هنالك حالات كثيرة من تسمم الحمل وسط النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم، ومن المعروف أن هذه الحالة الخطرة هي أحد العوامل الكامنة وراء ارتفاع معدل وفيات الأمهات.
ومن خلال البحث عن وسائل لوقاية النساء من هذه الحالة وتقليل الوفيات الناجمة عنها وجدت دراسة جديدة أن الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي قد يقلل من احتمالية التعرض لها.
ما هو تسمم الحمل؟
تحدث هذه الحالة عندما تعاني المرأة الحامل ارتفاع ضغط الدم وبروتين في البول وتورم في الساقين والقدمين واليدين، ويمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وعادة ما تحدث في أواخر الحمل على الرغم من أنها قد تكون في وقت مبكر (من الأسبوع 20 من الحمل) ولكن هذا نادر، وغالباً ما تبدأ بعد 34 أسبوعاً وفي حالات قليلة تظهر الأعراض بعد الولادة، عادة في غضون 48 ساعة من الولادة.
العلاج الوحيد لها هو الولادة، وحتى بعد الولادة يمكن أن تستمر الأعراض لمدة 6 أسابيع أو أكثر، وقد يؤدي اكتشافها مبكراً إلى تقليل فرص حدوث مشاكل طويلة الأمد لكل من الأم والطفل.
أعراض تسمم الحمل
ومن أعراض تسمم الحمل زيادة الوزن خلال يوم أو يومين بسبب الزيادة الكبيرة في سوائل الجسم، والم الكتف، وآلام البطن وخاصة في الجانب الأيمن العلوي، وصداع شديد، وقلة التبول أو عدمه، والدوار، وصعوبة التنفس، والقيء والغثيان وتغيرات في الرؤية. قد لا تظهر أي أعراض على بعض النساء المصابات لذلك من المهم المتابعة مع الطبيب لإجراء فحوص منتظمة لضغط الدم والبول.
لماذا يحدث تسمم الحمل؟
يعتقد العديد من الخبراء أن تسمم الحمل يحدث عندما لا تعمل مشيمة المرأة كما ينبغي، لكنهم لا يعرفون السبب بالضبط، ويعتقد البعض أن سوء التغذية أو ارتفاع الدهون في الجسم قد يساهم في ذلك، ويمكن أن يلعب نقص تدفق الدم إلى الرحم دوراً، والجينات هي أيضاً عامل لها.
الغذاء وقاية محتملة
نظراً لصعوبة التنبؤ بمن سيصبن بهذه الحالة فإن إجراء تدخل غذائي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بها بالإضافة إلى عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بها، وبالفعل وجد التقرير الذي نُشر مؤخراً في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن النساء الحوامل اللائي يتبعن نظاماً غذائياً مماثلاً لذلك الذي تتبعه شعوب دول حوض البحر الأبيض المتوسط تنخفض بينهن حالات تسمم الحمل بنسبة 20% تقريباً.
تضمنت الدراسة بيانات صحية لأكثر من 8500 امرأة وزع فريق البحث عليهن استبيانات تضمنت أسئلة حول نظامهن الغذائي وعاداتهن الغذائية. ووجدوا أن 10% منهن أصبن بتسمم الحمل، وأن من كن يعانين مرض السكري أو السمنة قبل الحمل كن أكثر عرضة للإصابة بمقدار الضعف، وأن من اتبعن نظاماً غذائياً على غرار نظام البحر الأبيض المتوسط انخفضت بينهن حالات الإصابة بنسبة 20%.
وفقاً للباحثين فإن اتباع نظام غذائي من هذا النوع ربما يقلل الإجهاد التأكسدي أو يحسن عمل الخلايا البطانية، وقد يعزز أيضاً وظيفة الأوعية الدموية في المشيمة ويدعم التغيرات الأيضية الإيجابية للصحة.
كيف تتبعين حمية البحر المتوسط؟
عليك بالبدء باستبدال اللحوم الحمراء بالأطعمة الكاملة غير المعالجة، كالمكسرات والبذور والبقوليات والفواكه والسلطات والحبوب الكاملة.
وكذلك تقليل الأطعمة المعلبة والمكونات الاصطناعية المضافة، كما يفضل استخدام الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون، وتناول البروتينات الخالية من الدهون مثل الدجاج والأسماك منزوعة الجلد كالسلمون، كما أن هناك العديد من الطرق لتعديل وجبات الطعام.
فعلى سبيل المثال يمكنك اختيار برجر الخضروات على برجر اللحم، أو تناول حفنة من الجوز أو الكاجو بدلاً من كيس رقائق البطاطس. وكلما كان الطبق معظمه من الفواكه والخضروات الغنية بالألوان والحبوب الكاملة كان ذلك أفضل.
يُعتقد أن الجمع بين الأطعمة ذات الأساس النباتي العالي والأطعمة المصنعة بدرجة أقل والأطعمة التي تعد أيضاً مضادة للالتهابات وبالتالي تقلل الإجهاد التأكسدي (المرتبط بالالتهاب) قد يكون السبب وراء فائدة هذا النظام الغذائي في منع حالة تسمم الحمل.
إن حمية البحر الأبيض المتوسط تعزز أيضاً مستويات الأنسولين المنخفضة مع التحكم المحسن في الجلوكوز. هناك القليل من التدخلات المتاحة للوقاية من تسمم الحمل أثناء الحمل ويجب استخدام الأدوية بحرص نظراً لوجود مخاطر لذلك يأمل العلماء في أن تلقي النتائج الضوء على كيف يمكن لعادات الأكل الصحية أن تقلل من خطر الإصابة وسط النساء الحوامل.