حمّى الضنك هي عدوى فيروسيّة يمكن أن تصاب بها بعد لسعة بعوضة مصابة بفيروس هذه الحمّى. أكثر من نصف سكان العالم يتواجدون في أماكن يوجد فيها خطر الإصابة بحمّى الضنك، ولكن يشتد الخطر في الفترة التي يكون فيها المناخ دافئاً ورطباً.
أصبحت حمّى الضنك مشكلة عالمية منذ ستينيات القرن الماضي. وفي العقدين الماضيين، ارتفع عدد الحالات المبلّغ عنها كل عام من 500000 إلى 5 ملايين. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن البعوض يصيب ما يصل إلى 400 مليون شخص سنوياً، بينها 100 مليون حالة تظهر عليها الأعراض.
ما أصل تسمية حمّى الضنك؟
يأتي اسم حمّى الضنك من المصطلح السواحلي Ka-dinga pepo، وهو يعني نوبة ناجمة عن روح شرّيرة. وتشمل الأسماء الأخرى لحمّى الضنك حمّى داندي، أو حمّى الأيام السبعة، أو حمّى كسر العظام (بسبب آلام المفاصل أو العظام الشديدة)، ويمكن أيضاً الإشارة إليه ببساطة باسم حمّى الضنك.
أعراض حمّى الضنك
يعاني نحو 25% من الأشخاص المصابين بفيروس حمّى الضنك الأعراض. وإذا ظهرت الأعراض، فإنها تبدأ عادة بعد 4-10 أيام من الإصابة. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:
- آلاماً وأوجاعاً في العضلات، المفاصل، أو العظام
- ألماً في العين.. خلف العينين عادة
- ارتفاعاً في درجة الحرارة
- تقيؤاً وغثياناً
- طفحاً جلدياً (بقع تكون وردية أو حمراء صغيرة)
- صداعاً حاداً
- تورّم الغُدد
كما يصاب نحو 5% من الأشخاص بأعراض حادة، عادة بعد 24 إلى 48 ساعة من اختفاء الحمّى. تشمل الأعراض الشديدة لحمى الضنك ما يلي:
- ألماً في البطن
- تقيؤاً مستمراً
- نزيفاً من الأنف أو اللثة
- وجود دم في القيء أو البراز
- تعباً، وأرقاً، أو تهيّجاً
- تنفساً سريعاً
- شحوباً وبرودة الجلد
- ضعفاً
ما الذي يسبب حمّى الضنك؟
حمّى الضنك سببها فيروس حمّى الضنك. ينقل البعوض المصاب الفيروس إلى البشر من خلال لسعاته. وبمجرد إصابة الشخص بالفيروس، يمكن أن يصاب بحمّى الضنك.
يكتسب البعوض الفيروس أولاً، بعد لسع إنسان مصاب بالفيروس بالفعل، ثم تحمل الحشرة هذا الفيروس وتنقله لبقية حياتها.
وعلى الرغم من أنها تعتبر حالة أقل شيوعاً، إلا أن فيروس حمّى الضنك يمكن أن ينتشر أيضاً من الأم الحامل إلى طفلها. وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتشر الفيروس عن طريق عمليات نقل الدم، والرضاعة الطبيعية، وزرع الأعضاء.
كما أن من الممكن أن تصاب بفيروس حمى الضنك مرّات عدّة في حياتك.
عوامل تزيد خطر الإصابة بحمّى الضنك
يكون البعوض المزعج المسؤول عن هذه الحمّى أكثر شيوعاً في المناخات الحارة، والرطبة. إذا كنت تعيش في هذه المناطق أو تسافر إليها، فمن المحتمل أن تكون على تماس مع بعوضة مصابة.
وقد يكون الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية أيضاً عرضة للإصابة بحمّى الضنك، بسبب الظروف المعيشية المزدحمة، وسوء ممارسات تخزين المياه، والافتقار إلى تدابير مكافحة البعوض. كما أن وجود تاريخ من الإصابة بحمّى الضنك يزيد من فرص الإصابة بحمّى الضنك الشديدة.
ومن المهم الانتباه إلى أن الأطفال الصغار، والحوامل، أكثر عرضة لخطر الإصابة بحمّى الضنك الشديدة، لذلك من المهم جداً لهاتين الفئتين تجنّب لسعات البعوض. إذا أصبتِ بحمى الضنك أثناء الحمل، فقد يؤدي ذلك إلى ولادة الطفل مبكراً جداً، أو ولادة طفل ناقص الوزن، أو يعاني مشاكل صحية.
كيف يتم تشخيص حمّى الضنك؟
لتحديد ما إذا كنت مصاباً بحمّى الضنك، من المرجح أن يطرح الطبيب أولاً عدة أسئلة حول الأعراض التي تعانيها. ولكن قد يكون من الصعب تشخيص حمّى الضنك في وقت مبكر، لأن الأعراض تتداخل مع أعراض الملاريا، والإنفلونزا، وزيكا، والحصبة، والحمّى الصفراء، وتسمّم الحمل (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل). لذلك من المحتمل طلب اختبارات الدم لاستبعاد الأمراض المحتملة الأخرى.
هناك نوعان رئيسيان من اختبارات الدم المستخدمة لتشخيص حمّى الضنك: الأجسام المضادة، والاختبارات الجزيئية:
- تقوم اختبارات الأجسام المضادة بفحص دمك بحثاً عن الأجسام المضادة، وهي بروتينات تحارب الجراثيم مثل الفيروسات. ونظراً لأن جسمك يحتاج إلى وقت لتكوين الأجسام المضادة، فقد يكون من الأفضل إجراء هذا الاختبار بعد أربعة أيام، أو أكثر، من بدء الأعراض، للتأكد من أن الاختبار يمكنه اكتشاف وجود الأجسام المضادة.
- أما الاختبارات الجزيئية، فهي تفحص دمك بحثاً عن المواد الوراثية من فيروس حمى الضنك. ويعد اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) مثالاً على الاختبار الجزيئي. ولكن يجب إجراء الاختبارات الجزيئية خلال الأسبوع الأول الذي تبدأ فيه الأعراض.
ويجري الباحثون أيضاً دراسات لمعرفة فيما إذا كانت الاختبارات التشخيصية المتاحة حالياً، مثل تعداد الدم الكامل، أو CBC (وهو اختبار دم قياسي يستخدم لقياس عوامل عدة في دمك)، أو الاختبارات غير الغازية، مثل اختبار البول، أو مسحة اللعاب، يمكن أن تساعد على تشخيص حمّى الضنك.
مضاعفات حمّى الضنك
في الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي حمّى الضنك إلى مضاعفات تهدد الحياة، بما في ذلك النزف (نزف حاد)، أو الصدمة (عندما ينخفض ضغط الدم بشكل خطر، ما يؤدي إلى فشل الأعضاء).
وتشمل العلامات التحذيرية التي تتطلب عناية طبية فورية ما يلي:
- ألماً شديداً في البطن
- تقيؤ اًمستمراً (ثلاث مرات أو أكثر خلال 24 ساعة)
- نزيف اللثة أو نزيف الأنف
- تقيؤ دم أو وجود دم في البراز
- سرعة التنفس أو صعوبة التنفس
- تعباً أو أرقاً
- الجلد شاحب، أو بارد، أو رطب
- صداعاً شديداً أو دوخة
- ارتباكاً أو تهيّجاً
- صعوبة في الاستيقاظ أو التنبّه
علاج حمّى الضنك
في البداية، الهدف من علاج حمّى الضنك هو تخفيف الأعراض، ومنع المضاعفات فقط، إذ لا يوجد دواء مخصص لعلاج حمّى الضنك. بدلاً من ذلك، ينبغي على المصاب إجراء تغييرات في نمط حياته وتناول الأدوية للتحكم في الأعراض.
عموماً، يتحسن معظم الناس بعد مكوثهم في المنزل خلال أسبوع، أو أسبوعين، مع الراحة والترطيب (شرب الكثير من السوائل)، وتناول التيلينول الذي يمكن أن يساعد على خفض الحمّى، وأيّ ألم.
ولكن في الحالات الشديدة، قد تحتاج إلى البقاء في المستشفى للمراقبة الدقيقة، وإعطاء السوائل الوريدية.
ملاحظة مهمة جداً
يجب ألا يتناول المصاب الأسبرين، أو العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل أدفيل (إيبوبروفين)، حيث يمكن أن تزيد من خطر النزيف المرتبط بحمّى الضنك.
الوقاية من حمّى الضنك
للوقاية من حمّى الضنك، يجب عليك اتخاذ خطوات لمنع لسعات البعوض إذا كنت تعيش، أو تزور منطقة معروفة بوجود أعداد كبيرة من البعوض.
إرشادات لتجنّب لسعات البعوض عندما تكون خارج المنزل:
- تجنّب الأنشطة الخارجية أثناء ذروة نشاط البعوض (الفجر والغسق).
- إحراق لفائف البعوض، أو استخدام المبخرات التي تحتوي على مواد طاردة للحشرات في الهواء الطلق.
- احرص على النوم تحت الناموسيات، ويفضل أن تتم معالجتها أولاً بمواد طاردة للبعوض.
- استخدم طاردات البعوض الشخصية.
- ارتدِ الملابس الواقية التي تغطي بشرتك.
إرشادات لمنع البعوض أو التخلّص منه داخل وحول منزلك:
- القضاء على مصادر المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض (مثل الدلاء وأوعية الزراعة).
- استخدام مبيدات اليرقات في حاويات المياه الكبيرة، وإصلاح أي شقوق في خزان الصرف الصحي.
- استخدام حواجز النوافذ ومكيفات الهواء لإبعاد البعوض عن منزلك.
- استخدام أجهزة رش المبيدات في المناطق عالية الخطورة (المظلمة والرطبة)، مثل تحت الحوض، أو في الخزانات والأثاث وغرفة الغسل.
يمكن أن يساعد لقاح حمّى الضنك في منع العدوى. ومع ذلك، تمت الموافقة على استخدام اللقاح فقط للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 9 و16 عاماً، والذين أصيبوا بحمّى الضنك من قبل، ويعيشون في أماكن تحدث فيها حمّى الضنك بشكل متكرر، أو مستمر.
إذا كنت تخطط للسفر، ففكّر في مراجعة توصيات السفر الخاصة بكل بلد الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إضافة إلى نصائح الاستعداد للسفر بشأن الحصول على الرعاية الصحية في الخارج.
مراجعة سريعة
حمّى الضنك هي عدوى فيروسية ينقلها البعوض إلى البشر. ويمكن أن تسبب ارتفاعاً في درجة الحرارة، وصداعاً شديداً، وآلاماً في العضلات والمفاصل، وغثياناً، وتقيؤاً، وطفحاً جلدياً.
في حين أن معظم الحالات تكون خفيفة، وتتحسن مع تخفيف الأعراض في المنزل، فإن حمّى الضنك الشديدة يمكن أن تؤدي إلى دخول المستشفى ومضاعفات تهدد الحياة. وتتضمن الوقاية اتخاذ تدابير للسيطرة على البعوض، وتجنّب لدغاته.