ما مزايا الرياضة الافتراضية؟ وهل تحرق السعرات الحرارية؟

بعد جمع البيانات واستعراض نتائج التجارب، توصل الخبراء إلى أن ممارسة الألعاب الرياضية الافتراضية يمكن أن تحرق من السعرات الحرارية ما تفعله الرياضة الواقعية، بل إن بعض هذه الألعاب يمكن أن تنسيك أنك تتدرب وبالتالي يظل حماسك قائماً والعرق يتصبب والدهون تذوب.

ضع على رأسك الجهاز الخاص، شغّل اللعبة، وفجأة ستجد نفسك داخل حلبة ملاكمة أو تمارس التزلج على جبال الألب.

ما وجه الاختلاف بين الرياضية الافتراضية والتمارين الحقيقية؟

التمارين الرياضية الافتراضية لا تختلف عن التمارين الحقيقية، فتسارع نبضات القلب موجود والتعرق حاضر وإحراق السعرات الحرارية مضمون، ولكنها ليست ألعاباً روتينية، وأحياناً عند البعض مملة، كتلك التي تختبرها في المشي لعدة كيلومترات أو الهرولة على جهاز البساط المتحرك. فما تقوم به عند ممارسة التمارين الافتراضية يجعلك تشعر بالاستمتاع إلى الحد الذي تنسى فيه أنك تمارس الرياضة.

مزايا ممارسة الرياضة الافتراضية

التحكم باللعب

من بين خواص الألعاب الرياضية الافتراضية أنك قادر فيها على التحكم بلعبك أو شخصيتك عن طريق تحريك جسمك. وهذا يعني مثلاً أنك ستحاول أن تظل واقفاً على رؤوس أصابعك لفترة من أجل القفز فوق موانع ليزرية، أو تجلس القرفصاء لعدة دقائق وأنت تركب لعبة أفعوانية أو تؤرجح ذراعيك بقوة وأنت تستخدم سيفاً لمواجهة الوحوش.

ألعاب رياضية جديدة يوميا

يقول الخبراء إنك ستتفاجأ من سرعة نبضات القلب عندما تؤدي تمرين القفز في لعبة لمدة دقيقة. فبناء على هذه اللعبة ومقدار تحركك فإن تحرير الطاقة يمكن أن يكون مساوياً لما في أي نوع آخر من التمارين الرياضية الحقيقية. بل أصبح شائعاً أكثر اليوم تصميم ألعاب افتراضية معدة خصيصا لممارسة التمارين الرياضية، وهناك منصات خاصة تضيف كل ما هو جديد منها يومياً، إضافة إلى وجود مدرب يقدم تعليماته للمستخدمين حول طريقة الاستخدام المناسبة.

محاكاة الواقع

ما يميز مثل هذه التمارين أيضاً أن المستخدم ينغمس في محاكاة رائعة، فبدلاً من النظر مثلاً إلى حلبة ملاكمة سيكون موجوداً فيها وكأنها حقيقية.

وجود أداة تعقب تقيس دقة اللاعبين وسرعتهم

تحتوي هذه التمارين الرياضية أداة تعقب تتابع أوقات اللاعبين ودقتهم وسرعتهم، كي تتيح لهم فرصة التحسن، وهناك أيضاً قابلية اللعب مع لاعب منافس مباشرة. لذلك، يحرق اللاعبون في المعدل حوالي 300 سعرة حرارية في كل نصف ساعة.

حرق السعرات الحرارية

في دراسة سابقة، أجرى باحثون تجربة مثيرة حول مدى منافسة الألعاب الافتراضية للتمارين الرياضية الواقعية.

إذ استخدم العلماء ثلاث ألعاب افتراضية مع 41 رجلاً وامرأة أصحاء أعمارهم بين 18 و 39 عاماً.

لعب كل مشارك كل لعبة لمدة 10 دقائق، بينما قاس الباحثون نبضات القلب واستهلاك الأوكسجين عن طريق تجهيزات خاصة مكونة من قناع على الوجه وأنبوب يرتديه كل منهم أثناء التمارين لقياس اللياقة البدنية وعدد السعرات الحارية المحروقة.

ووجدوا أن النشاط البدني المطلوب لكل الألعاب الثلاث مساوٍ لمقدار الطاقة المصروفة لمجموعة من التمارين الرياضية الواقعية المعتدلة إلى المكثفة،

كما أن بعض المشاركين كانوا مندمجين باللعب حتى وصلت نبضات قلوبهم إلى ما بين 80 إلى 90 من أقصى حد لها، علاوة على تعرقهم. وفي إحدى الألعاب كان اللاعبون عبارة عن رماة يطلقون السهام على الأهداف وهم يقفزون ويندفعون ويجلسون القرفصاء للهروب من المهاجمين، لذلك حرق كل واحد منهم حوالي 7.6 إلى 12.69 سعرة حرارية في الدقيقة الواحدة، وهي كمية مماثلة لما يمكن أن تحرقه في لعبة تنس حقيقية.

وفي لعبة الهرولة على البساط المتحرك «التريدميل»، وجد الخبراء الدليل على أن ممارسي التمارين الرياضية الافتراضية يستهينون بمقدار الطاقة التي يستنفذونها، فتمرين الهرولة الواقعية على هذا البساط يعتبر «معتدلاً» بالنسبة للخبراء بينما وجد ممارسو الألعاب الافتراضية أنه «خفيف»، والسبب وراء ذلك أن هؤلاء اللاعبين يندمجون في اللعبة بحيث إنهم يركزون على كسب النقاط أو التغلب على المنافس للوصول إلى المستوى التالي.

رياضة مناسبة للأشخاص غير النشطين

من المثير في مثل هذه الألعاب الافتراضية أنها مناسبة للجميع وتقدم لهم فرصة ممارسة تمارين رياضية والاستمتاع بها في نفس الوقت. كما أنها مناسبة للأشخاص غير النشطين، لأنهم يجدونها ممتعة أكثر من التمارين الواقعية، أو لأولئك الذين يتقاعسون عن الذهاب إلى الصالة الرياضية، لذلك يتحركون ويحرقون السعرات الحرارية أثناء اللعب. ولكن يجب الحذر من مستوى اللعب في هذه التمارين الافتراضية، فإذا كنت تعاني حالة طبية أو إصابة فإن ذلك سيحد من قدرتك على ممارسة التمارين بأمان، وعليه ينبغي التحدث إلى الطبيب قبل البدء بأي تمرين جديد.

كما أن البعض يمكن أن يشعر في البداية ببعض الأمور غير المريحة بسبب عدة الواقع الافتراضي التي يضعها الشخص على رأسه، الضرورية لممارسة هذه التمارين، ومن بين ما يمكن أن يشعر عند اللعب للمرة الأولى دوار الحركة، الغثيان أو الدوار، لذلك يجب البدء بممارسة ألعاب لا تتطلب الكثير من الحركة.

نصائح قبل ممارسة الألعاب الافتراضية

عندما تقرر ممارسة التمارين الرياضية الافتراضية، من الأفضل تطبيق هذه النصائح المهمة:

• شراء جهاز الرأس للواقع الافتراضي الذي يناسبك، ولفعل ذلك يجب أخذ بعض العوامل بعين الاعتبار، مثل درجة الدقة والوضوح ومدى اتساع حقل النظر والسعر المناسب. فهناك أنواع تناسب ليس فقط الألعاب بل مشاهدة الأفلام والبرامج، وهي عادة أغلى من البقية التي يمكن الاكتفاء بها للألعاب فقط. كما يجب البحث عن الألعاب التي يمكن أن يعمل معها جهاز الرأس.
• اختر الألعاب التي تقدم رياضة ومتعة، فالغرض من الرياضة الافتراضية أن تنغمس في اللعبة ولا تشعر أنها مجرد تمرين، لذلك عليك أن تجرب اللعبة قبل قرار الشراء. بعض الألعاب تدخلك في أجواء ممارسة رياضة معينة مثل التنس أو الملاكمة أو المبارزة، بينما توفر لك ألعاب أخرى فرصة خوض مغامرة، مثل الهروب من سقوط مذنبات ومحاربة وحوش.
• ابدأ ببطء، من السهل الاندماج سريعاً وبقوة في الألعاب الرياضية الافتراضية، لأنك تركز على الفوز أو الانتقال إلى المستوى التالي، ولكن ينصح الخبراء بممارسة 150 دقيقة من اللعب كل أسبوع، أي 30 دقيقة يومياً، بمعنى يجب ترك يومين للاستراحة مثلما عليك أن تفعل إذا ما كنت تذهب للتمرينات في صالة رياضية واقعية.