يبدو أن حمية البطيخ باتت اليوم هي موضة عام 2022 المستنسخة من حمية الجريب فروت التي راجت في السبعينيات. وبفضل مشاهير هوليوود ومواقع التواصل، تنتشر بين أوساط الشباب خاصة أنواع عدة من الحمية، وآخرها هي حمية البطيخ التي أعلنت عنها غابي بتلر، المشجعة الرياضية والشخصية الأمريكية المشهورة على مواقع التواصل.
ولكن، هل هذه الحمية فعلاً تساعد على خفض الوزن، أم أن لها آثاراً سلبية خطيرة؟
هناك عدة نسخ من حمية البطيخ يروج لها ويتحدث عنها الكثيرون عبر الإنترنت. ولكن عموماً، تتمثل هذه الحمية في عدم تناول أي شيء سوى البطيخ لمدة محددة، يقول البعض إنها تمتد من ثلاثة إلى سبعة أيام، وبعدها يضيف الشخص، مع البطيخ أو من دونه، بعض أو جميع الأطعمة العادية.
وحجة المدافعين عن هذه الحمية أن البطيخ لا يحتوي على الكثير من الكربوهيدرات، فصحن صغير من مكعبات البطيخ فيه حوالي 46 سعرة حرارية، وذلك طبقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، الأمر الذي يجعلها حمية منخفضة السعرات كثيراً. وعليه، يعتبرونها حمية تنظيف أو تطهير للجسم من السموم.
ويزعم البعض، في مقاطع فيديو على «يوتيوب»، أن حمية البطيخ ساعدتهم على خسارة الوزن، مثلاً حوالي 6 كيلوجرامات في سبعة أيام، ويدعون أنهم توقفوا عن تناول الوجبات السريعة، وأصبحت بشرتهم أكثر صفاء، وباتت لديهم طاقة وتركيز أفضل، علاوة على شعورهم بأنهم أخف وأقل انتفاخاً.
في أي وقت تحد من استهلاكك للسعرات الحرارية، من المحتمل أن تفقد الوزن.
ولكن السؤال المنطقي هنا هو: هل حمية البطيخ آمنة وفعالة كطريقة لخسارة الوزن؟
يجيب خبراء التغذية بأن هذه الحمية لا تعلم الشخص أي مهارات لها علاقة بفقدان الوزن، فحالما يتوقف الشخص عن الحمية سيستعيد وزنه الذي خسره وربما أكثر منه، وهذا أمر لا يساعد بالتأكيد.
يمكن أن يكون تنظيف الجسم شيئاً مثيراً وجذاباً ولكن إذا ما كنت تتناول طعاماً غير صحي لفترة من الزمن فلربما ستشعر بالحاجة إلى تغيير يصل إلى 180 درجة، وبعض التغييرات لا تخطر على البال. هناك من يرغب في فعل ذلك، وبعض الناس يتخذون قراراتهم الخاصة بصحتهم، ولكن يجب أن تكون واعية وحكيمة. بل هناك من خبراء التغذية من يتساءل فيما إذا كان اتباع حمية البطيخ دليلاً على وجود مشاكل ضمنية، بمعنى، البعض يعتقد أن من يذهب إلى حد اعتماد مثل هذه الحمية ربما تلك إشارة على أن لديه علاقة غير صحية مع جسمه أو غذائه.
مخاطر حمية البطيخ
إذا كنت تفكر في اتباع حمية البطيخ، عليك أن تأخذ بنظر الاعتبار بضعة عوامل خطورة.
الجوع يؤدي إلى الصداع ويجعلك متهيجاً ومن الصعب عليك التركيز.
وإذا ما استمررت في تجاوز إشارات الجوع التي يطلقها جسمك فهذه طريقة تنم عن عدم الاحترام في التعامل مع نفسك. كما أن حصر تناول الطعام بالبطيخ وحده يمكن أن ينتج عنه غازات، انتفاخ وإسهال.
وإذا ما كنت تمارس التمارين الرياضية وحرمت نفسك من العديد من السعرات الحرارية والتغذية الجيدة يمكن آنذاك أن تصاب بالدوار، التعب أو الضعف.
من شأن اتباع حمية البطيخ لوقت طويل أن يؤدي إلى فقدان أنسجة العضلات، فهذه الحمية لا تعلمك أي شأن عن بناء عادات مستدامة تخدم صحتك الذهنية والبدنية على المدى الطويل، فمن غير الصحي أن تلتزم بمادة غذائية واحدة طوال حياتك، بل تشمل الحمية الجيدة شريحة واسعة من الأغذية الصحية.
ولمن يتحمس لفكرة حمية البطيخ كمنظف ومطهر لسموم الجسم، نقول له إنها لا تحقق لك أمنيتك، إذ يؤكد بعض الخبراء أن فكرة تناول البطيخ لوحده من أجل التخلص من السموم ليست فكرة صحيحة تماماً، إذ ليس هناك أي مصداقية لأي نوع من التنظيف.
خبراء التغذية يرفضون حمية البطيخ
من جانبهم، يشكك خبراء التغذية كثيراً فيما يشاع عن هذه الحمية. هذا ما أكدته مثلاً بوني تاوب ديكس،خبيرة التغذية المعتمدة ومؤسسة موقع «أفضل من الحمية» ومؤلفة كتاب «اقرأه قبل تناوله»، قائلة «نصيحة غابي بتلر عن حمية البطيخ أكثر سمية من السموم التي تحاول التخلص منها. من المخجل أنها لا تفهم أهمية أن تكون نموذجاً في المجتمع، ولسوء الحظ البعض مثلها، ممن تركز عليهم عيون عامة الناس، يمكن أن يؤثروا في المعجبين بهم فيدفعونهم إلى محاولة تجربة بدع الحميات مثل هذه».
أما سامانثا كاسيتي، خبيرة تغذية معتمدة في نيويورك سيتي، فتضيف «أنا أدعم كثيراً تناول البطيخ والفواكه بشكل عام، ولكن هذه الحمية لا تساعد إطلاقاً. صحيح أن البطيخ غذاء صحي للغاية ولكن ليس هنالك أي دليل على أن تناوله لوحده هو أمر صحي، في الحقيقة هو على العكس من ذلك».
طريقة حمية البطيخ
الأساس الذي تقوم عليه هذه الحمية، بحسب المروجين لها، هو كما أسلفنا، عدم تناول أي شيء سوى البطيخ لأيام معدودة، ولكن ليس هناك إرشادات حول كمية البطيخ الذي ينبغي تناوله، رغم أن البعض يشير إلى كمية معينة.
وبعد أربعة أيام من أكل البطيخ لوحده، تفيد بعض النصائح بإضافة وجبات خفيفة إلى كميات كبيرة من البطيخ أيضاً. أما بالنسبة لبقية متبعي هذه الحمية فيقولون إنه ينبغي بعدها العودة إلى حميتك الطبيعية، وربما تختار إعادة الالتزام بحمية البطيخ في أي وقت تشعر به بالحاجة إلى تطهير نفسك أو تنظيفها من السموم.