مع تطور الحياة وتنوع الأمراض وزيادتها، زادت الحاجة لاستخدام العلاج الفيزيائي الذي لا تخفى أهميته كأسلوب في استعادة الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث أو إصابات أو مرض القدرة على الحركة بعد توقفها أو إعاقتها، والذي غالباً ما يتركز العمل فيه مع العضلات والمفاصل والعظام وبعض إصابات الدماغ والجهاز العصبي أو مشاكل التنفس التي تتبع العمليات الجراحية أو أمراض القلب والشرايين.
«كل الأسرة» التقت أخصائية العلاج الفيزيائي في مستشفى زليخة – الشارقة سارة محمد رضا، لنتعرف منها أكثر إلى الحالات المرضية التي ترد قسم العلاج الفيزيائي وأهم الأجهزة المستخدمة في علاج هذه الحالات وتأثير الغذاء في الصحة البدنية للشخص:
من خلال ملاحظاتكم في العمل، ما هي أكثر الأمراض التي ترد قسم العلاج الفيزيائي، وهل لها علاقة بطبيعة العمل وأسلوب حياة الشخص؟
يرد القسم الكثير من الحالات المرتبطة بالجهاز العضلي والعصبي، أو التنفسي التي غالباً ما تكون من المرضى المنومين سريرياً نتيجة تأثير العمليات الجراحية خاصة الذين يخضعون لفترات تخدير طويلة، وكذلك حالات آلام أسفل الظهر الناجمة عن الجلوس أو القيادة لمسافات طويلة والآم الرقبة للأشخاص الذين يعملون على الكمبيوتر، بينما تكون آلام مفصل الركبة للأشخاص الذين يتميز طابع عملهم بالحركة والوقوف الطويل كالمهندسين، وآلام الشوكة العظمية التي تصيب أقدام الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات وغرف العمليات نتيجة الوقوف لساعات طويلة.. وهي أغلب الحالات التي نشهدها في عيادة العلاج الطبيعي للمرضى الزائرين نتيجة تأثرهم بنمط العمل الذي يمارسونه وأسلوب الحياة الذي فرضه التحضر والتطور التكنولوجي.
هل لطبيعة الغذاء الذي يتناوله الشخص تأثير كبير في الصحة البدنية والحركية؟
تبقى المرحلة العمرية المحصورة بين الطفولة وحتى 18 عاماً هي الفترة التي يمكن فيها للإنسان بناء عظامه وعضلاته وما بعد ذلك يكون صعباً، لذلك يجب أن يكون اختيار نوع الغذاء مناسباً ليتمكن الشخص من بناء بنية قوية وسليمة، ونحن كأخصائيي علاج طبيعي دائماً ما ننصح بضرورة احتواء النظام الغذائي على الكالسيوم والمغنيسيوم وجميع العناصر الغذائية الموجودة في الخضراوات وممارسة التمارين الهوائية، فأسلوب الحياة والتغذية غير السليمين يمكن أن يتسببا بالكثير من مشاكل آلام الظهر والركبة نتيجة زيادة الوزن.
يساهم العلاج الطبيعي في شفاء الكثير من الحالات، ما هي آخر الأجهزة المستخدمة في علاج المرضى؟
نعمل في قسم العلاج الطبيعي على استخدام أسلوب التأهيل في علاج الرباط الصليبي الناجم عن الإصابات الرياضية، وما بعد الكسور والجلطات الدماغية والشلل الدماغي ومتلازمة داون والكثير من الحالات. وقد كان للتطور التكنولوجي في الفترة الأخيرة دور كبير في علاج الحالات التي تحتاج لفترة تعافي طويلة والتقليل من إجهاد المريض أثناء التدريب، لا سيما أن استخدام هذه الأجهزة يمكن المرضى من المشي لعدة خطوات أكثر من التدرب على المشي بالطريقة التقليدية، مما يعزز من نسبة الشفاء، فضلاً عن سهولة استخدام الألعاب المختلفة في التدريب والعلاج.
هل يمكن أن يكون العلاج الطبيعي علاجاً تكميلياً أم علاجاً وحيداً؟
يعتبر العلاج الطبيعي أو العلاج الفيزيائي أحد فروع الطب التكميلي الذي يساعد على استعادة وظائف الجسم الفسيولوجية الطبيعية بأقصى الحدود الممكنة، فهو يعالج الأعراض الموجودة لكنه لا يكشف السبب الحقيقي الذي وراءها، وبشكل أو بآخر يمكن اعتبار العلاج الطبيعي مجالاً قائماً بحد ذاته يطبق في مراكز العلاج المتخصصة، حيث يتطلب تحديد التشخيص الدقيق للحالة الطبية الموجودة لوضع أفضل خطة علاجية، والتي بدورها تقوم على أحد أسلوبين أو مزيج منهما، الأول هو التدريب الوظيفي والعلاج اليدوي الذي يعتمد على التمرين، والثاني هو العلاج الطبيعي الذي يعتمد على عناصر خارجية كالضوء والصوت والحرارة والكهرباء وما إلى ذلك.
* تصوير: السيد رمضان