يشكو البعض من صعوبة النوم والأرق، فيحاول اللجوء إلى الحبوب المنوّمة ظناً منه أنه أسهل حلّ كي يغطّ في النوم. ولكن، ما لا يعرفه، أن الحبوب المنوّمة لها آثار جانبية محتملة، يمكن أن تكون في بعض الأحيان خطرة.
عندما تكافح من أجل الحصول على الراحة في وقت النوم، قد تبدو أدوات المساعدة على النوم الموصوفة طبياً كأنها الحل الأمثل.. ما عليك سوى تناول حبة دواء والنوم.
وعلى الرغم من أن الحبوب المنومة لها بعض الاستخدامات المشروعة، إلا أنها تأتي مصحوبة بقائمة طويلة من المخاطر والآثار الجانبية الكبيرة التي يجب أن يكون الناس على دراية بها. هذا ما يؤكده الكثير من الخبراء والأطباء المتخصصين.
فإذا كنت تواجه ضغوطاً كبيرة في الحياة، مثل فقدان الوظيفة، أو مشاكل في العمل، أو الطلاق، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، ما يبقيك مستيقظاً في الليل، فقد يصف لك طبيبك حبوباً منومة، لمدة أسبوع أو أسبوعين، لمساعدتك في الحصول على الراحة التي تحتاج إليها بشدة في ذلك الوقت. ولكن، وهذا هو المهم جداً في الأمر الذي يغفل عنه الكثيرون، هذه الحبوب المنومة هي علاج مؤقت، فهي بمثابة جسر، أو شيء يساعد في كسر النمط الذي تعانيه «مؤقتاً»، ومساعدتك على العودة إلى المسار الصحيح. ويمكن أن يتناولها البعض للمساعدة في علاج الأرق، أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، أو أي مشكلة مؤقتة أخرى تجعله مستيقظاً في الليل، وفقاً للأطباء.
قبل أن تلجأ إلى الأدوية التي تساعدك على النوم، اقرأ عن المخاطر التالية المرتبطة بالحبوب المنومة:
1- سهولة التعود على حبوب النوم
يبيّن الأطباء أنه عندما تتناول الحبوب المنومة الموصوفة طبياً، لفترة طويلة من الزمن، يعتاد جسمك عليها، وبعدما تعتاد عليها، ستحتاج إلى جرعات أعلى وأعلى، للحصول على نفس التأثير المحفز للنوم.
لذلك يحذر الخبراء: لا ينبغي استخدام أدوية النوم على المدى الطويل. يجب تناولها على أساس «حسب الحاجة». كما لا ينبغي عليك تناول الحبوب المنومة لمدة تزيد على أسبوعين، على الأكثر، فهي تهدف إلى مساعدتك على استعادة نمط النوم الطبيعي. فإذا كنت تواجه مشكلة في النوم في وقت النوم المطلوب، على سبيل المثال، فيمكن أن تتناول حبة منومة لمساعدتك على التكيف مع جدول وقت نومك. وبعد ذلك يجب عليك التوقف عن تناولها.
2- صعوبة التوقف عن تناول الحبوب المنومة
هناك سبب وجيه لعدم وصف الأطباء للحبوب المنومة لأكثر من أسبوعين: إذا التزمت بها، فقد تصبح معتمداً عليها بشكل مفرط، لمساعدتك على النوم، وبمجرد نفاد الوصفة الطبية الخاصة بك، قد يعود الأرق بشكل أسوأ من ذي قبل.
وإذا كنت تعتمد بشكل كبير على الحبوب المنومة، فقد تضطر إلى استشارة الطبيب للتقليل التدريجي من تناولها، وخفض جرعتك بنسب تراوح بين 15 إلى 25 في المئة، حتى يتكيف جسمك تدريجياً مع تناول كميات أقل وأقل من الدواء..
وفي بعض الأحيان تتم إحالة بعض المرضى إلى طبيب نفساني لمعالجة المشكلات الأساسية المرتبطة بالأرق، أو قد يوصلك طبيبك بأخصائي النوم لمساعدتك في التعرف إلى الطريقة الصحيحة للنوم، وتحسين روتين وقت النوم. فقد يكون الأمر مخيفاً حقاً، إذا قضيت شهوراً، أو سنوات، تعتمد بشكل أساسي على الدواء كي تنام.
كما يشير الأطباء إلى أن الأشخاص الذين يتوقفون فجأة عن تناول الحبوب المنومة بعد تناولها بانتظام يواجهون أعراض الانسحاب أيضاً. ويمكن أن تشمل هذه الأعراض الأرق، والقلق، والارتعاش، والغثيان. ويحذر الأطباء من أن هذه الآثار الجانبية المؤلمة قد تؤدي إلى «حلقة مفرغة»، حيث يعود العديد من الأشخاص إلى الحبوب المنومة لمجرد الحصول على راحة من أعراض الانسحاب.
3- مشكلة في التنفس بسبب الحبوب المنومة
عندما يتعلق الأمر بالحبوب المنومة، من الضروري الانتباه إلى الجرعة. ولهذا السبب، يجب عليك الابتعاد عن الأدوية الأخرى التي تجعلك تشعر بالنعاس في المساء عند تناول الحبوب المنومة، وهذا يشمل مضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق التي قد يكون لها تأثير مهدئ. فالجمع بين نوعين، أو أكثر، من الأدوية التي تثبط الجهاز العصبي المركزي يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ التنفس، وحتى الموت.
وإذا كنت تتناول أدوية أخرى لعلاج حالة طبية، فاستشر طبيبك قبل إضافة الحبوب المنومة إلى المزيج.
كما يجب عليك أيضاً التحدث مع طبيبك قبل تناول أي أدوية تساعد على النوم، إذا كنت تعاني أمراضاً رئوية مزمنة، مثل الربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، لأن هذه الأدوية يمكن أن تزيد من إبطاء تنفسك.
4- نعاس ودوار وارتباك بسبب الحبوب المنومة
الحبوب المنومة، بشكل عام، تجعل الناس يشعرون بالنعاس، والدوار، وأقلّ حدة ذهنياً في الصباح التالي. وتكون هذه الأعراض حادة بشكل خاص إذا لم تمنح نفسك فترة راحة مدتها ثماني ساعات للنوم، بعيداً عن آثار الدواء، أو إذا انتهى بك الأمر بتناول جرعة أخرى في منتصف الليل.
في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، أشار بحث إلى أن نحو 40% من الأمريكيين الذين يتناولون أدوية النوم التي لا تستلزم وصفة طبية، قالوا إنهم شعروا بالارتباك أو النعاس في صباح اليوم التالي، مع شعور 32% آخرين ممن يتناولون أدوية مساعدة على النوم بوصفة طبية، بهذه الأعراض. كما عانوا الإمساك، وجفاف الفم، وصعوبة التبول.
ولمواجهة ذلك، يوصي الأطباء بالالتزام بالوصفة الطبية الموصى بها، وتجنب تناول جرعة ثانية. تأكد من تخصيص ما لا يقل عن ثماني ساعات من الراحة للنوم، ما يمنح جسمك وقتاً للتخلص من آثار الدواء بحلول الصباح.
5- سلوكات خطأ ناجمة عن تناول الحبوب المنومة
من المشي أثناء النوم، إلى فقدان الذاكرة، فإن الحبوب المنومة تعرضك لخطر أكبر للحوادث الناجمة عن السلوك غير المنتظم.
ويشير الخبراء إلى أن أكثر أنواع الباراسومنيا شيوعاً، اضطراب النوم المرضي الذي يسمى أيضا «الخطل النومي»، ويشمل المشي أثناء النوم، والتحدث أثناء النوم، وتناول الطعام أثناء النوم، والقيادة أثناء النوم، وتكون أكثر شيوعاً مع زيادة الجرعة، لذلك من المهم تناول الدواء تماماً كما هو موصوف.
انظر إلى نوع الحبوب المنومة التي يتم وصفها لك، فهناك أدوية تأتي مع آثار جانبية، مثل الخدر في اليوم التالي، والدوخة، والدوار، ومشاكل في الذاكرة، في حين أن مضادات الأوركسين يمكنها أن تسبب آثاراً جانبية، مثل الأحلام غير الطبيعية، أو النعاس المفرط أثناء النهار.
وفي بعض الحالات، عندما تستيقظ لن تتذكر حتى نوبة سلوكك غير المنتظم، لأن الحبوب المنومة تثبط الدماغ، ما يحدّ من تفكيرك وذاكرتك. الأمر يشبه التخدير، وخروجك من الجراحة. لذلك أنت لا تشعر بالانزعاج، أو الاستيقاظ أثناء الليل.
6- الحبوب المنومة واحتمالية السقوط
كبار السن الذين يستخدمون الحبوب المنومة كل ليلة، يكونون أكثر عرضة لخطر السقوط، ومواجهة الإصابات، مثل كسر الوركين أو الصدمات والكدمات. صحيح أن هذا يشكل مصدر قلق كبير لكبار السن الذين يجب عليهم الحذر منه، لكن الشباب أيضاً معرّضون لخطر السقوط في منتصف الليل، أو في الصباح الباكر. ويشعر الجميع بالنعاس حقاً في منتصف الليل، ويزداد هذا الأمر عند تناول الحبوب المنومة. وإذا كنت تستيقظ للذهاب إلى الحمام، فمن الممكن أن تتعثر وتسقط وتؤذي نفسك.
اقرأ أيضاً:
- هذه الأطعمة والمشروبات ستساعدك على النوم
- هل تؤثر قلة النوم في الحياة الزوجية؟