هناك مثل يقول «تفاحة في اليوم تغنيك عن الطبيب». ولكن هل التفاح مفيد حقاً بالنسبة لك؟ صحيح أن «سنو وايت» أكلت تفاحة مسمومة ودخلت في غيبوبة، ولكنها بطبيعة الحال قصة خيالية، لأن التفاح هو أحد أكثر الفواكه اللذيذة والصحية التي يمكنك تناولها.
يقول الخبراء إن التفاح من بين أكثر الفواكه شيوعاً على الموائد، لأنه من السهل تناوله أثناء التنقل، كما أن مذاقه رائع. ولكن ما لا يعرفه معظم الناس هو أن تناول التفاح بانتظام مع مرور الوقت يمكن أن يعزز كثيراً الصحة.
لماذا التفاح مفيد للصحة؟
يحتوي التفاح على حوالي 60 سعرة حرارية فقط، مما يمنحك الكثير من القيمة الغذائية مقابل السعرات الحرارية. يمكنك الحصول على أكبر قدر من الفوائد الصحية من التفاح عندما تأكله كاملاً، نيئاً وغير مقشر. العصير وعصير التفاح وصلصة التفاح ليست صحية لأن طهي التفاح وتجهيزه يزيل العناصر الغذائية القيمة.
تختلف العناصر الغذائية الموجودة في التفاح قليلاً، حسب النوع الذي تتناوله. قد يكون التفاح الأحمر اللذيذ هو أكثر أنواع التفاح الصحي. تحتوي بشرته الداكنة والحمراء على المزيد من مضادات الأكسدة (المواد التي تحمي الخلايا من التلف). ولكن جميع أنواع التفاح محملة بالعناصر الغذائية التي تشمل:
- مضادات الأكسدة: قشور التفاح غنية بمضادات الأكسدة وأبرزها الكيرسيتين. هذه العناصر الغذائية موجودة في الأطعمة ذات الصبغة العالية (الملونة)، بما في ذلك الحمضيات والتوت والشاي الأخضر والنبيذ الأحمر.
- الألياف: يعتبر التفاح مصدراً جيداً للألياف التي تساعد على الهضم.
- الماء: التفاح مكون من حوالي 85% من الماء، مما يجعله وجبة خفيفة مرطبة.
الفوائد الصحية للتفاح
مزيج مضادات الأكسدة والألياف يجعل التفاح قوة غذائية.. ونستعرض فيما يلي بعض الفوائد الكبيرة للتفاح:
يعزز استقرار نسبة السكر في الدم
عندما تتناول الأطعمة السكرية والمعالجة، مثل الكعك، فإن كمية الجلوكوز (السكر) في الدم ترتفع. ولكن عندما تتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف ونسبة منخفضة من السكر، مثل التفاح، فإن ذلك يحافظ على ثبات مستويات الجلوكوز لديك.
من المعلوم أنه مع مرور الوقت يمكن أن تؤدي مستويات الجلوكوز المرتفعة إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهي حالة مزمنة تؤثر في صحة الشخص عموماً. ومن الأخبار الجيدة لمحبي التفاح ما وجدته دراسة أجريت على أكثر من 38000 شخص حيث تبين أن أولئك الذين تناولوا أكثر من تفاحة واحدة يومياً كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 28% مقارنة بأولئك الذين لم يأكلوا أي تفاح.
يخفض نسبة الكوليسترول
يعد ارتفاع نسبة الكوليسترول عامل خطر رئيسياً للإصابة بأمراض القلب، لأنه يسد الشرايين مما يحد من تدفق الدم إلى قلبك. لكن مضادات الأكسدة والألياف الموجودة في التفاح هي مزيج رائع للمساعدة في خفض هذا الخطر. نوع الألياف التي نجدها هنا هو البكتين، الذي يرتبط بالكوليسترول في الجهاز الهضمي ويطرده.
الفوائد المحتملة من مضادات الأكسدة والألياف الموجودة في التفاح:
- مضادات الأكسدة قد تحمي البنكرياس من التلف. ينتج البنكرياس الأنسولين لإزالة الجلوكوز من الدم.
- تعمل الألياف على إبطاء امتصاص الجلوكوز في مجرى الدم.
أظهرت دراسات متعددة أجريت على أشخاص يعانون ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم أن تناول عدد قليل من التفاح يومياً يمكن أن يقلل مستويات الكوليسترول الإجمالية بحوالي 5% إلى 8%. وإذا لم تكن قادراً على تناول هذا القدر من التفاح يومياً، فجرب أن تأكل حصة يومية مكونة من 3 أونصات من التفاح المجفف (بدون إضافة سكر)، حيث انخفض إجمالي نسبة الكوليسترول لدى المشاركين في إحدى الدراسات بنسبة 13% في غضون ستة أشهر بعد تناول هذه الكمية.
يخفض ضغط الدم
عندما تعاني ارتفاعاً في ضغط الدم، فإن قوة الدم المتدفقة عبر الأوعية الدموية يمكن أن تلحق الضرر بهذه الأوردة، لذلك فإن ارتفاع ضغط الدم عامل رئيسي للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية. اتباع نظام غذائي صحي هو أحد السبل للوقاية من ارتفاع ضغط الدم وإدارته.
وجدت دراسة أسترالية صغيرة أن تناول التفاح يساعد في خفض ضغط الدم. وخرجت نتائج مختلطة من أبحاث أخرى، لكن الباحثين يتفقون عموماً على أن مضادات الأكسدة الموجودة في قشور التفاح تساعد على تدفق الدم بسلاسة. وقد تلعب الألياف الموجودة في التفاح دوراً أيضاً.
يخفف الالتهاب
الالتهاب هو إحدى الطرق التي تقاوم بها أجسامنا العدوى وتشفي الأنسجة التالفة. لكن يجب ألا يستمر الالتهاب لفترة طويلة، حيث يسبب الالتهاب المستمر طويل الأمد (المزمن) الضرر.
يحتوي التفاح على مواد مضادة للالتهابات، وخاصة الألياف والكيرسيتين، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تقلل الالتهاب، خاصة في الجهاز التنفسي. وفقاً لدراسات متعددة، فإن تناول التفاح يخفض بروتينات سي التفاعلية في الدم، وهي علامة على تحسن الالتهاب المزمن.
بالإضافة إلى ذلك، تشير دراسة أجريت على 1600 شاب إلى أن تناول التفاح والكمثرى قد يحمي من الإصابة بالربو. وتشير أبحاث أخرى أيضاً إلى تحسن وظائف الرئة لدى الأشخاص الذين يتناولون التفاح.
يعزز «الميكروبيوم» الخاص بك
جسمك هو أرض العجائب للعديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائك وعلى بشرتك. بعضها مفيد، والبعض الآخر ضار. يساعد التفاح في كلا النوعين:
- الكيرسيتين: يمنع تلك الميكروبات الضارة من النمو في أمعائك.
- والبكتين بمثابة البريبيوتيك (غذاء للكائنات الحية الدقيقة المفيدة)، ومعزز لصحة الأمعاء.
يخمد الجوع لفترة أطول
نظراً لأن التفاح يحتوي على نسبة عالية من الماء والألياف، فإنه يعد وجبة خفيفة مشبعة. إذ تساعد الألياف على إبطاء عملية الهضم، لذلك تشعر بالشبع لفترة أطول. وبما أن التفاح منخفض السعرات الحرارية، فإن اختيار وجبة خفيفة صحية مثل التفاح بدلاً من الوجبات الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل البسكويت أو الحلوى، يمكن أن يساعدك في الحفاظ على وزن صحي.
يساعدك على العيش لفترة أطول
تقول إحدى الدراسات، إذا تناولت تفاحة يومياً فقد تعيش لفترة أطول. اكتشف الباحثون أن المشاركين الذين كانوا يتناولون تفاحة يومياً كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 35% عند متابعتهم بعد 15 عاماً.
إن إضافة التفاح إلى نظامك الغذائي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السرطان، وهما السببان الرئيسيان للوفاة في العديد من دول العالم. وفي هذا السياق، أجريت دراسة على ما يقرب من 40 ألف شخص، ووجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا التفاح أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 13% إلى 22% من أولئك الذين لم يتناولوا هذه الفاكهة.
قد يساعد التفاح أيضاً في الوقاية من السرطان. إذ تشير الأبحاث إلى أن الذين يتناولون التفاح هم أقل عرضة للإصابة بهذا المرض. ولكن كم عدد التفاحات التي تحتاج إلى تناولها لتقليل المخاطر؟ وجدت إحدى الدراسات الكبيرة التي أجريت على 77000 شخص أن أولئك الذين تناولوا تفاحة واحدة على الأقل يومياً كان لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان الرئة.
التفاح.. صحي وغير مكلف ومتوفر
يوجد التفاح في كل سوبر ماركت وأسواق المزارعين تقريباً. يمكنك وضعه في صناديق الغداء، وأخذه معك عند الخروج للنزهة. قد لا يكون ذا مظهر فاخر أو ثمين، مثل التوت أو العنب أو الكيوي، ولكنه أقل تكلفة ويسهل العثور عليه. تناول الحبة كاملة أو استمتع بالعديد من وصفات التفاح الطازجة والمبتكرة. حاول إضافتها إلى دقيق الشوفان أو أضف بعضها إلى السلطة لمنحها دفعة غذائية إضافية.