بالأثاث الراقي والفخم، منذ عام 1885، وتتميز صالة دبي بالمفروشات الفخمة، والكتب، والإكسسوارات، والمنحوتات واللوحات المنسقة بعناية، والتي تؤكد بسلاسة، تكريم العلامة لفن الحياة، وطريقة المعيشة الفرنسية.. عن عالم جمع الأعمال الفنية، وعشقها لعالم التصميم، كان لنا هذا الحوار مع مانا جلاليان.

جامعة الأعمال الفنية

جامعة الأعمال الفنية

حدّثينا عن بداية شغفك بعالم التصميم؟

لقد سهّل عمّي، المهندس المعماري، تعريفي بمجالات التصميم والفن. فانغمست في دراسة الفن، مفتونة بمجموعة كتبه عن الفن والتصميم. إن تنمية العين الذكية للفن هي مهارة يتم صقلها من خلال الزيارات المكثفة للمتاحف، والاستكشافات الفنية والمعارض. ومن ثم اشتعلت شرارة شغفي بالتصميم خلال سنوات تكويني في الشرق الأوسط. وقد أدت الرحلات اللاحقة إلى كندا للدراسة، وإلى أذربيجان للعمل، إلى توسيع نطاق معرفتي. كما زادت الرحلات المكثفة إلى دول، مثل فرنسا وإيطاليا، من شغفي بالتصميم، ما أدى في النهاية إلى تطوير هوية مميزة في هذا المجال الديناميكي.

جامعة الأعمال الفنية

كيف تتّبعين إلهامك وراء جمع الأعمال الفنية حول العالم؟

ينبع الإلهام من مصادر مختلفة، بما في ذلك زيارات المتاحف المتكررة، والفحوصات الفنية، واستكشافات المعارض الفنية. كما تدفعني القائمة المحدودة من فناني العصر الحديث في الشرق الأوسط، إلى البحث عن القطع الفنية المميزة ، واكتشاف المواهب الناشئة، ما يوفر مجموعة متنوعة ومتطورة باستمرار من الإلهام.

جامعة الأعمال الفنية

جامعة الأعمال الفنية

كيف تصنفين نفسك كمصممة داخلية؟

أصف نفسي كمصممة داخلية أدمج مهارة فن الشرق الأوسط مع أنماط الأثاث المعاصرة والكلاسيكية. وتدور فلسفتي حول إنشاء مساحات تعكس التفضيلات الفردية، وتتوافق مع الأسلوب الشخصي، وتبتعد عن الاتجاهات التي تؤثر في الحجم والتفرد.

إلى أيّ مدى أثّر عشقك للفن التشكيلي في تصاميمك؟

خلفيتي التعليمية في التصميم الجرافيكي، وتاريخ الفن، والتصميم الداخلي، جنباً إلى جنب مجموعة عمّي الفنية، ساهمت في تنمية تقدير عميق للفنون الجميلة. يؤثر هذا الحب للفن بشكل كبير في تصاميمي، ما يخلق علاقة تكافلية بين المساحات الوظيفية والعناصر الفنية.

جامعة الأعمال الفنية

كيف ساعد انتقالك بين أكثر من بلد على خلق هوية منفردة لك؟

لقد ساهم العيش في بلدان متنوعة، مثل الإمارات العربية المتحدة وكندا وأذربيجان، في تشكيل أسلوبي في التصميم بشكل كبير، حيث تم دمج السّمات المميزة لكل موقع بسلاسة، في جمالية التصميم الخاص بي، ما أدى إلى هوية فريدة تتناغم بين فن الشرق الأوسط، والتأثيرات العالمية.

تأسيس «بيت مواسونية» في دبي هو أحدث مشاريعك.. أخبرينا عنه أكثر

تأسست شركة Moissonnier عام 1885، وهي تجسد هوية فريدة بألوان نابضة بالحياة، وفن متخصص، وزخارف عتيقة مميزة. تمزج العلامة بسلاسة بين التاريخ الغني، والتصميم المعاصر، وها هي تفتتح معرضها في دبي حيث تعرض كل غرفة في صالة العرض تصاميم وترتيبات وأنماطاً متنوعة، وبعيداً عن مجرد عرض الأثاث، تخلق صالة العرض أجواء ملهمة، وتدعو الزوار إلى الانغماس في تحية العلامة التجارية لفن الحياة الفرنسي.

جامعة الأعمال الفنية

كيف تجمعين بين الفن والتصميم في عمل واحد؟

يتضمن دمج الفن والتصميم في قطعة متماسكة تحقيق التوازن بين المظهر الجمالي، والتطبيق العملي. استخدم المواد والألوان والأشكال التي تتوافق مع الجوانب العاطفية، والاحتياجات الوظيفية للتصميم. فالهدف هو إنشاء قطع جذابة ومفيدة من الناحية البصرية، حيث يعزز الفن التصميم، والعكس صحيح، ما يؤدي إلى أعمال جميلة وهادفة.

وماذا عن الوصول إلى التصميم الأنيق والوظيفة المثالية؟

لتحقيق الأناقة والأداء الوظيفي، أركّز على البساطة والتفاصيل، ما يوثق أن كل عنصر من عناصر التصميم يعزز سهولة الاستخدام. ويتعلق الأمر بفهم احتياجات المستخدم، وإنشاء تصاميم قابلة للتكيّف، وبديهية تخدم هذه الاحتياجات، من دون تعقيد. والهدف هو إيجاد توازن، حيث يتم دمج الميزات العملية بسلاسة، في جمالية جذابة بصرياً، ما يضمن أن يكون كل تصميم جميلاً، وفعالاً للغرض المقصود منه.

جامعة الأعمال الفنية

ما هو أصعب شيء في عملك؟

التحديات كثيرة و لكن يظل التحدي الأكبر الذي أواجهه هو الاستمرار في عملي، والحفاظ على التوازن بين الابتكار، والتطبيق العملي. ويُعد الحفاظ على الإبداع والأصالة، مع ضمان عمل المنتج النهائي وتلبية احتياجات المستخدمين، بمثابة عملية توازن دقيقة. وللتغلب على ذلك، أسعى بانتظام، للحصول على التعليقات، والانخراط في حوار مفتوح مع العملاء، أو المستخدمين النهائيين، مع التأكد من أن احتياجاتهم وتوقعاتهم هي التي توجه العملية الإبداعية. كما أنني أعطي الأولوية للتعلم المستمر، والبقاء على اطّلاع على أحدث الاتجاهات والتقنيات، ما يساعدني على الابتكار ضمن الحدود العملية، وتحقيق التوازن بين هذه الجوانب يسمح لي بإنشاء عمل جديد، وعملي.

ما هي ملامح مستقبل عالم التصميم؟

في المستقبل، من المتوقع أن يشهد عالم التصميم تغيّرات كبيرة، تتأثر بشكل رئيسي بالتقدم التكنولوجي، والتركيز القوي على الاستدامة. ومن المرجح أن يصبح التصميم أكثر تكاملاً مع التكنولوجيا، ما يؤدي إلى إبداعات أكثر ذكاء، وستكون الممارسات المستدامة محورية، مع التركيز على المواد والعمليات الصديقة للبيئة. إضافة إلى ذلك، ستنمو اتجاهات متخصصة أكثر، وسوف يلعب الواقع الافتراضي والمعزز أيضاً، دوراً أكبر، حيث يطمس الخطوط الفاصلة بين العوالم المادية والرقمية، ويقدم تجارب غامرة. بشكل عام، سيستمر التصميم في التطور، ليصبح أكثر ابتكاراً واستجابة للتحولات المجتمعية.

جامعة الأعمال الفنية

جامعة الأعمال الفنية

ما هي نصائحك لأيّ مصمم داخلي شاب مقبل على الحياة العملية؟

استمرْ في التعرف إلى الاتجاهات والتقنيات الجديدة في التصميم، حيث تتغير الأشياء بسرعة. قمْ بإجراء اتصالات مع مصممين آخرين، وأشخاص في الصناعة، حيث يمكنهم مساعدتك في العثور على الفرص، وتقديم النصائح الجيدة. قم بتجميع محفظة رائعة تُظهر أسلوبك الفريد، وما يمكنك القيام به. وتذكّر أن بناء مستقبل مهني يستغرق وقتاً، لذا كنْ صبوراً، واستمر في المضي قدماً، حتى عندما يكون الأمر صعباً. كل تجربة، جيدة أو سيئة، تساعدك على النمو.