لمناسبة يومها العالمي.. ما هي حالة إعتام عدسة العين؟ وما أعراضها وآثارها والوقاية منها؟
إعتام عدسة العين، أو «الساد» كما تسمّى، هي الحالة التي يعاني فيها الشخص ظهور مناطق معتمة، أو غائمة في عدسة العين (الشفافة عادة). وإذا ما اردنا معرفة مدى انتشارها، نجد أنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، يتأثر نحو 24.4 مليون شخص بإعتام عدسة العين، ما يجعلها السبب الأكثر شيوعاً لمشاكل الرؤية.
يؤدي التقدم في السّن إلى رفع فرص الإصابة بهذه الحالة؛ وتراوح أعمار أكثر من نصف الأشخاص المصابين بإعتام عدسة العين بين 65 و74 عاماً. إضافة إلى ذلك، تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين، بما في ذلك وجود تاريخ عائلي للحالة، إضافة إلى وجود إصابة ببعض المشاكل الصحية مثل مرض السكّري، وارتفاع ضغط الدم، والسّمنة، وغيرها.
يمكن أن تختلف أعراض إعتام عدسة العين بناء على النوع الذي تعانيه. وعادة ما يؤثر في كلتا العينين، ما يسبب رؤية غائمة، أو ضبابية، وفقدان سطوع الألوان، وصعوبة الرؤية في الليل، من بين اضطرابات بصرية أخرى. وتراوح خيارات علاج إعتام عدسة العين بين إجراء تعديلات على بيئة منزلك، إلى تغيير النظارات، أو الوصفات الطبية المرتبطة بالجراحة. ولحسن الحظ، يمكن علاج إعتام عدسة العين بشكل كبير، حيث يرى معظم الناس بعدها تحسناً في الرؤية.
أنواع إعتام عدسة العين
تتكون عدسة عينك، التي تقع خلف الجزء الملون، أو القزحية، من طبقات متعدّدة. ويتم تصنيف إعتام عدسة العين بناء على طبقة العدسة المصابة. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية: المحفظة النووية، والقشرية، والخلفية.
الإعتام النووي
يحدث هذا النوع عندما يكون هناك عتامة، أو تغيّر في لون الجزء الداخلي، أو المركزي، أو نواة العدسة. وعادة ما يتفاقم إعتام عدسة العين النووي تدريجياً، ما يؤثر في رؤيتك لمسافات طويلة، أكثر من قدرتك على رؤية الأشياء القريبة.
الإعتام القشري
قشرة العدسة هي الطبقة التي تحيط بالنواة. وإعتام عدسة العين هنا، والمعروف باسم إعتام عدسة العين القشري، يميل إلى أن يكون له مظهر يشبه قطرات الزيت، وعادة ما يميل إلى الانتشار من حواف العدسة نحو المركز. إذا كنت تعاني هذا النوع فإن التوهج الناجم عن الأجسام الساطعة ستشكل مشكلة واضحة لك.
الإعتام الخلفي تحت المحفظة
يحدث إعتام عدسة العين الخلفي تحت المحفظة عندما يتأثر الجزء الخلفي للطبقة الخارجية للعدسة، أو الكبسولة، كما تسمى. يمكن أن يحدث فقدان الرؤية بشكل كبير إذا أثر التشويش وتغير اللون في الجزء المركزي من الكبسولة. وتشمل العلامات الشائعة لهذا النوع الشعور بالوهج، وضعف الرؤية أثناء الضوء الساطع.
أعراض إعتام عدسة العين
بشكل عام، يُعد إعتام عدسة العين مشكلة تراكمية، ما يعني أنك قد لا تلاحظ الأعراض في البداية، ولكنها تزداد سوءاً بمرور الوقت. وبناء على حالتك، يمكن أن تكون هذه عملية سريعة، أو بطيئة، وقد تكون هناك اختلافات بناء على نوع إعتام عدسة العين لديك. وقد تتأثر إحدى العينين أو كلتاهما.
الانقطاعات البصرية: تعتبر الضبابية والتشوش (الغبش) في مجال الرؤية، من السمات المميزة لهذه الحالة؛ قد يبدأ هذا العرض في جزء واحد من البصر، ثم يتطور، وينتشر.
الألوان الباهتة: قد يكون للألوان التي تراها مظهر باهت أو مشوب بالاصفرار، بسبب تغيّر اللون، والتعتيم في عدستك.
تأثر الرؤية الليلية: يتميز هذا العرض بالفقدان التدريجي للقدرة على الرؤية في الظلام، أو في الليل. قد تحتاج إلى أضواء أكثر سطوعاً للقراءة في الليل، وقد تتأثر قدرتك على القيادة.
حساسية تجاه الضوء: قد يبدو الضوء أو الوهج الناتج عن الشمس، أو المصابيح الكهربائية، أو المصابيح الأمامية ساطعاً للغاية.
الهالة: قد تظهر هالة دائرية حول الأضواء التي تراها.
الرؤية المزدوجة: قد يرى البعض صورة مزدوجة، أو يرى صورة ثانية «شبيهة بالشبح» لشيء يبدو بجوار الصورة الأصلية.
فقدان الدقة البصرية: يمكن أن ينشأ تدهور القدرة على الرؤية بوضوح بعيداً و/أو قريباً؛ وإذا تركت من دون علاج يمكن أن يؤدي إعتام عدسة العين إلى العمى.
ما الذي يسبب إعتام عدسة العين؟
تتكون عدسة عينك من بروتينات معيّنة تسمى البلورات، وهي مرتبة بدقة لتركيز الضوء على طبقة من أعصاب الرؤية (الشبكية) في الجزء الخلفي من العين. ينشأ إعتام عدسة العين عندما يبدأ هيكل هذه البلورات بالانهيار، وتبدأ بالتجمع معاً. تحدث التأثيرات البصرية لإعتام عدسة العين عندما ينتشر الضوء الذي يدخل العين، أو يتغير بواسطة هذه التجمعات، والتي تتشكل في بقع غير شفافة، أو متغيرة اللون.
في المقام الأول، إعتام عدسة العين هو نتيجة طبيعية للشيخوخة. مع تقدمك في السّن، يبدأ جسمك بفقدان قدرته على إزالة النفايات والسموم، وإصلاح الخلايا. وفي عدسة العين، يؤدي هذا التقدم الطبيعي إلى تأثر بنية البلورات، وتشكّل إعتام عدسة العين. وقد تحفز الوراثة والعوامل الصحية الأخرى، أو الأمراض، هذه العملية.
عوامل خطر الإصابة بإعتام عدسة العين
إلى جانب التقدم في السّن، تزيد بعض الأمراض والظروف الصحية، وعوامل أخرى، من فرص الإصابة بإعتام عدسة العين، والتي تشمل:
- داء السكري النوع 2
- التاريخ العائلي للإصابة بإعتام عدسة العين
- تناول الكورتيكوستيرويدات، مثل الكورتيزون أو بريدنيزون إنتنسول (بريدنيزون)
- تناول أدوية الفينوثيازين، بخاصة ثورازين (كلوربرومازين).
- التعرّض للأشعة فوق البنفسجية
- التدخين
- الكحول
علاجات إعتام عدسة العين
تركز علاجات إعتام عدسة العين على استعادة الرؤية، وإزالة أي مشاكل فيها. وبناء على الحالة، قد يجرب الطبيب أولاً طرقاً غير جراحية قبل اختيار جراحة إزالة المياه البيضاء.
جراحة إعتام عدسة العين «الساد»
إذا كان إعتام عدسة العين يسبب مشاكل كبيرة في الرؤية، ويعوق قدرتك على القراءة، أو القيادة، أو أداء المهام اليومية، فقد يطلب طبيب العيون إجراء عملية جراحية. ويسمى النهج الجراحي الأساسي استحلاب العدسة. تستخدم هذه الجراحة جهازاً لنقل الموجات فوق الصوتية عبر شق صغير في العين. تعمل هذه الموجات على إضعاف العدسة بحيث يمكن إزالتها واستبدالها بعدسة صناعية.
هناك طريقة أخرى وهي الجراحة خارج المحفظة، والتي تعتمد على شق أكبر لإزالة العدسة المصابة بالكامل. يتم بعد ذلك زرع عدسة داخل عينك، أو يمكن استخدام العدسات اللاصقة أو النظارات الخاصة لتصحيح الرؤية.
الأساليب غير الجراحية لعلاج إعتام عدسة العين
إذا كان تأثير إعتام عدسة العين في حدّه الأدنى، وكان تقدم الحالة بطيئاً، فقد تتم مراقبة حالتك، والنظر في الأساليب غير الجراحية. قد تحصل على وصفات طبية جديدة للنظارات، أو العدسات اللاصقة الخاصة بك للمساعدة على علاج فقدان البصر.
الوقاية من إعتام عدسة العين
في حين أنه لا يمكن منع بعض حالات إعتام عدسة العين، فإن إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة، واتخاذ تدابير أخرى قد يساعد. وتشمل استراتيجيات الوقاية ما يلي:
- تناول نظام غذائي صحي ومغذٍّ غني بالفيتامينات E وC والزنك والأطعمة الطازجة
- النشاط البدني المنتظم
- عدم التدخين
- حماية عينيك من الأشعة فوق البنفسجية (UVB)
- إدارة الحالات المزمنة، مثل مرض السكّري، أو ارتفاع ضغط الدم، التي يمكن أن تسهم في تطور إعتام عدسة العين.