يمكن أن يكون الحمل وقتاً ممتعاً وسعيداً للغاية للحامل التي تنتظر مولودها بفارغ الصبر، ولكنه أيضاً الوقت الذي تطرح فيه المرأة الكثير من الأسئلة، وأبرز سؤال عند القلق «هل هذا طبيعي؟»، حيث يواجه جسد الحامل مجموعة متنوعة من التغييرات.
وعلى الرغم من أن «المشيمة الضعيفة» ليست مصطلحاً طبيّاً رسمياً، إلا أنه يستخدم للإشارة إلى حالة تسمى قصور المشيمة.
في البداية.. ما هي المشيمة؟
المشيمة هي عضو ينمو في رحم المرأة أثناء الحمل، يوفر الأوكسجين والمواد المغذية للطفل الذي ينمو، بينما يقوم أيضا بإزالة الفضلات من دم الطفل.
تلتصق المشيمة بجدار الرحم وتتصل بالطفل عبر الحبل السري، فهي تسمح للدم بالتدفق من الأم إلى الطفل، والعودة مرة أخرى، وعلى الرغم من أن دم الأم ودم الطفل يتم ترشيحهما عبر المشيمة، إلا أنهما لا يختلطان أبداً.
تلعب المشيمة دوراً حاسماً أثناء الحمل، حيث تربط الأم بالطفل بشكل أساسي، وتسدّ الفجوة بين الاثنين، من أجل نموّ وتطوّر صحي.
ويقدّر الأطباء أن المشيمة تزن 1-2 رطل عند الولادة. ويتم إخراجها بعد الطفل أثناء المخاض، عادة بعد 5 إلى 30 دقيقة من ولادته.
وهناك عوامل عدة يمكن أن تؤثر في صحة المشيمة، بما في ذلك:
- عمر الأم
- ضغط الدم المرتفع
- الحمل بتوأمين أو توائم
- اضطرابات تخثر الدم
- جراحة سابقة في الرحم أو مشاكل في المشيمة
- صدمة في البطن أثناء الحمل
ما هي حالة قصور المشيمة؟
يُعد قصور المشيمة من المضاعفات غير الشائعة إلى حد ما، ولكنه خطر ويمكن أن يحدث أثناء الحمل. يُطلق عليه أيضاً خلل المشيمة، أو يُشار إليه أحيانا باسم «المشيمة الضعيفة»، وهو مشكلة يمكن أن تحدث عندما لا تتشكل المشيمة بشكل صحيح، أو تتضرر أثناء الحمل.
ويمكن معرفة قصور المشيمة عندما ينخفض إمداد الأم بالدم، ويمكن أن يحدث أيضاً عندما لا يزداد الدم الذي تمده الأم بشكل كافٍ خلال فترة الحمل.
عندما لا تعمل المشيمة بشكل صحيح، لا يتلقى الطفل ما يكفي من الأوكسجين، أو العناصر الغذائية من مجرى دم الأم، الأمر الذي قد يمنع النمو الصحي للجنين. وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والعيوب الخلقية، أو ولادة جنين ميت.
إضافة إلى ذلك، فإن قصور المشيمة يزيد من خطر حدوث مضاعفات للأم، ولهذا السبب يُعد التشخيص المبكر أمراً بالغ الأهمية.
ما الذي يسبب قصور المشيمة؟
نحن نعلم أن قصور المشيمة يرتبط بمشاكل في تدفق الدم، ولكن يمكن أن يكون السبب مجموعة متنوعة من المحفزات المحتملة. يمكن أن تؤدي اضطرابات الدم والأوعية الدموية لدى الأم إلى قصور المشيمة، لكن الأدوية وخيارات نمط الحياة من الأسباب المحتملة أيضاً.
والحالات الأكثر شيوعاً المرتبطة بقصور المشيمة هي:
- السكّري
- ضغط الدم المرتفع
- فقر الدم
- الأدوية، مثل مميّعات الدم
- التدخين وتعاطي المخدرات
من المهم ملاحظة أن قصور المشيمة قد يحدث أيضاً إذا لم تلتصق المشيمة بشكل صحيح بجدار الرحم، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أو إذا تسببت صدمة، أو حالة أخرى بانفصال المشيمة عن جدار الرحم في وقت مبكر جداً، ويُعرف هذا باسم انفصال المشيمة.
ما هي أعراض قصور المشيمة؟
لا توجد أعراض فورية على الأم نتيجة لقصور المشيمة. ومع ذلك، لأن هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض نمو الجنين، قد تلاحظ النساء أن بطونهن، تبدو، أو يشعرن بأنها صغيرة قياساً بعمر الحمل، أو قد يعانين من انخفاض، أو قلّة حركة الجنين. كما قد يحدث نزيف مهبلي، أو تقلصات إذا انفصلت المشيمة.
يجب عليك استشارة طبيبتك إذا كان لديك أي مخاوف، أو أسئلة، أو إذا كنت تعانين من أي من الأعراض التالية أثناء الحمل:
- نزيف مهبلي
- وجع البطن
- آلام شديدة في الظهر
- تقلصات الرحم
كيف يتم تشخيص قصور المشيمة؟
يعد الحصول على الرعاية المناسبة قبل الولادة عنصراً حاسماً لسلامة وصحة الحمل، والتشخيص المبكر للمضاعفات المرتبطة بالحمل، مثل قصور المشيمة.
من الصعب تشخيص قصور المشيمة، ولكن يمكن الاشتباه بها عن طريق الموجات فوق الصوتية، من خلال مراقبة نمو الطفل، أو إذا كانت هناك تشوهات تظهر في اختبار عدم الإجهاد للجنين.
في حين لا يمكن علاج قصور المشيمة، إلا أنه يمكن التعامل معه والسيطرة عليه، ولهذا السبب تعتبر الرعاية الروتينية السابقة للولادة في غاية الأهمية.
ولا يمكن منع معظم المشاكل التي تؤثر في المشيمة بشكل مباشر، ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتعزيز حمل أكثر صحياً، ونتائج أفضل للأم والطفل. أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها كأم، هو الحصول على الرعاية مبكراً مع طبيبة أمراض النساء والتوليد الموثوق بها، والتي يمكنها مراقبة صحتك، وصحة طفلك الذي ينمو طوال فترة الحمل، والولادة بأكملها.
اقرئي أيضاً:
- نصائح وتحذيرات للمرأة الحامل عند قيادة السيارة
- الاحتياجات الغذائية للمرأة الحامل