يحاول الكثير من الأشخاص الالتزام بحمية معينة من شأنها مساعدتهم على تقليل وزنهم، ولكنهم للأسف في خضم ذلك لا ينتبهون إلى بعض الأخطاء التي ربما تبدو بسيطة ولكنها في الواقع تفسد عليهم خططهم فيظل وزنهم على حاله أو حتى يزيد.
من يقطع وعداً بالالتزام بتناول طعام صحي أكثر، يعرف تماماً أن مسألة العودة إلى الروتين الغذائي الأقل صحياً هو أمر يمكن أن يكون سهلاً. إذ يندمج بعض الناس في هذه الخطط وهم مسلحون بأفضل النوايا، ولكنهم أحياناً يطبقونها من دون دعمها بمعلومات تجعل هذا التغيير واقعاً وراسخاً.
فإذا اخترت اللجوء إلى نظام غذائي لإنقاص الوزن أو لمعالجة مشكلة صحية تعانيها (على سبيل المثال، نظام غذائي قليل الملح للمساعدة في خفض ضغط الدم)، فمن المهم للغاية أن تفهم الأشياء الصغيرة التي يمكن أن تخرب عليك هذا المسار وتخرجك منه.
نقدم إليك 5 من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثيرون في هذا المجال، وكيفية التغلب عليها:
التقيد بنظام غذائي صارم
يقول الخبراء إنه من الصعب الالتزام بنظام غذائي يتطلب منك استبعاد الأطعمة بطريقة غير واقعية. على سبيل المثال، إذا تعهدت بعدم تناول قطعة حلوى مرة أخرى، فقد تنغمس في رغبة شديدة في تناول الحلوى بشكل أسرع مما لو سمحت لنفسك بتناول قطعة من حين إلى آخر. فتقييد نفسك بهذا الالتزام ليس مستداماً، عليك النظر فيما يمكن أن ينتج عنه على المدى البعيد.
لذلك، يوصي المتخصصون بأن تجعل خطة الأكل الجديدة صالحة للالتزام بها مدى الحياة، بأن تجعلها متوازنة حتى لا تشعر بالحرمان. إذا كنت تريد علاجاً من وراء هذه الخطة، فكر في مقدار السعرات الحرارية اليومية الذي تستهلكه (يجب أن تكون خطة مخصصة لصحتك ووزنك أنت)، وتذكر أن كمية صغيرة من السكر المضاف مقبولة، بحيث لا تتجاوز 24 جراماً في اليوم لمعظم النساء، ولا تتجاوز 36 جراماً يومياً لمعظم الرجال، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية.
استبعاد الأطعمة الخطأ
يحذر الخبراء دوماً من تجنب تناول الأطعمة الصحية لأنك ببساطة تفترض أنها مضرة بالصحة. صحيح أنه يجب تجنب الدهون غير المشبعة الصناعية الموجودة في الأطعمة المعلبة وتزيد من نسبة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وتخفض الكوليسترول الجيد، وكذلك الحد من الدهون المشبعة الموجودة في بعض الأطعمة مثل الزبدة واللحوم الحمراء، والبقاء بعيداً عن الأطعمة المصنعة أو المعبأة، التي عادة ما تكون غنية بالملح والسكر والدهون غير المشبعة.. ولكن يجب ألا تتجنب ما يلي:
- الدهون الصحية: بعد جنون الأكل الخالي من الدهون في التسعينيات، لا يزال بعض الناس يعانون رهاب الدهون الغذائي. تحتوي الدهون على سعرات حرارية أكثر في كل جرام مقارنة بالكربوهيدرات والبروتينات، ولكن الدهون غير المشبعة مهمة لصحة القلب والأوعية الدموية. فقد وجد العلماء أنها تخفض الكوليسترول الضار والكوليسترول الكلي عندما تكون بديلاً عن الدهون المشبعة، لذلك يجب أن تتضمن خطتك الغذائية الدهون الصحية من خلال تناول الأفوكادو وزيت الزيتون وزبدة المكسرات والبذور.
- الفاكهة: الفاكهة هي حلويات الطبيعة، تحتوي على السكر ولكن جسمك يتعامل معه بشكل مختلف عن السكر المضاف، وذلك بفضل الألياف الموجودة أيضاً في الفاكهة. كما يجب ألا تنسى أن الفاكهة غنية أيضاً بالفيتامينات ومضادات الأكسدة. فمثلاً، يرتبط تناول التوت على وجه الخصوص بانخفاض الوزن وانخفاض خطر الإصابة بنوبة قلبية.
إبقاء الأطعمة غير الصحية في متناول اليد
من الصعب تجنب الأطعمة غير الصحية إذا ما واصلت وضعها في خزانتك، حتى لو كانت مخصصة لمناسبة خاصة مثلاً أو للضيوف. ويقول الخبراء إن أفضل شيء تفعله هو أن تحيط نفسك بالطعام الصحي فقط، فهذا ما ستأكله عندما تجد نفسك تبحث عن وجبة خفيفة. ولكن إذا اشتريت نصف جالون من الآيس كريم فسوف ينتقل في النهاية إلى معدتك. بدلاً من ذلك، عندما تتوق إلى تناول حلوى لذيذة أو شيء يجب ألا تتناوله كل يوم، اخرج واحصل عليه في حينه ولا تشتريه مسبقاً.
الأكل في الليل
تناول الطعام في الليل لا يؤدي سوى إلى المشاكل. على سبيل المثال، غالباً ما تؤدي عادة تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز إلى الإفراط في تناول الطعام. كما أن الحد من استهلاك السعرات الحرارية خلال النهار وتأجيلها إلى وجبة ليلية هو أمر غير صحيح أيضاً. يؤكد الخبراء أنك بحاجة ماسة إلى سعرات حرارية أثناء النهار لأنك تستهلك طاقة جسمك، وإذا لم تكن تأكل ما يكفي في النهار فقد تكون جائعاً جداً في الليل لدرجة أنك ستتناول طعاماً أكثر من اللازم. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي تناول الطعام قبل النوم إلى الشعور بالحموضة المعوية، مما قد يمنعك من الحصول على نوم جيد ليلاً.
عليك أن تعيد التفكير في توقيت وجباتك، وتوزع السعرات الحرارية على مدار اليوم. إذا كنت جائعاً في الليل، ربما من الجيد تناول وجبة خفيفة (مثل الفاكهة أو حفنة من المكسرات) إذا كانت جزءاً من خطتك الغذائية والصحية وتناسب أهدافك من السعرات الحرارية.
عدم تتبع كمية الطعام التي تتناولها
تظهر بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم أو مراقبة الصوديوم في نظامهم الغذائي، سيحققون نجاحاً أفضل في حالة تتبعهم ما يتناولونه من طعام. فمن خلال هذه المراقبة المستمرة ستتمكن من معرفة ما تضعه في فمك والكمية التي تأكلها. كما يشير الخبراء إلى أن تتبعك لما تتناوله سيوفر لك صورة شاملة تتيح لك معرفة ما ينفعك وما يضرك أو لا يفيدك، وربما ستنتبه إلى أنك تفرط في تناول الطعام في الليل لأنك جائع للغاية.