في يوم صيف حار جداً وأنت تشعر بالعطش الشديد، من الطبيعي أن تهرع لشرب كوب ماء بارد. ولكن ماذا عن طفلك البالغ من العمر مثلاً 3 أشهر؟ فهو بحاجة أيضاً لبعض الماء ليظل جسمه رطباً ويتغلب على الحرارة؟.. نصيحة مهمة للغاية، إذا كان طفلك يبلغ من العمر أقل من 6 أشهر فلا تستعجلي في إعطائه ماء.
يقول خبراء التغذية الخاصة بالأطفال إنه عندما يبلغ طفلك عمر ستة أشهر يمكن أن يحصل على كمية محدودة من الماء. مع ذلك، يصبح الماء ضرورياً للأطفال فقط بمجرد بلوغهم عاماً واحداً من العمر.
دعونا نتعمق أكثر في سبب وجوب التزام الطفل الرضيع بحليب الأم أو الحليب الصناعي خلال الستة الأشهر الأولى من عمره:
متى يكون الماء آمناً لطفلك؟
ليس من الضروري أو الآمن أن يحصل الرضيع بعمر أقل من ستة أشهر على الماء. ففي هذا العمر يحصل الأطفال على كل ما يحتاجون له من ترطيب عن طريق حليب الأم أو الحليب الصناعي.
إذا كنت قلقة بشأن ترطيب جسم طفلك في المناخ الحار، فاعلمي أن حليب الثدي يتكون من 80% من ماء. وعندما يكون الجو حاراً جداً، أو إذا شعرتي بالقلق من أن طفلك لا يحصل على ما يكفي من السوائل، فعليك إطعامه بحليب الثدي أو الحليب الصناعي حسب الطلب، بدلاً من أن تقدمي له الماء، ليس فقط لأن هذا الحليب يحتوي على كمية كبيرة من الماء بل أيضاً لأن فيه الكثير من العناصر الغذائية الحيوية لصغيرك التي لا توجد في الماء.
يعتمد الرضيع عليك في معرفة حجم ما يحصل عليه وأنه قد وصل إلى الكمية المناسبة من التغذية، لذلك إذا أعطيته الماء، أو أي شيء آخر غير حليب الأم أو الحليب الصناعي، فقد يكون من الصعب عليه معرفة فيما إذا كان قد حصل على ما يحتاجه. لذلك فإن منح الرضيع الماء قبل بلوغه ستة أشهر يعتبر أمراً خطيراً لأنه سيمتلئ بالماء بدلاً من حليب الأم أو الحليب الصناعي الذي يحتاجه بشدة من الناحية الغذائية. وإذا ما حصل هذا، فلربما سيصاب بسوء التغذية ومشاكل في إمداده بالغذاء والفطام المبكر غير المقصود. كما أن الماء غير النظيف خطر على صحته حيث يمكن أن يؤدي إلى إصابته بالإسهال أو العدوى.
مخاطر إعطاء الماء للطفل في وقت مبكر جداً
إعطاء الطفل الماء في وقت مبكر جداً ليس ضرورياً ولا آمناً. فقد يؤدي الماء قبل ستة أشهر من العمر إلى إصابته بمجموعة متنوعة من المشاكل.
1- الفطام المبكر
تعمل الرضاعة الطبيعية وفق مبدأ العرض والطلب. إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فسيستمر جسمك في إنتاج حليب الثدي اعتماداً على عدد مرات إرضاع طفلك، أو عدد مرات ضخ حليب الثدي.
إذا أعطيت طفلك الماء بدلاً من إرضاعه، فقد ترسلين إشارة غير مقصودة لجسمك لإفراز كمية أقل من الحليب. وبمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى فطام مبكر غير مقصود.
2- العدوى
لا يكون الماء دائماً نظيفاً بما يكفي للجهاز الهضمي للطفل الرضيع، وقد يسبب التهابات، مما يؤدي إلى مرض الطفل وإلى إصابته بالإسهال.
يعد الإسهال مشكلة لأنه يعرض الطفل لخطر الجفاف. كما أنه يخلص الجسم من العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم أو الحليب الصناعي قبل أن يمتصها جسم الرضيع، مما قد يتسبب في سوء التغذية.
3- سوء التغذية
يحتاج طفلك إلى العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم أو الحليب الصناعي من أجل النمو السليم، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من حياته. لذلك، إعطاء الماء لطفلك في هذا العمر قد يجعله يشرب كميات أقل من حليب الثدي أو الحليب الصناعي، فيمنعه من تناول الكمية المناسبة من الحليب. وهذا يمكن أن يؤدي إلى إصابته بسوء التغذية.
متى وكيف يتم تزويد الرضيع بالماء؟
في عمر 6 أشهر تقريباً، يمكنك البدء في إعطاء رضيعك كميات صغيرة من الماء في كوب صغير مفتوح أو كوب مزود بقشة. وفي هذا العمر، سيتعين عليك مساعدة طفلك في استخدام كوب مفتوح. وعادة ما تساعدينه بإحضار الكوب إلى شفتيه، والعد واحد، ثم اثنين، ثم خفض الكوب.
نعم، قلنا كوباً صغيراً مفتوحاً أو كوباً بقشة، وليس زجاجة أو كوب ارتشاف أو ما يسمى «كوب سيبي»، حيث سيساعدهم هذا على تطوير المهارات الحركية الشفوية المهمة، وسيسمح لهم بالبدء في تعلم كيفية الشرب من كوب صغير مفتوح.
ما هي كمية الماء التي يجب أن تعطيها لطفلك؟
ابتداء من عمر 6 أشهر، يمكن لطفلك أن يبدأ بشرب 4-8 أونصات من الماء يومياً. يجب ألا تتجاوزي هذه الكمية إلا بعد عامهم الأول. ففي الحقيقة، لا يحتاج الطفل الرضيع إلى الماء في البداية، فإن الأمر هنا يتعلق بتعلم استخدام الكوب أكثر من مجرد الحصول على الماء. الهدف الرئيسي هو تعليمه شرب الماء، ويفضل أن يكون ذلك من كوب مفتوح، حتى يتمكن عند الفطام من ترطيب نفسه بشكل مناسب.
عند بلوغه السنة الأولى، يحتاج طفلك إلى شرب 8 إلى 32 أونصات من الماء يومياً. وتختلف الكمية من طفل إلى آخر، ولكن عموماً سيكون البعض راضياً بما يقرب من 8 أونصات، بينما سيشرب البعض الآخر ما يقرب من 32 أونصة.