09 أغسطس 2023

البقر والشوفان والصويا واللوز.. أي حليب أفضل للصحة؟ تعرفوا إلى جواب خبراء التغذية

محررة ومترجمة متعاونة

البقر والشوفان والصويا واللوز.. أي حليب أفضل للصحة؟ تعرفوا إلى جواب خبراء التغذية

عادة ما تصطف عدة أنواع من الحليب في قسم منتجات الألبان، وكثيراً ما نلقي نظرة عليها والبعض يشعر بالحيرة أي منها يختار، فهناك من يسمع عن أفضلية لهذا النوع أو ذاك، ولكن ما هي الحقائق العلمية لكل نوع منها؟ وما هو الحليب الأكثر فائدة لصحتنا من بينها؟

في حين أن حليب البقر يظل هو المتسيد على مائدة الكثيرين والمفضل لهم، إلا أن كبار تجار التجزئة يقدمون مجموعة من البدائل الخالية من الألبان مثل حليب الشوفان، حليب الصويا وحليب اللوز. ولكن مع وجود هذه المجموعة من البدائل، أصبحنا اليوم في حيرة من أمرنا لأن الكثيرين يجهلون المعايير الصحية التي يجب على أساسها اختيار هذا النوع من الحليب أو ذاك.

البقر والشوفان والصويا واللوز.. أي حليب أفضل للصحة؟ تعرفوا إلى جواب خبراء التغذية

فوائد ومزايا حليب البقر

يقول الدكتور دوان ميلور، أحد كبار الباحثين في مجال التغذية في بريطانيا، أن حليب البقر هو الذي يوفر معظم العناصر الغذائية والبروتينات والسكريات الطبيعية. كما يشير إلى أنه في الوقت الذي يتحول الكثيرون من حليب البقر إلى الحليب النباتي، كجزء من النظام الغذائي النباتي ومستشهدين بأسباب صحية أو أخلاقية أو بيئية، إلا أن هذا الخيار يفتقر إلى الفيتامينات الحيوية.

ولكن في المقابل، يحتوي حليب البقر كامل الدسم على سعرات حرارية ودهون مشبعة أكثر من البدائل النباتية، حيث يحتوي كل 200 مل من حليب البقر على 132 سعرة حرارية و4.8 جرام من الدهون المشبعة.

ومع ذلك، يعتبر حليب البقر شبه منزوع الدسم هو الخيار الأكثر شيوعاً في بعض البلدان المتقدمة، حيث يحتوي على نسبة أقل مما ذكرناه، ففي كل 200 مل هناك 100 سعرة حرارية و2.2 جرام من الدهون المشبعة. وفي دراسة أجريت في بريطانيا، تبين أن منتجات الألبان تشكل مصدر ربع الدهون المشبعة في وجبات طعام سكان المملكة المتحدة، غير أن الاستهلاك المفرط منها يزيد مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والإصابة بأمراض القلب. نتيجة لذلك، ينصح النساء بالحد من تناولهن لهذه المنتجات إلى 20 جراماً في اليوم، بينما يجب ألا يزيد استهلاك الرجال لها عن 30 جراماً.

مقارنة صحية بين حليب البقر وبقية أنواع الحليب

يحتوي حليب اللوز على 0.2 جرام من الدهون المشبعة و50 سعرة حرارية فقط في كل 200 مل. وبالمثل، يحتوي حليب الصويا على 0.6 جرام من الدهون المشبعة و84 سعرة حرارية، بينما يحتوي حليب الشوفان على 0.4 جرام من الدهون المشبعة و94 سعرة حرارية في كل 200 مل.

على الرغم من ذلك، يقول خبراء التغذية إن حليب البقر يظل في الواقع هو الأكثر فائدة لك من الناحية الصحية. ويعود السبب إلى أن الخيارات الخالية من منتجات الألبان تفتقر إلى العناصر الغذائية الحيوية التي نحصل عليها بشكل طبيعي.

الكالسيوم

يحتوي حليب البقر على الكالسيوم الضروري لصحة العظام والأسنان، والبروتين المهم للنمو والترميم. كما أنه يحتوي على فيتامين B12 الذي يساعد الجسم على تكوين خلايا الدم الحمراء، وهناك أيضاً اليود الذي يساعد على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية المهمة للجسم. في المقابل، يمكن أن تحتوي البدائل النباتية من الحليب على عدد أقل من العناصر الغذائية، ما لم يتم تدعيمها.

الفيتامينات والمعادن

ويعود الدكتور ميلور، اختصاصي التغذية، ليشير إلى أن الاختلاف الغذائي الأهم والأكبر بين الاثنين هو محتواهما من الفيتامينات والمعادن. إذ على الرغم من أن الكثير من المنتجين قد أضافوا الكالسيوم إلى البدائل النباتية، إلا أن مستويات فيتامين B12 تختلف اختلافاً كلياً بناء على الكمية المدعمة المضافة. لذلك من المهم أن يتحقق المستهلك بدقة من البدائل العضوية للحليب لأنها ربما تحتوي على نسبة أقل من التدعيم بهذه الفيتامينات والمعادن الرئيسية.

البروتينات

حليب البقر مملوء أيضاً بالبروتينات أيضاً أكثر من الخيارات الخالية من الألبان، مع 7.2 جرام في نصف الدسم و7 جرامات في كل 200 مل من الخيارات الأخرى كاملة الدسم. وبينما كوب من حليب الصويا بنفس الكمية يحتوي على حوالي 6.5 جرام، فإن حليب اللوز وحليب الشوفان يحتويان فقط على حوالي 1 جرام من البروتينات. هذا يعني أن بعض الخيارات بالكاد تساهم في إمدادنا بالتوصيات الصحية من الاستهلاك اليومي للبروتينات، التي تقضي بتناول 0.75 جرام من البروتينات يوميا لكل كيلوجرام من وزن الجسم. وبموجب هذه المعادلة، تحتاج المرأة إلى 45 جراماً، بينما يحتاج الرجل إلى 55 جراماً.

السكريات

علاوة على ذلك، فإن السكريات الموجودة في حليب البقر هي الأخرى أفضل لك من البدائل الأخرى. ففي حين أن حليب منتجات الألبان يحتوي على حوالي 9 جرامات من السكر في كل 200 مل، تتراوح كمية السكر في خيارات الحليب النباتي بين 0 إلى 6 جرامات، ومع ذلك السكر الموجود في حليب منتجات الألبان، المسمى اللاكتوز، طبيعي. ولا ينصح خبراء الصحة بالتقليل من هذا السكر الطبيعي، المتوفر أيضا في الفواكه والخضروات. ويقول الدكتور ميلور أن السكر في حليب البقر هو فقط اللاكتوز الذي يتم هضمه ببطء في الجسم، في حين أن بدائل الحليب النباتي يمكن أن تكون محلاة بعصير الفاكهة أو السكر المضاف. بيد أن السكريات المضافة يتم هضمها بسرعة، وبالتالي ينظر إليها على أنها غير صحية.

وفي الشهر الماضي، توقع الخبراء في بريطانيا مثلاً انحسار استهلاك العلامات التجارية النباتية عالمياً بعد تراجع الطلب على منتجات الأطعمة والمشروبات الخالية من المنتجات الحيوانية. وشركة حليب الشوفان السويدية Otaly هي واحدة من أحدث الضحايا، حيث اضطرت إلى سحب آيس كريم خال من منتجات الألبان في المملكة المتحدة. كما خفضت شركة Heck لصناعة السجق في مدينة يوركشاير البريطانية من كميات مجموعتها الصديقة للنباتيين من عشرة منتجات إلى منتجين فقط.

وفي نفس الإطار، تراجعت مبيعات محال السوبرماركت للمنتجات الخالية من اللحوم بمقدار 73.3 مليون جنيه إسترليني، وفقاً لما توصلت إليه إحدى شركات تحليل مبيعات التجزئة. كما تواجه علامات تجارية أخرى تعمل في هذا القطاع العصري احتمالات تقليص إنتاجها، مثل شركة Innocent الصانعة للعصائر، التي أوقفت مجموعتها الخالية من منتجات الألبان هذا العام. ويقول الخبراء إن كل هذا يعود إلى أن العملاء بدأوا على ما يبدو في تقليص استهلاكهم للمنتجات الخالية من اللحوم بسبب ارتفاع التضخم.