ها قد حل موسم السفر، حيث يتلهف الكثيرون إلى ركوب الطائرة والاستمتاع في وجهاتهم، ولكن هل لدينا من المعلومات ما يكفي لوقايتنا من الرحلات الطويلة؟ ومن منا يفكر في ما يمكن أن يتعرض له من مشاكل صحية وهو على مقعد الطائرة فيفسد عليه رحلته بأكملها؟
يمكن أن يؤثر السفر سلباً في جسدك وعقلك، خاصة عند السفر لمسافات طويلة. يشير الأطباء إلى هذه الحقيقة خاصة عندما نفكر في الضغط الجوي ودرجة الحرارة ومستويات الأوكسجين التي تتقلب في الهواء، حيث ليس من المستغرب إطلاقاً أن يؤدي الطيران إلى اضطراب بعض الوظائف الطبيعية للجسم. كما يجب ألا ننسى أيضاً أن بعض الأشخاص يشعرون بدرجات متفاوتة من التوتر قبل الإقلاع أيضاً.
لذلك إذا كانت عطلتك تتضمن رحلة طيران طويلة، أو رحلات متعددة، فما هي الأشياء الأساسية التي ينبغي التفكير بها كي تحمي صحتك وراحتك؟
الجفاف
يقول الخبراء بكل بساطة إن رحلتك في الطائرة يمكن أن تصيبك بالجفاف لأن نصف الهواء المنتشر في المقصورة يأتي من الخارج، وعندما تكون في ارتفاع أعلى لا يكاد هناك أي رطوبة في الهواء. وعليه، إذا ما أردت المساعدة في تخفيف تأثير الجفاف عليك أثناء الطيران، عليك أن تفكر في ما تأكله وتشربه قبل وأثناء الرحلة. تناول شيئاً خفيفاً، مثل السلطة والفواكه، وتجنب الوجبات السريعة المملحة، خاصة قبل السفر بالطائرة، لأن ذلك قد يسبب لك الانتفاخ والجفاف.
يحب الكثير من الناس تناول مشروبات قبل السفر بالطائرة، ولكن عليك أن تتجنب ما يمكن أن يؤثر فيك ومنها القهوة، والتزم بالعصائر الطازجة والمياه. وبعد أن تحط الطائرة وتخرج منها إلى وجهتك بإمكانك شرب ما تشتهيه ولكن يظل الالتزام بالمشروبات الصحية خيار مهم تجنبا لأي مشاكل صحية أنت في غنى عنها بعيدا عن ديارك، واستمر في شرب الماء بشكل خاص لاستعادة الترطيب.
الجراثيم
عندما تكون داخل الطائرة في الجو، فإنك تتعرض لمزيد من الجراثيم لأنك بالقرب من الآخرين، ولهذا السبب من الشائع الإصابة بنزلة برد أو العطس بعد رحلة طيران. كما من الوارد جداً أن تكون الطاولة أمامك التي تستخدمها كثيراً أثناء الرحلة وحزام الأمان والأسطح الأخرى في الطائرة التي يتم لمسها بشكل متكرر ملوثة بالجراثيم. لذلك، أحمل معك زجاجة صغيرة من معقم اليدين ومناديل التنظيف، ولا تنس أن تغسل يديك كثيراً أثناء السفر.
النوم
ما لا ينتبه إليه الكثيرون وربما لا يعيرونه أهمية هو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وهو حالة فسيولوجية تحدث نتيجة للتعديلات الطارئة على الساعة البيولوجية للمسافر وتصنف على أنها واحدة من مسببات اضطراب النوم. تمثل هذه الحالة ألم حقيقي للبعض ويمكن أن تفسد عليهم بداية الرحلة ونهايتها. فكيف يمكن أن تخفف من آثار هذا الاضطراب والمحافظة على دورة نومك ثابتة؟
يقول الخبراء إن التعرض للضوء مهم للغاية من أجل تنظيم الساعة الداخلية لجسمك. فحينما يحل الظلام في الخارج فمن المحتمل أن تغفو. على سبيل المثال، إذا كنت مسافراً إلى بلدان يحل فيها الظلام بسرعة عليك أن تبحث عن الضوء في المساء، ومن يصل إلى بلد في وقت يحل فيه النهار مبكراً جداً بالنسبة لتوقيت ساعته البيولوجية فمن الطبيعي أن يقيد تعرضه للضوء ويبحث عنه في وقت لاحق. كما تشير الدراسات إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي يمكن أن يبقيك مستيقظاً، لذا تجنب ذلك عندما تحاول الحصول على قسط من النوم.
الأذنين
يؤكد الخبراء أن أحد الآثار الجانبية المحتملة للطيران هي تأثيرات الضغط الجوي على أذنيك، وذلك بسبب تقلبات هذا الضغط في مقصورة الطائرة. لذلك ينصح الأطباء في كثير من الأحيان الأشخاص الذين يعانون التهاباً في الأذن بتجنب الطيران حتى يتماثلون للشفاء. وعندما يتغير الضغط الخارجي بسرعة أثناء الإقلاع والهبوط، قد تشعر بفرقعة في أذنيك. وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي هذا الخلل في التوازن إلى إصابة المسافر بدوار الحركة لأن دماغه يتلقى رسائل متضاربة. حينذاك، حاول البلع أو التثاؤب لفتح قناة استاكيوس (التي تربط الأذن الوسطى والحلق) أثناء الإقلاع والهبوط.
الدورة الدموية
واحدة من أخطر المشاكل الصحية التي يمكن أن تحدث أثناء السفر، خاصة لمسافات طويلة، هي تخثر الأوردة الدموية العميقة، فهي مصدر قلق حقيقي لكثير من الناس عند السفر بالطائرة. إذ يمكن أن تكون هذه الجلطات الدموية، التي عادة ما تصيب الساقين، خطيرة للغاية.
يشير الأطباء إلى أن أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة بجلطات الأوردة الدموية العميقة هي فترات الخمول الطويلة عند السفر لمسافات بعيدة. فحينما يقلل الشخص من نشاط رجليه بشكل كبير يصبح تدفق الدم بطيئاً للغاية في الأوردة العميقة، مما يعرضه لخطر متزايد للإصابة بجلطة.
لذلك من المهم للغاية الحفاظ على نشاطك في الطائرة قدر الإمكان عن طريق التمدد المنتظم والمشي في ممر مقصورة الطائرة، وذلك لمرة واحدة على الأقل كل ساعة إذا كانت الرحلة طويلة. كما ينصح الأطباء بارتداء جوارب طيران خاصة مناسبة لقياسك، فهذا يسرع من تدفق الدم في الأوردة وبالتالي يقلل من مخاطر تخثر الدم.
يمكن لأي شخص أن يصاب بجلطات الأوردة العميقة، ولكن إذا كان لديك تاريخ من جلطات الدم أو قد تكون معرضا لخطر متزايد، يجب عليك التحدث إلى الطبيب قبل السفر.
ماذا لو كنت تعاني حالة مرضية قبل السفر؟
إذا كنت تعاني حالات صحية موجودة مسبقاً، فمن الأفضل أن تناقش مع طبيبك أي مسائل محددة يمكن أن تؤثر فيك أثناء الطيران. كما ينبغي عليك التأكد من شراء تأمين سفر يغطي احتياجك لأي رعاية طبية أثناء وجودك في الخارج. ومن التدابير المهمة الأخرى وضع أي دواء تحتاجه أثناء السفر في حقيبة يدك ليسهل الوصول إليه عند الحاجة الطارئة إليه. ولكن قد تفرض بعض الدول قيوداً على بعض الأدوية، عليك التحدث إلى طبيبك قبل السفر بوقت كاف.