22 أغسطس 2022

بحث جديد: تغير المناخ يسبب 58% من الأمراض المعدية

محرر باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

بحث جديد: تغير المناخ يسبب 58% من الأمراض المعدية

أظهر بحث جديد أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم 58% من الأمراض المعدية التي يتعامل معها البشر في جميع أنحاء العالم، من الفيروسات الشائعة المنقولة بالمياه إلى الأمراض الفتاكة مثل الطاعون.

وأجرى فريق من علماء البيئة والصحة مراجعة استمرت عقوداً من الأوراق العلمية حول جميع مسببات الأمراض المعروفة لإنشاء خريطة للمخاطر البشرية التي تتفاقم بسبب الأخطار المتعلقة بالمناخ.

كانت الأرقام التي تمخضت عنها المراجعة متناقضة، فمن بين 375 مرضاً يصيب الإنسان، وجد العلماء أن 218 منها، أي أكثر من النصف، يمكن أن تتأثر سلباً بتغير المناخ، على سبيل المثال:

الفيضانات

يمكن أن تنشر التهاب الكبد، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى إطالة عمر البعوض الحامل للملاريا، و يمكن أن يجلب الجفاف القوارض المصابة بفيروس هانتا إلى المجتمعات أثناء بحثها عن الطعام.

مع تأثير تغير المناخ في أكثر من 1000 مسار انتقال مثل تلك، والمخاطر المناخية بشكل متزايد على مستوى العالم، خلص الباحثون إلى ضرورة تكيف المجتمعات بنجاح مع هذه الأمراض، وحاجة العالم إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى تغير المناخ لتقليل هذه المخاطر.

خرائط الصحة المناخية

ليكون العالم قادراً على منع الأزمات الصحية العالمية، تحتاج البشرية إلى فهم شامل للمسارات وحجم تأثير تغير المناخ على الأمراض المسببة للأمراض.

ركز الباحثون على 10 مخاطر مرتبطة بالمناخ، مرتبطة بارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري:

  • الاحترار الجوي
  • موجات الحرارة
  • الجفاف
  • حرائق الغابات
  • الأمطار الغزيرة
  • الفيضانات
  • العواصف
  • ارتفاع مستوى سطح البحر
  • احترار المحيطات
  • تغير الغطاء الأرضي

ثم بحث الفريق عن الدراسات التي تناقش الملاحظات المحددة والقابلة للقياس الكمي لحدوث الأمراض البشرية المرتبطة بتلك المخاطر.

كما أجرى الباحثون 77000 ورقة علمية، من بينها كان هناك 830 ورقة بحثية تحتوي على مخاطر مناخية تؤثر في مرض معين في مكان أو وقت واضح، مما سمح لهم بإنشاء قاعدة بيانات للمخاطر المناخية، ومسارات الانتقال، ومسببات الأمراض، وخريطة تفاعلية لكل مسار بين الخطر ومسببات الأمراض.

وتضمَّن أكبر عدد من الأمراض التي تفاقمت بسبب تغير المناخ انتقالها عن طريق النواقل، مثل تلك التي تنتشر عن طريق البعوض أو الخفافيش أو القوارض. بالنظر إلى نوع المخاطر المناخية، ارتبط معظمها باحترار الغلاف الجوي (160 مرضاً)، وهطول الأمطار الغزيرة (122) والفيضانات (121).

كيف يؤثر المناخ في صحتنا؟

بحث جديد: تغير المناخ يسبب 58% من الأمراض المعدية

وجد الباحثون 3 طرق رئيسية تتفاعل بها المخاطر المناخية مع مسببات الأمراض والبشر:

1- تقرب مسببات الأمراض

في بعض الحالات، تعمل الأخطار المتعلقة بالمناخ على تغيير نطاقات الحيوانات والكائنات الحية التي يمكن أن تعمل كناقلات للأمراض الممرضة الخطيرة.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الاحترار أو التغيرات في أنماط هطول الأمطار إلى تغيير توزيع البعوض، الذي يعد ناقلاً للعديد من الأمراض البشرية المسببة للأمراض. في العقود الأخيرة، تم ربط التغيرات الجغرافية في تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض، مثل الملاريا وحمى الضنك، بهذه المخاطر المناخية.

الأخطار المتعلقة بالمناخ تجعل الناس أقرب إلى مسببات الأمراض.

يمكن للكوارث المناخية أيضاً أن تغير أنماط السلوك البشري بطرق تزيد من فرص تعرضهم لمسببات الأمراض، على سبيل المثال، أثناء موجات الحرارة غالباً ما يقضي الناس وقتاً أطول في الماء، مما قد يؤدي إلى زيادة تفشي الأمراض المنقولة بالمياه.

2- تزيد تحمل الحرارة

في بعض الحالات، أدت الأخطار المتعلقة بالمناخ إما إلى ظروف بيئية يمكن أن تزيد من فرص تفاعل مسببات الأمراض مع النواقل، أو تزيد من قدرة مسببات الأمراض على التسبب في مرض شديد لدى البشر.

وأظهرت الدراسات أن ارتفاع درجات الحرارة قد يساعد أيضاً في زيادة مقاومة الفيروسات للحرارة، مما يؤدي إلى زيادة شدة المرض حيث تصبح مسببات الأمراض أكثر قدرة على التكيف مع الحمى في جسم الإنسان.

وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى زيادة تحمل الحرارة لمسببات الأمراض الفطرية. ارتبط الظهور المفاجئ في قارات متعددة للعدوى البشرية المقاومة للعلاج من مبيضات فطر داء البقع البيضاء أو فطر الكانديدا أوريس، وهو فطر كان سابقاً غير ممرض للبشر، بزيادة درجات الحرارة العالمية وأصبحت خطيرة، وبالمثل فقد ثبت أن الفطريات في البيئات الحضرية أكثر تحملاً للحرارة من تلك الموجودة في المناطق الريفية التي تميل إلى أن تكون أكثر برودة.

3- تضعف قدرة الجسم

يمكن أن تؤثر المخاطر المتعلقة بالمناخ على قدرة جسم الإنسان على التعامل مع مسببات الأمراض بطريقتين رئيسيتين، إذ يمكن أن تجبر الناس على ظروف خطرة، كما هي الحال عندما تؤدي أضرار الكوارث إلى الناس الذين يعيشون في ظروف مزدحمة قد تفتقر إلى الصرف الصحي الجيد أو تزيد من تعرضهم لمسببات الأمراض.

يمكن للمخاطر أيضاً أن تقلل من قدرة الجسم على محاربة مسببات الأمراض، من خلال سوء التغذية، وقد يؤدي العيش في ظل المخاطر المناخية إلى زيادة إنتاج الكورتيزول بسبب الإجهاد، مما يؤدي إلى انخفاض الاستجابة المناعية لجسم الإنسان. وأوضحت الدراسة وجوب العلاج والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان والتي تغذي الاحتباس الحراري.