في عام 2010 اجتاحت حمية الصيام المتقطع العالم كالعاصفة، وساعدت عدداً لا يحصى من الأشخاص على إنقاص وزنهم دون التخلي عن الأطعمة المفضلة لديهم. ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير للدكتورة ميغان راموس التي كشفت في لقاء صحافي مثير عما تتناوله هي شخصياً يومياً وكيف تحافظ على رشاقتها.
نجحت الدكتورة ميغان راموس، أخصائية التغذية في تورنتو، وزميلها الدكتور جيسون فونغ، في إنشاء أول عيادة للصيام المتقطع في أمريكا الشمالية عام 2012، وواصلا نشر إرشاداتهما الخاصة بالصيام المتقطع المستقاة من سنوات تقديم المشورة إلى مرضى السكري والكلى والسمنة. ومنذ ذلك الحين، تزايدت الأبحاث حول الفوائد الصحية للصيام المتقطع على مرضى السكري نوع 2 وحرق الدهون الزائدة في الجسم وإطالة عمر الشخص وتجنب أمراض القلب وحتى الوقاية من اضطراب الإدراك باعتباره أحد أعراض الخرف.
ما هو الصيام المتقطع؟
تتضمن طريقة الصيام المتقطع تناول الطعام في فترة زمنية معينة، عادة حوالي ثماني ساعات، ثم تعقبها فترة صيام أطوال تبلغ حوالي 16 ساعة.
تقدم لنا الدكتورة ميغان راموس، الخبيرة عالمياً في هذه الحمية الغذائية، نصائح مهمة للغاية من خلال سردها لكيفية تطبيقها شخصياً لنظام الصيام المتقطع.
الإفطار
يجد بعض الناس أنه من السهل تخطي وجبة الإفطار، ولكن الدكتورة ميغان لا توافق على ذلك إطلاقاً.
لكسر صيامها الذي واصلته لمدة 14 ساعة، تبدأ قبل الساعة 8 صباحاً بقليل بتناول البيض وقليل من السلمون وبعض حليب الماعز والجوز البرازيلي والأفوكادو. السبب في ذلك هو دمجها للدهون الصحية، الموجودة في المكسرات البرازيلية والأفوكادو، مع أحد المبادئ الأساسية في حمية البحر الأبيض المتوسط التي تركز على تناول الأطعمة الدهنية مثل السلمون الغني بالأوميغا3 وزيت الزيتون، جنباً إلى جنب مع حصص من العناصر الغذائية الكاملة.
ولكن البعض ممن يطبق نظام الصيام المتقطع لا يلتزم بتناول الإفطار، وهذا أمر غير إجباري لأنه حتى الدكتور فونغ، الذي يصوم 16 ساعة في اليوم، يقول إنه لا يتناول الإفطار ويكتفي بالقهوة أو الشاي في الصباح.
الغداء
بعد حرمان ذاتي من الطعام لمدة 16 ساعة، من الشائع أن ينغمس الشخص في اعتقاد خطأ مفاده أن بإمكانه أن يأكل أكثر من اللازم في وجبة الغداء لأنه امتنع عن الطعام لفترة طويلة. ولكن الدكتورة ميغان تشجع هؤلاء الأشخاص على المضي قدماً في خطتهم وعدم الاستسلام لهذه الأهواء.
تتألف وجبة غدائها من عصير مكون من التوت والنباتات الخضراء مع إضافة البروتين ومرق العظام والخبز الخالي من الغلوتين. وحتى وقت قريب كانت تجمع بين وجبتي الإفطار والغداء، فيكون لها يومياً وجبتين بدلاً من ثلاث. لكن لديها سبباً وجيهاً جداً لإضافة وجبة ثالثة، فهي حامل.
تقول الدكتورة ميغان إنها تتبع قاعدة 80:20 المنطقية، التي تتطلب منها أن تأكل وجبة مغذية في 80 بالمئة من الوقت، لكن تسمح لنفسها في التساهل أحياناً، مثل قطعة كيك في حفل استحمام طفلها القادم. وتضيف «لقد تناولت البيتزا بالتأكيد عدة مرات خلال الحمل مع الغثيان الذي كان سيئاً حقاً، لكني تناولت أيضاً الكثير من الأسماك ولحم البقر والبيض والأفوكادو والكثير من الخضار الرائعة، لذلك فإن الأمر يتعلق بإيجاد نهج معقول لتناول الطعام».
العشاء
تبين الدكتورة ميغان أن وجبة عشائها متناسقة إلى حد ما. ففي الآونة الأخيرة، تتضمن وجبة العشاء النشاء، الأرز البني في حالتها، وهو بروتين قليل الدهن من شأنه أن يحفز الشعور بالشبع والرضا، والدجاج والكثير من الخضار، بما في ذلك الخضار والورقية المقلية وملفوف بروكسل، وتؤكد "إضافة إلى أني ملكة ملفوف بروكسل، أتناول أيضاً القرنبيط والفلفل وطبقاً جانبياً من الخضروات الخضراء".
إذ على العكس من الأطعمة المصنعة الملأى بالسكريات والمواد الحافظة، تساعد الأطعمة الكاملة، مثل الخضروات الورقية والحبوب، الجسم على مراقبة مستويات الجوع الداخلية وإرسال إشارة إلى الدماغ بأنه حان وقت الانتهاء من الأكل.
الفوائد العلمية للصيام المتقطع
وفقاً للدكتورة ميغان راموس، تتعدد فوائد الصيام المتقطع لسبب أساسي واحد، وهو أنه يجبر الجسم على أخذ الطاقة التي يحتاجها من مخازن الدهون. فخلال فترة الصيام، بغض النظر عن مدته، يتم قطع إمدادات الجسم من الجلوكوز، الذي مصدره الطعام، فتنخفض مستويات الأنسولين مما يتسبب في توجه الجسم نحو مخازن الدهون فيه للحصول على طاقته التي يحتاج إليها لتشغيل وظائفه.
يقول الدكتور فونغ أنه عندما تأكل يرتفع الأنسولين فيخبر جسمك أن يحتفظ ببعض هذه الطاقة بعيداً، وعندما تنام وعندما تصوم سيطلق الجسم بعض من هذه الطاقة الاحتياطية. وإذا لم تسمح للأنسولين بالهبوط، لأنك تواصل التهام الطعام، فستستمر بتخزين السعرات الحرارية لأنك تخبر جسمك بالاستمرار في تخزينها.
كما يمكن أن يتسبب الصيام المتقطع في ارتفاع هرمونات النمو البشري، مما يساعد الجسم على الحفاظ على العضلات الهزيلة مع التأثير في مخازن الدهون الموجودة.
ويمكن للصيام المتقطع أيضاً أن يحسن صحة القلب من خلال قدرته على تحفيز فقدان الوزن وتنظيم مستوى الأنسولين، بالإضافة إلى تقليل الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وهما عبارة عن دهون تتراكم في الشرايين وتؤدي بمرور الوقت إلى منع تدفق الدم إلى باقي الجسم.
قد يبدو البقاء من دون طعام لفترة طويلة أمراً مستحيلاً بالنسبة للكثيرين، ولكن يشير الخبراء إلى أن البشر ينخرطون في الصيام منذ آلاف السنين. ولنتذكر صيامنا خلال شهر رمضان الفضيل وكيف يمنحنا السعادة والرضا، بجانب الفوائد الصحية التي نقتنصها كل عام.. فلم لا تكون بقية أشهر السنة مثل هذا الشهر المبارك، فعلاً وقولاً وحمية غذائية؟