16 مايو 2024

ما هو "حصان تشارلي"؟ وما هي أعراضه وعلاجه والوقاية منه؟

محررة ومترجمة متعاونة

ما هو

«حصان تشارلي» مصطلح مستخدم لوصف حالة تشنج العضلات المؤلم، واللاإرادي. يمكن أن يحدث في أيّ عضلة في الجسم، لكنه عادة ما يصيب عضلة الساق. ومن المرجح أن تحدث لك هذه الحالة أثناء نومك، أو خلال ممارسة الرياضة.

يحدث هذا التشنج القوي، «حصان تشارلي»، فجأة، ويمكن أن يستمر في أي موضع عضلة من بضع ثوانٍ، إلى عدة دقائق عدّة. وعادة ما يختفي التشنج من تلقاء نفسه، لذلك لا تحتاج إلى علاج. ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتجعل العضلة تشعر بالتحسّن، وتمنع حدوث حالة «حصان تشارلي» في المستقبل.

أعراض حالة «حصان تشارلي»

عندما يداهم هذا التشنج واحدة من عضلات جسمك، فإنه يمكن أن يسبب لك ألماً مفاجئاً، وشديداً. ستشعر بأن العضلة مشدودة للغاية، كما لو كانت معقودة، وإذا لمست العضلة، فقد تشعر بصلابة. وفي بعض الأحيان، قد تبدو العضلة المصابة مشوّهة، أو تراها ترتعش.

يؤثر هذا التشنج القوي، أغلب الأحيان، في عضلات الساق، وعادة ما يكون في ربلة الساق. ويمكن للألم الناجم عن «حصان تشارلي» أن يختفي ويعود مرات عدّة، قبل أن يتوقف أخيراً. ولكن قد تظل تشعر بألم في عضلاتك لأيام، حتى بعد التخلص من هذا التشنج.

ما هو

ما الذي يسبب «حصان تشارلي»؟

تحدث حالة «حصان تشارلي» عندما تنقبض عضلاتك فجأة بشكل لاإرادي، بحيث لا تسيطر عليها، ولا تتمكن من جعلها تسترخي. يمكن أن يكون ذلك ناجماً عن أسباب عدّة:

  • أحد الأسباب الشائعة لـ«حصان تشارلي» هو الإفراط في استخدام العضلة المصابة، أو إصابتها، وعادة بسبب ممارسة الرياضة.
  • تحدث أيضاً بشكل شائع إذا كنت تعاني الجفاف، بخاصة إذا كنت تمارس الرياضة في ظروف جافة.
  • ويمكن أن تحدث تشنجات العضلات أيضاً عندما تكون نسبة الشوارد الأساسية في جسمك، مثل البوتاسيوم والكالسيوم، منخفضة.
  • يمكن أن تكون كذلك بسبب مشاكل عصبية، حيث يؤدي القرص المنفتق إلى تهيج أعصاب العمود الفقري، ما يسبب الألم والتشنجات في عضلات الظهر.
  • يمكن أن يسبب التوتر أيضاً تشنجاً في عضلات رقبتك.

ما هو

من هم الأكثر احتمالاً للإصابة بـ«حصان تشارلي»؟

  • الرياضيون هم الأكثر تعرضاً لمخاطر الإصابة بهذا التشنج الشديد. وينطبق هذا، بشكل خاص، على الرياضيين في فترة ما قبل موسم المنافسات، لأن أجسامهم ليست معتادة على النشاط، وبالتالي يمكن أن يشعروا بالإرهاق.
  • كما أن المشاركين في رياضة التحمّل، مثل أولئك الذين يشاركون في الترياتلون والماراثون، هم أيضاً بين الأكثر عرضة للإصابة بالتشنج.
  • كبار السّن كذلك هم أيضاً من بين الأكثر عرضة للإصابة بحالة «حصان تشارلي». إذ يبدأ البالغون بفقدان العضلات بشكل طبيعي في منتصف الأربعينيات من عمرهم، ويمكن أن يتفاقم فقدان العضلات في حالة عدم ممارسة نشاط منتظم. ويمكن أن يؤدي هذا التغيير في العضلات إلى مزيد من التشنج عندما تصل إلى الستينيات من العمر. كما أن كبار السّن يشعرون بالعطش أقل من البقية، وبالتالي قد لا يشربون الكثير من السوائل، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، ومن ثم حدوث التشنج.
  • قد يكون الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن، أو الحوامل، بين الأكثر عرضة أيضاً للمعاناة من هذا التشنج.
  • وكذلك الأشخاص الذين يخضعون لغسل الكلى.
  • وقد تجعلك بعض الحالات، مثل الألم العضلي الليفي، أكثر عرضة للتشنج.

كيف تتخلص من ألم «حصان تشارلي»؟

في حين أن هذا التشنج يمكن أن يكون مؤلماً للغاية، إلا أنه عادة ما يختفي وحده خلال 10 دقائق، أو أقل. وهناك أشياء يمكنك تجربتها للمساعدة على الشعور بألم أقل:

  • إذا كنت تمارس الرياضة، بإمكانك ربما إيقاف التشنج عن طريق إيقاف نشاطك، وبدلاً من ذلك تمدّد وابدأ بتدليك العضلة المصابة.
  • يمكنك أيضاً تجربة وضع كيس دافئ على عضلتك المشدودة. وبمجرد أن يهدأ الألم الفوري، يمكنك استبدالها بكيس، أو أي شيء بارد لتهدئة العضلة المؤلمة.
  • إذا كنت لا تزال تشعر بعدم الراحة بعد التسخين والتبريد، فكّر في تناول دواء مضاد للالتهابات غير الستيرويدية مثل أدفيل (إيبوبروفين).
  • إضافة إلى ذلك، قد تكون قادراً على المساعدة في تخفيف ألم العضلة المتشنجة عن طريق إعادة ترطيب جسمك بالماء. وإذا كنت تعاني التقلصات بسبب نقص المعادن، مثل الإلكتروليتات، فهناك مشروبات يمكن أن تساعدك على تجديد طاقتك.
  • يمكنك أيضاً العثور على المساعدة المرجوّة في شرب الحليب، أو تناول بعض الأطعمة، مثل الزبادي، أو الموز، أو العدس، أو السبانخ.

كيف تمنع الإصابة بـ«حصان تشارلي»؟

قد تكون قادراً على الحيلولة دون الوقوع فريسة لهذا التشنج المؤلم، من خلال خطوات سهلة وبسيطة:

  • تأكد من الحفاظ على رطوبة جسمك بشكل صحيح، خاصة أثناء ممارسة الرياضة.
  • يمكنك أيضاً استهلاك المزيد من البوتاسيوم، مثل تناول المزيد من الموز، أو عصير البرتقال.
  • دمج تمارين تمديد العضلات في روتينك اليومي، لاسيما قبل التمرين. إذا كنت تصاب على الأغلب بهذا التشنج في الليل، فاحرص على تمديد عضلاتك قبل النوم.
  • إذا كنت تعتقد أنك تعاني التشنجات لأن تمارينك مكثفة بعض الشيء، فحاول تعديل تمرينك بحيث تتمرن بمستوى أكثر راحة.
  • إذا كانت هناك حالة طبية تسبب لك التشنجات، فإن علاج الحالة يمكن أن يمنع حدوث ذلك.
  • هناك أيضاً أدوية متاحة يمكن أن تساعد على منع التشنجات، لكن فعاليتها تختلف، ويمكن أن تسبب آثاراً جانبية، لذلك سيتعين عليك استشارة الطبيب.

ما هو

متى تستدعي حالة «حصان تشارلي» رؤية الطبيب؟

«حصان تشارلي» هو تشنج شائع، ومن المألوف أن يكون مؤلماً.. ولكن عليك رؤية الطبيب إذا كنت تعاني:

  • ألماً شديداً للغاية
  • ضعفاً في العضلات
  • تورماً، أو احمراراً، أو دفئاً في المنطقة
  • تشنجات متكررة
  • تشنجاً مستمراً حتى بعد تجربة أساليب الوقاية
  • تشنجاً يبدو غير مرتبط بالجفاف، أو ممارسة التمارين الرياضية المكثفة
  • تشنجاً عضلياً لا يتوقف، بل ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم

سبب تسمية التشنج بـ «حصان تشارلي»

ظهر هذا المصطلح لأول مرة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، من رياضة البيسبول الأمريكية. تشير إحدى القصص إلى أن المصطلح تم استخدامه لأول مرة لوصف حصان أعرج يُدعى تشارلي كان يتولى سحب الأسطوانة في ملعب وايت سوكس، في شيكاغو. أما النظرية الثانية التي تتحدث عن أصل التسمية فتعطي الفضل في ذلك إلى لاعب بيسبول في ثمانينيات القرن التاسع عشر يُدعى تشارلي رادبورن، المعروف أيضاً باسم أولد هوس، الذي عانى تشنجاً عضلياً أثناء مباراة بيسبول. لا يمكن إثبات أي من القصتين، وضاع الأصل الحقيق لمصطلح «حصان تشارلي» في غياهب الزمن، ولكنها تظل حالة مثبتة.

مراجعة سريعة

«حصان تشارلي» هو تشنج عضلي مفاجئ، ومؤلم، ولاإرادي. وعلى الرغم من أن هذا يحدث عادة في ساقك، بخاصة في ربلة الساق، إلا أنه من الممكن أن تصاب به في أي عضلة بالجسم. ويمكن أن يحدث التشنج في أي وقت من اليوم، ولكنه يرتبط أكثر بالبقاء في السرير، وممارسة الرياضة. وغالباً ما يكون السبب إجهاداً، أو إصابة عضلاتك، أو إذا كنت تعاني الجفاف.

لا يكون التشنج عادةً أمراً مثيراً للقلق، فهو يختفي من تلقاء نفسه خلال ثوانٍ، إلى بضع دقائق. هناك خطوات علاجية يمكنك اتخاذها، مثل تدليك العضلات، وتدفئتها، وتبريدها، لجعلك تشعر بالتحسن. يمكنك أيضاً منع هذا التشنج من خلال معالجة عوامل نمط الحياة البسيطة المتعلقة بعاداتك الرياضية، وترطيب جسمك.

إذا ما كانت هذه التشنجات تداهمك كثيراً، أو تستمر حتى بعد اتخاذ الإجراءات الوقائية، عليك مراجعة الطبيب لتحديد ما إذا كانت هناك حالة صحية مرتبطة بها.