21 مايو 2023

كيف تساعد التقنيات الحديثة في تطور ذوي الهمم وسرعة اندماجهم في المجتمع؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف تساعد التقنيات الحديثة في تطور ذوي الهمم وسرعة اندماجهم في المجتمع؟

على الرغم من الدعم المستمر لفئة ذوي الهمم، يبقى هناك العديد من التفاصيل والتحديات التي يجب الإلمام بها للتعامل مع هذه الفئة. هذا ما ركزت عليه مبادرة "بيتر توجيزر"، الاجتماعية الشاملة، التي تهدف إلى زيادة الوعي بالصحة العقلية وسلامتها، لتعزيز الإدماج الاجتماعي والوظيفي للأشخاص من ذوي الهمم.

كيف تساعد التقنيات الحديثة في تطور ذوي الهمم وسرعة اندماجهم في المجتمع؟

حاورنا ألبا غودال ماتيو، العضو المؤسس والرئيسة التنفيذية لمنظمة Better Together، والتي تدير برامج إدماج الأشخاص من ذوي الهمم اجتماعياً ووظيفياً، والتي قادت أيضاً مشروعاً مبتكراً في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 2019 حيث دربت أحد أصحاب الهمم ليصبح حكماً مساعداً في ألعاب رياضتي كرة الريشة والجودو.

كيف تساعد التقنيات الحديثة في تطور ذوي الهمم وسرعة اندماجهم في المجتمع؟

حدثينا عن مبادرة "خلف القناع" وفائدتها للمجتمع؟

هي ورشة عمل عملية لزيادة الوعي بالصحة العقلية عبر التعبير الفني. فخلال مرحلة ما في حياتنا قد نرتدي "قناعاً" لنحجب مشاعرنا ونمتنع عن مشاركة ذواتنا، ولقد مررنا بذلك جميعاً ولم نفكر في ما خلف هذا القناع، وعند طرح سؤال عن ماهية هذه المشاعر والأفكار والانفعالات الكامنة خلف القناع، فإننا نساعد الآخرين على الشعور بأنهم ليسوا وحيدين ونقدم لهم المساعدة للحديث عن أنفسهم، وقد حققت "خلف القناع" نجاحاً كبيراً بالنقاش عن أهمية الصحة العقلية في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة.

كيف تساعد التقنيات الحديثة في تطور ذوي الهمم وسرعة اندماجهم في المجتمع؟

أخبرينا عن جلستك في Today at Apple؟ كيف كانت التجربة في المجمل؟

كانت جلسة "خلف القناع" في Today at Apple جلسة شاملة حقاً، فقد حضر ذوو الهمم مع عائلاتهم ومقدمي الرعاية، الذين شاركوا أيضاً في الجلسة، وتحدثنا عما يحزننا ويفرحنا، وعما يشعرنا بالوحدة والحماس، وقمنا بتلوين القناع باستخدام تطبيق procreate واخترنا الألوان والأشكال والرسومات التي تعبر عن تلك المشاعر والانفعالات بشكل أفضل. وهذه الجلسة هي مثال واضح على أنه يمكن للأشخاص من ذوي الإعاقة المشاركة في الجلسات الاجتماعية مثل غيرهم تماماً، عند تقديم الدعم المناسب لهم.

كيف تدعم التكنولوجيا أصحاب الهمم في دولة الإمارات؟ وأي فئة عمرية تستفيد أكثر؟

خطت دولة الإمارات العربية المتحدة أشواطاً متقدمة في استخدام التكنولوجيا لدعم ذوي الهمم، عبر مبادرات وبرامج متنوعة تهدف لتحسين وصولهم للتكنولوجيا، وبالتالي تحسين جودة حياتهم. ولا توجد فئة عمرية معينة تحقق أقصى استفادة من التكنولوجيا الداعمة للأشخاص من ذوي الهمم. مع ذلك، من الممكن أن يستفيد الأطفال أكثر، إذ يلعب التدخل المبكر دوراً مهماً في تحسين نتائج تطورهم.

كيف تساعد التقنيات الحديثة في تطور ذوي الهمم وسرعة اندماجهم في المجتمع؟

ما التحديات التي واجهت ذوي الهمم خلال السنوات العشر الأخيرة، مع التقدم اللوجستي والتكنولوجي حالياً، خاصة في دولة مثل دولة الإمارات؟

صيغ مصطلح "ذوو الهمم" في دولة الإمارات للإشارة إلى الأفراد من ذوي الإعاقة، وهذا دلالة على استعداد الدولة لتغيير مفهوم الناس عن الإعاقة والصفة اللازمة لها، فمن الواضح أن أصحاب الهمم واجهوا العديد من التحديات في الماضي سواء داخل الدولة أم حول العالم. وقد طرأ العديد من التحسينات خلال السنوات الأخيرة، إذ استثمرت حكومة الإمارات في البنية التحتية والتكنولوجيا لجعل الدولة أكثر يسراً للأشخاص من ذوي الإعاقة، وحققت الدولة أيضاً جهوداً في تعزيز الوعي بالإعاقة وفهمها.

هل تعتقدين أنه بإمكان التكنولوجيا مساعدة الأشخاص من ذوي الهمم على تحقيق رضا أكبر في حياتهم بنسبة اندماج أشمل؟

نعم، أعتقد أنه بإمكان التكنولوجيا أن تجعل حياتهم أسهل، فأجهزة مثل iPad مع تطبيق Procreate تقدم الدعم للأشخاص من ذوي الاحتياجات المختلفة للظفر بتجربة تماثل تجربة أي شخص آخر. فالتعايش مع استخدام التكنولوجيا يجب أن يكون إلى جانب ثقافة شاملة ومجتمع يدعو إلى المساواة، علاوة على الحاجة إلى الاستثمار في القيادة في البنى التحتية والتعليم والتخطيط لدعم الأشخاص من ذوي الاحتياجات المختلفة. فاستخدام التكنولوجيا بمفرده لا يقود إلى تحسن الوصول بل قد يؤدي إلى الإحباط وخيبة الأمل.

كيف تساعد التقنيات الحديثة في تطور ذوي الهمم وسرعة اندماجهم في المجتمع؟

كيف يمكن تمكين ذوي الهمم من خلال الأجهزة التقنية؟

سعدت بالعمل مع تطبيق Procreate في جهاز iPad داخل متجر Apple في غاليريا مول، حيث استبدلت القناع الفعلي الفارغ بآخر في تطبيق Procreate ولوّنه المشاركون مستخدمين الميزات التي يوفرها التطبيق، وكانت هذه المرة الأولى التي نقدم فيها جهازاً من شركة Apple خلال ورشة "خلف القناع" ونحن سعداء جداً بالتجربة. فقد أدى الفريق الإبداعي عملاً رائعاً في تصميم بعض الميزات في تطبيق Procreate لدعم الاحتياجات المحددة لمجموعة ذوي الهمم الحاضرين للجلسة. ورأينا كيف تمكنوا من التعبير عن أنفسهم باستقلالية أكبر. ومثل هذه التطبيقات والأجهزة تدعم ذوي الهمم للحصول على تجارب أشمل، والأمر يتيح لهم مشاركة مشاعرهم وأفكارهم وانفعالاتهم دون هذا القدر من مساعدة الآخرين. فإن الوعي والمعلومات هما الفيصل في تغيير الانطباعات وجعل مجتمعنا أكثر شمولاً للجميع.