في ظل انتشار العديد من الفيروسات التي تتشابه أعراضها مع أعراض فيروس حمّى الضنك، ربما يعيش البعض حالة من خوف الإصابة بهذا المرض. فما هي حمّى الضنك؟ وما هي أعراضها؟ وما هي سبل الوقاية من الإصابة منها؟.. أسئلة تجيبنا عنها الدكتورة زينب الجّمالي، طبيب عام - مستشفى الإمارات التخصصي في مدينة دبي الطبية، وعضو الكلية البريطانية للطب الباطني.
تُعرّف د. الجّمالي حمّى الضنك على أنه «مرض فيروسي يشبه في أعراضه فيروس الإنفلونزا، ينتقل للإنسان عن طريق لدغات البعوض، مسبباً أعراضاً، ومضاعفات خطرة في بعض الحالات، بخاصة الأطفال، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة. وغالباً ما تعد المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وشرق آسيا الأماكن الأكثر شيوعاً لانتشار الفيروس، لكن التغيّر المناخي المتسارع الذي يشهده العالم، وارتفاع درجات الحرارة، تسبب بانتشار البعوض الناقل للفيروس في مناطق أخرى لم يعهد وجوده فيها سابقاً».
كيف يمكن تشخيص الإصابة بحمّى الضنك وما هي الأعراض الشائعة؟
تتشابه أعراض حمّى الضنك مع غيره من الفيروسات إلى حدٍ يجعل من مهمة تشخيصه صعبة، وغالباً ما تبدأ الأعراض بالظهور بعد مرور فترة الحضانة التي تمتد من خمسة أيام، وحتى 14 يوماً، وتكون على ثلاث مراحل مختلفة، هي:
- فترة الحمّى، يعاني المصاب خلال فترة (2-7 أيام) حمّى شديدة تتجاوز 40 درجة مئوية، وتراوح أعراضه ما بين الصداع، والآم العظام، والعضلات، والغثيان، والتهاب الحلق، وتضخم الغدة اللمفاوية.
- الفترة الحرجة (24- 48 ساعة)، بعد انحسار الحمّى، يبدأ معظم المرضى بالتعافي إلا في بعض الحالات النادرة التي تعاني مضاعفات نتيجة ضعف مناعة الجسم، حيث تظهر بعض الأعراض الجانبية على المريض، مثل نزف اللثة، والأنف، ظهور طفح جلدي على الساقين، واليدين، وأجزاء أخرى من الجسم، إضافة إلى القيء، وتحوّل لون البراز للأسود.
- على الرغم من تعافي معظم الحالات بشكل ذاتي، واعتماد علاجات تعمل على تخفيف الأعراض والتعامل معها، مثل تناول المسكّنات والحفاظ على الترطيب، إلا هناك بعض الحالات التي يشكل الفيروس تهديداً خطراً على حياتها، حيث يمكن أن يصاب المريض بانخفاض حاد في الضغط، والشعور بالنعاس الشديد، وفقدان الوعي، وتسرب السوائل نتيجة تلف الأوعية الدموية، وبالتالي يمكن أن يصبح المصاب عرضة للوفاة.
تلفت د. الجّمالي إلى جملة من النقاط التي يجب الأخذ بها، سواء خلال اكتشاف الإصابة، أو أثناء فترة العلاج، أو بعد التشافي «في حالة الاشتباه في الإصابة يجب مراجعة الطبيب مباشرة، وتلقّي الرعاية اللازمة للحد من الأعراض والمضاعفات غير المرغوب فيها، بخاصة الأطفال، لكونهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة، وتفادي استخدام بعض العلاجات التي يمكن أن تتسبب بمضاعفات خطرة كالأسبرين، والبروفين، كما يجب معرفة نوع السلالة التي يصاب بها المريض، حيث إن الفيروس يتكون من أربع سلالات مختلفة: DENV-1، وDENV-2، وDENV-3، و DENV-4، والإصابة بنوع معين من هذه السلالات يمنح الجسم مناعة ضد هذه السلالة، لكن تكرار الإصابة بسلالة من السلالات الأخرى يشكل خطراً على حياة المصاب، وربما يؤدي للموت».
وتشير إلى أهمية الوعي بالآثار التي يتركها الفيروس بعد انحساره «التعب، والضعف الشديد، شعور يستمر في ملازمة المريض لفترة طويلة بعد التعافي، بالإضافة إلى انخفاض عدد الصفائح الدموية الذي يمكن أن يكون سبباً في تجلط الدم، وتأثر الجلد وظهور طفح جلدي يستغرق ربما وقتلاً طويلاً للشفاء».
خطوات مهمة للوقاية من الإصابة بحمّى الضنك
جملة من الإجراءات والتوصيات تضعها بين أيدينا الدكتورة زينب الجّمالي، للوقاية من الإصابة بفيروس حمّى الضنك:
- تجنّب السفر للأماكن الاستوائية التي تشكل موطناً للبعوض الناقل الرئيسي للمرض.
- استخدام المبيدات الحشرية للقضاء على البعوض، ومنع لسعاتها.
- ارتداء الملابس الواسعة وتغطية الجسم بشكل كامل لتجنب لسعات البعوض.
- استخدام الكريمات المضادة للبعوض للحماية منها.
- استخدام الشبكات الواقية على الأبواب والنوافذ لمنع دخول البعوض للمنزل.
- تغطية الأماكن التي تتجمع فيها مياه راكدة، مثل البرك وأحواض الماء، حيث يمكن أن تكون بيئة حاضنة لتكاثر البعوض، وانتشار العدوى.
* تصوير: السيد رمضان