المصمم أباروف شارما: الرفاهية والجمال والاستدامة بصمة ثلاثية في تصاميمي
كان لنشأة المصمم أباروف شارما في بيئة تدمج بين الهندسة المعمارية التقليدية والحديثة أثر كبير على إيقاد شغفه بدراسة الهندسة المعمارية وتشكيل فلسفته الخاصة بالتصميم، التي جمع فيها ما بين الجمال الوظيفي والاستدامة؛ لخلق بيئات تعمل على تحقيق الرفاهية وتعزيز الإنتاجية..
في حوارنا مع شارما نستكشف نهجه في تصميم المساحات الوظيفية والجذابة بصرياً، كما يشاركنا رؤيته لمستقبل تصميم أماكن العمل في ظل التغيرات العالمية، ونصائحه للشباب الذين يرغبون بإحداث الفرق في هذا المجال:
كيف اكتشفت شغفك بالتصميم، ومتى بدأت رحلتك في هذا المجال؟
اكتشفت شغفي بتصميم المساحات والهياكل منذ الطفولة، حيث نشأت في الهند متأثراً بمزيج الهندسة المعمارية التقليدية والحديثة التي أحاطتني، خصّصت الكثير من الوقت لرسم المباني وتخيل التصاميم الجديدة التي قادتني بطبيعة الحال لدراسة الهندسة المعمارية وتعلم مبادئ التصميم والاستدامة والتخطيط الحضري، التي شكّلت أساساً متيناً لفلسفتي ونهجي في التصميم.
ما هو مصدر إلهامك في تصميم المساحات بمختلف أنواعها؟
الفهم العميق لاحتياجات وسلوكيات الأشخاص الذين يستخدموا المساحات التي أصممها، وفهم متطلباتهم وخلق بيئات تعزز إنتاجيتهم ورفاهيتهم، هو المحرك الرئيسي لعملي.
فأنا أؤمن أن المساحة المصممة بشكل جيد يجب ألا تبدو جذابة فقط، بل من المهم أن تساهم في تحسين جودة حياة مستخدميها، وكل تصميم أعمل عليه يمثل تحدياً جديداً، يمنحني دافعاً قوياً لمواصلة الابتكار والإبداع في هذا المجال.
كيف تؤثر شخصيتك وشغفك بالعمل على رؤيتك وتصاميمك للمشاريع؟
شخصيتي المفعمة بالحماس وشغفي بالعمل يدفعاني لمقاربة كل مشروع بتفانٍ واهتمامٍ كبير.. وإلى جانب اهتمامي بإيجاد توازن مثالي بين الجمال والوظيفية في التصميم، أهتم بأدق التفاصيل وأسعى للتميّز، لذلك يجب أن يكون كل تصميم فريداً ويحقق توقعات العميل، بل ويتجاوزها.
كما ساعدني فضولي واستعدادي الدائم للتعلم أن أكون على اطلاع دائم على صناعة الديكور، ما يعزز من مهاراتي ويسهم في تطوير تصميماتي، مجال التصميم يعني مواجهة تحديات جديدة في كل مشروع، هذا الأمر يحفزني على تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات العملاء بطريقة تناسب متطلباتهم الفريدة.
تعكس تصاميمك التزاماً عميقاً تجاه البيئة.. ما هي المواد التي تفضل دمجها في العمل؟
في عالم التصميم الداخلي يتطلب التفوق مزج الجماليات بالمسؤولية البيئية، لذلك أفضل استخدام المواد الصديقة للبيئة والمستدامة مثل الخشب المعاد تدويره، الخيزران، المعادن المعاد تدويرها، الدهانات المصنوعة من مركبات عضوية منخفضة، التي لا تقلل من التأثير على البيئة فقط بل تسهم في تحسين جودة الهواء.
كما أحرص على دمج المواد الطبيعية التي تضفي شعوراً بالدفء والتواصل مع الطبيعة، بالإضافة إلى استخدام الإضاءة الموفرة للطاقة والتركيبات الموفرة للمياه لخلق مساحات جميلة ومسؤولة بيئياً؛ لإيماني بخدمتها للأجيال في الوقت الحاضر ومستقبلاً.
بينما تحافظ على تعزيز الاستدامة، كيف تحافظ على تلبية معايير الرفاهية والجمال التي يطمح لها العميل؟
تحقيق التوازن بين الرفاهية والجمال والمسؤولية البيئية هو الهدف الأسمى، الذي أحاول أن أحققه في جميع أعمالي من خلال اتباع مبادئ التصميم الحيوي بمنح الأولوية للضوء الطبيعي والتهوية الجيدة والأثاث المريح واستخدام ممارسات مستدامة؛ لخلق مساحات جميلة ومسؤولة بيئياً، مع التركيز على الصوتيات وجودة الهواء.
كذلك الحرص على التواصل مع العميل؛ لفهم رؤيته لأتمكن من الخروج بتصميم يلبي توقعاته من حيث الجمال ويحقق الاستدامة في نفس الوقت.
كيف يسهم العمل مع شركة Motif Interiors في تطوير مهاراتك في التصميم؟ وما هي أبرز التصاميم والمواد التي تركزون العمل عليها؟
كانت تجربة محورية في مسيرتي المهنية، حيث أتيحت لي الفرصة لقيادة قسم جديد يدمج بين التصميم الداخلي والاستدامة، بالتركيز على مواد وتقنيات جديدة تعطي الأولوية للاستدامة، ما يسهم في تطوير مهاراتي بشكل كبير.
وكان تصميم وبناء كشك مستدام لحدث Index Workspace أحد المشاريع البارزة، التي أتاحت لي تطبيق معرفتي بالتصميم المستدام في سياق عملي، والاستجابة الإيجابية التي لمسناها من الزوار أكدت نجاحنا في تحقيق تصميم مبتكر ومستدام.
في شركة Motif Interiors نركز على تصميم المكاتب الهجينة التي تتميز بالمرونة والقابلية للتكيف، ومساحات العمل المستدامة التي تعطي الأولوية للمواد الصديقة للبيئة وكفاءة الطاقة.
كما نولي أهمية كبيرة للتصاميم التي تركز على رفاهية الموظفين، باستخدام الضوء الطبيعي والعناصر الحيوية والأثاث المريح لتعزيز صحتهم وإنتاجيتهم، إضافة إلى استخدام الدهانات منخفضة المركبات العضوية المتطايرة ودمج النباتات لضمان بيئة صحية وجو إيجابي.
كيف تتوقع تطور تصميم أماكن العمل في السنوات المقبلة؟
مع تطور عالم الأعمال وزيادة الاعتماد على العمل عن بُعد، ستشهد تصاميم أماكن العمل تحولاً كبيراً نحو حلول أكثر مرونة، من خلال دمج التكنولوجيا والممارسات الصديقة للبيئة.
حيث ستتطلب زيادة أعداد الموظفين العاملين عن بعد أماكن عمل تلبي احتياجاتهم، كذلك الأمر مع الموظفين الذين يعملون في المكتب بتوفير بيئة مرنة وديناميكية، تسمح لهم بالتكيف السريع مع متطلبات العمل المختلفة.
استمرار أهمية التصميم المستدام في النمو، مع التركيز على تقليل البصمة الكربونية وخلق بيئات داخلية أكثر صحية، يعطي تصميم أماكن العمل الأولوية لنهج يركز على الإنسان، ما يجعل المساحات ليست فعالة فقط بل ممتعة للعمل أيضاً.
ما النصيحة التي تقدمها للمصممين الشباب الذين يتطلعون لدخول هذا المجال؟
في عالم التصميم، تعتبر نصيحة المحترفين من ذوي الخبرة أمراً لا يقدر بثمن، لذلك على الشباب المتطلعين لتحقيق النجاح والابتكار في هذا المجال الحفاظ على فضول الاكتشاف والرغبة بالتعلم والتطوير؛ لمواكبة التغيرات التي تطرأ على المجال والتواصل مع ذوي الخبرة للاستفادة من نجاحاتهم وأخطائهم، بالإضافة إلى الحفاظ على شغف العمل والسعي لخلق مساحات تؤثر إيجابياً على حياة الآخرين.
* الصور من المصدر