مصممة الديكور السعودية مي الرفيعي: التصاميم الهادئة والألوان الترابية تعود في شتاء 2024
منذ صغرها عشقت مصممة الديكور السعودية، مي الرفيعي، الأقمشة والألوان والإكسسوارات، والبداية كانت من غرفة نومها التي كانت تنسقها بأسلوبها الخاص، والمميز، معتمدة على ذوقها الشخصي، وموهبتها الفطرية، من دون أن تدرك حينها، في هذه السن الصغيرة، وجود عالم التصميم الداخلي الواسع، والكبير، والذي اختارته لحياتها المهنية بعد ذلك.. كان لنا هذا الحوار عن شغفها بعالم الديكور، وكيف طورته عبر السنوات.
لكونك مصممة ديكور سعودية، كيف تقيمين تطور التصميم الداخلي الآن في المملكة؟
لا أحد ينكر بالتأكيد، التطور الكبير الذي تشهده المملكة الآن، ليس في عالم التصميم والعمارة فقط، ولكن على الصعد كافة، بخاصة مع تمكين المرأة السعودية الذي حقق أحلامي في أن أكون جزءا من تلك النهضة، والتطور، وأن أشارك في واحد من المشاريع الضخمة التي تنفذ حاليا، فالسعودية أرض خصبة جدا للتصميم، والديكور، والعمارة، الآن، فهي مكان ممتاز ليتعلم فيه كل مصمم، ويكتسب خبرة تصقل سيرته الذاتية، بخاصة أن المشاريع الحالية لها منحى مستقبلي، قوي وواضح، وفيها أفكار لم يتم تنفيذها في أي مكان بالعالم، فهذا التطور بالتأكيد بيئة خصبة لكل مصمم طموح.
بين الأسلوب الشخصي والتطور السريع في عالم التصميم الداخلي، كيف تحققين التوازن هنا؟
أنا ضد التمسك بفكرة، أو أسلوب معين، بخاصة في عالم التصميم الداخلي، عليك أن تكوني منفتحة أكثر، وقابلة للتغيير، حتى لا تتشابه المشاريع. بالتأكيد لكل مصمم بصمته، وتوقيعه الخاص، ولكن التمسك بأسلوب معين تكون نتيجته ليست جيدة في النهاية، فأنا مثلا، لا أحدد لنفسي فلسفة معينة، لذا أحرص على أن أتطور طوال الوقت، والخروج بأفكار جديدة يفرضها الوقت، والمكان، وهوية المشروع، ومتطلباته، فمع التغيير والتجديد يمكنك أن تصنعي الصورة الأجمل دائما.
ما هي مواصفات مصمم الديكور الناجح؟
بداية على المهندس أن يواكب التطور، سواء كان راضيا عنه، أم لا، فالموهبة والذوق الشخصي وحدهما لا يكفيان، من الضروري أن تكون هناك دراسة، وشهادة تدعم تلك الموهبة، ومن مقومات المصمم الناجح أيضا قدرته على فهم الزبون، واستيعابه، وتحويل طلباته على الورق إلى تصميم حقيقي عملي قدر الإمكان، وكذلك أن يكون قادرا على إنتاج تصميم يجمع بين الشكل الأنيق، والطابع العملي
ما هي أهم الأسئلة التي توجهينها للعميل قبل البدء بالمشروع؟
دائما ما أساله: ما هو حلمك في تصميم ذلك المكان؟ أريد أن أتعرف إلى أعلى توقعاته المنتظرة من التصميم، من ثم أحاول جاهدة تحقيق ما يرغب فيه العميل، ولأكون صادقة أحيانا تكون تلك الطلبات من الصعب تحقيقها، أو أحيانا مستحيلة، وهنا تأني خطوة المناقشات للوصول إلى حل وسط يمكن تحقيقه، بعد ذلك تأتي الأسئلة العملية، مثل الغرض من المكان، عدد من يستخدمونه، ما هي أهم الألوان، الخامات، هل يمكن توسيع المكان بهدم هذا الجدار، مصلا، وغيرها من التفاصيل.
شكل التصميم أم وظيفته.. أيهما اكثر أهمية؟
كلاهما في غاية الأهمية، وهذا ما يجعل التصميم ناجحا من الدرجة الأولى، ولو طغى أي منهما على الآخر فهذا فشل واضح، فعنصر الشكل مهم جدا، وهو ما نسميه The wow Factor، وفي الوقت نفسه تحقيق المعادلة يعتمد على مهارة مهندس الديكور من الخبرة والدراسة معا، كما ذكرت.
هل الذكاء الاصطناعي سهل من مهمة المصمم أم بات تحديا؟
أرى أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، لأن له شقا إيجابيا، كتسهيل الانتهاء من التصاميم، وتقديم الصور والأفكار بشكل أوضح للعميل، وتوصيل الفكرة إليه بشكل شبه واقعي، لكن المشكلة هي أنه يقدم تصاميم من الصعب جدا تنفيذها على ارض الواقع، تدخل في مجال الخيال أحيانا، وليست عملية، أو تكون مكلفة، والمشكلة أن العميل أحيانا يصمم عليها، وتكون مهمتنا صعبة جدا لإقناعه بصعوبة إتمامها
لا يزال التصميم مرتبطا بالبيئة التي ينفذ فيها أم أصبح عالميا؟
التصميم أصبح عالميا الآن، من دون شك، فلم تعد هناك قيود تحكمنا في استخدام الخامات، أو الصيحات، ولكن هناك، مثلا في الخليج علينا الانتباه لعامل الحرارة في الستائر، طريقة توزيع المكيفات، الإضاءة، «الآوت دور»، وكذلك هنا لا نحتاج إلى الخشب في المنزل عكس البلاد الباردة التي تحتاج إلى الدفء.
ما هي اهم توجهات خريف وشتاء 2024 في عالم الديكور؟
تواجد قوي للألوان الترابية كالبني، البيج، الأورنج، ودرجة المستردة، وكذلك الأقمشة الفخمة الغنية بذاتها، من دون الحاجة إلى إضافات، مثل الجلود، الحرير، وغيرها. هناك أيضا قطع الأنتيك الخالدة التي لا ترتبط بوقت، أو صيحة، مثل قطعة موروثة، والجديد هنا إمكانية دمجها في تصميم مودرن، لكن بشكل مدروس. ومن أهم التريندات في عالم الديكور أيضا الـ «Quiet luxury»، أو التوجه أكثر نحو البساطة الراقية، حيث الألوان الهادئة، وتقليل اللوغو، والمبالغات. ومن أكثر الصيحات هذا الشتاء أيضا عودة الخشب، بكل ألوانه وأشكاله، وتصاميم المطابخ المفتوحة التي تعتمد بالكامل على الخزانات المغلقة، فلا ترى أي أجهزة على الإطلاق.