عندما يتعلق الأمر بالخصوبة لا يمكننا السيطرة على كل شيء، ولكن يشير الخبراء إلى أن ما تتناوله المرأة، وحتى الرجل، يمكن أن يحدث فرقاً في فرص الحمل. لذلك من المهم للغاية أن يعرف الزوجان، خاصة المرأة، ما يجب تجنبه وما هو الأفضل لتناوله.
لا ينطبق النظام الغذائي الخاص بالخصوبة على المرأة التي تسعى للحمل، بل يمكن أن تلعب الخيارات الغذائية للرجل دوراً مهماً في هذا المجال. ويبين أطباء التغذية أن بعض الناس يميلون إلى ما يسمى بالنظام الغذائي المتوسطي عندما يأملون إنجاب طفل. فالمرأة التي تفكر بالحمل يجب أن تعمد فوراً إلى تغيير نمط حياتها لا سيما على صعيد الطعام الذي تتناوله، وتتجه نحو نظام غذائي متنوع وصحي يتكون من الدهون الأحادية غير المشبعة (الصحية) والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والأسماك.
وإلى جانب الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين الخصوبة، يحدد الأطباء عدداً من الوجبات الخفيفة التي يجب تجنبها أو الحد منها إذا ما كان الزوجان، خاصة المرأة، يحاولان الإنجاب.
1- الكافيين
إذا ما كنت تستمتعين بفنجان من القهوة أو الشاي في الصباح، وربما يصل إلى حوالي 200 ملجرام، حاولي ألا تتناولي المزيد خلال اليوم. فأي كمية أعلى من هذا الرقم يمكن أن يؤثر في الأغشية المخاطية في الرحم التي تكون ضرورية للسماح بالحيوانات المنوية بالوصول إلى البويضة بسهولة.
2- الدهون غير الصحية
الدهون المتحولة هي الدهون غير الصحية الموجودة في الأطعمة المصنعة والمعلبة. يجب أن يكون استهلاكها محدوداً قدر الإمكان إذا ما كنت تحاولين الحمل.
3- السكر المكرر
يجب أيضاً الحد من استهلاك السكر المكرر وبذل الجهد في سبيل ذلك. يمكن العثور على هذه النوعية من السكر في الحلويات والمشروبات الغازية والحلويات المعلبة. ويقول الخبراء إنه من الممكن أن يؤدي استهلاك الكثير منها إلى رفع نسبة السكر في الدم وزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات الإباضة.
4- الكربوهيدرات المكررة
ينطبق نفس الأمر على الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والبسكويت. على الرغم من أنها لذيذة إلا أنه من الأفضل تقليل استهلاكها إلى أقل نسبة ممكنة.
5- المحليات الصناعية
قد يعتقد البعض أنه من خلال الاتجاه نحو بدائل «النظام الغذائي» القائم على المحليات الصناعية، فإنه بذلك يتجنب الآثار السيئة للأطعمة والمشروبات السكرية. ولكن يؤكد الأطباء أن مثل هذه البدائل يمكن أن تؤثر في الإباضة، ومثال على ذلك الأسبارتام والسكرين. بدلاً عن ذلك، ينصحون باستخدام المحليات الطبيعية مثل العسل. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية قبل فترة قصيرة من أن تغيير السكريات بالمحليات يمكن أن يسبب مرض السكري من النوع 2 أو أمراض القلب بمرور الوقت.
6- الغلوتين
يشمل الغلوتين منتجات قائمة على القمح، مثل الخبز والمعكرونة، وربما يعتقد البعض أن وجودها في هذه القائمة مفاجأة. ولكن يشير بعض الخبراء إلى أنه من الأفضل التقليل منها لأنه ربما ينتج عنها رد فعل التهابي.
على العموم، ينصح الأطباء كل امرأة بتناول الطعام كما لو أنها حامل بالفعل، ويقولون إن الأطعمة نفسها المفيدة لنمو الطفل هي أيضاً مفيدة للخصوبة، وهي مفيدة للمرأة من نواحي أخرى.
ما هي الأطعمة المفيدة للمرأة؟
الدهون الصحية
ما دامت المرأة تراقب السعرات الحرارية وأحجام الحصص الغذائية التي تتناولها للحفاظ على وزن صحي، فإن بعض أنواع الدهون الغذائية تحسن الخصوبة وتمنع فقدان الجنين. وينصح الخبراء بالتمسك بالدهون الأحادية غير المشبعة، ويشيرون إلى أن هذه الدهون النباتية، مثل المكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون وزيت بذور العنب، تحتوي على مضادات الأكسدة وخاصية تقليل الالتهاب، وهو ما يساعد في دعم التبويض المنتظم.
الفواكه والخضراوات
تناول مجموعة متنوعة وغنية بالألوان من الفاكهة والخضراوات يمكن أن يساعد أيضاً في دعم الحمل، لأنها تمنح جسمك الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تحتاجينها. كما أن تناولك لهذه الأغذية المهمة تعتبر أفضل طريقة لتزويد جسمك بالجلوتاثيون، وهو أحد مضادات الأكسدة الذي يساعد في الحفاظ على جميع مضادات الأكسدة الأخرى. كما يمكن أن يقلل الجلوتاثيون من تلف الخلايا ويحسن جودة البويضات والأجنة والحيوانات المنوية، وفقاً لخبراء الخصوبة. لذلك يوصون بتناول الهليون واللفت.
الكربوهيدرات المعقدة
على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يرغبون في تجنب الكربوهيدرات، إلا أنه لا بأس من تناولها إذا لم تكن لديك حساسية من الغلوتين. فقط تأكدي من أنك تلتزمين بتناول الكربوهيدرات المعقدة لتقليل ارتفاع السكر في الدم. فالتحكم الجيد في نسبة السكر في الدم هو إحدى الآليات الرئيسية في مسألة الالتزام بنظام غذائي مساعد للخصوبة.
إذ ينبغي على المرأة المتطلعة للإنجاب تجنب الأطعمة التي تزيد من مقاومة الأنسولين، وهو هرمون يتم إطلاقه في مجرى الدم أثناء ارتفاع نسبة السكر في الدم والذي يمكن أن يعطل الإباضة. وبدلاً عن ذلك، اختاري الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والأرز البني والكينوا.
أما عند الرجال، يمكن أن يساهم ارتفاع نسبة السكر في الدم أيضاً في ضعف الانتصاب.
البروتين النباتي
غالباً ما ينصح خبراء الخصوبة باختيار مصادر البروتين النباتية وليس الحيوانية، وذلك لأن لحم الدجاج ولحم الديك الرومي ولحم البقر تحتوي على المزيد من الدهون غير الصحية التي يمكن أن تؤثر في نسبة السكر في الدم والأنسولين. ويستشهد الخبراء بدراسة شملت 18555 امرأة، وجد الباحثون من خلالها أن النسوة اللواتي يحصلن على خمسة بالمئة من مصادر الطاقة لديهن من البروتين النباتي، بدلاً عن البروتين الحيواني، كان لديهن خطر أقل بنسبة 50 بالمئة للإصابة بالعقم.
السمك
الاستثناء الوحيد الذي يورده الخبراء لقاعدة تناول البروتين النباتي هو السمك. فالسلمون والسردين والتونة غنية بأحماض الأوميغا3 الدهنية والدهون المضادة للالتهابات التي يمكن أن تساعد في الخصوبة من خلال دعم الإباضة ونمو الأجنة وإنتاج الهرمونات التناسلية لدى المرأة. كما يمكنها أن تدعم أيضاً الحيوانات المنوية وحركتها لدى الرجال.