27 أغسطس 2024

اضطراب ما بعد الصدمة.. كيف نشخصه ونواجهه؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

اضطراب ما بعد الصدمة.. كيف نشخصه ونواجهه؟

لا تخلو الحياة من الصدمات التي تأتي لتغيّر كثيراً من الثوابت التي نعتقد أنها لا تتغير أو على الأقل لم يأتِ أوان تغييرها بعد، فتمر المواقف مع الوقت بكل ما تحمله من ضيق وحزن، إلا أن تأثيرها في بعض الأحيان يستمر بشكل مخيف، وتظل عالقة في الذهن بكل تفاصيلها وما تحمله من مشاعر مؤلمة، وتُعرف هذه الحالة باضطراب ما بعد الصدمة.

د. نيدهي كومار
د. نيدهي كومار

حملنا استفساراً للدكتور نيدهي كومار، أخصائي الطب النفسي في عيادة أستر المطينة «ديرة»، حول مصطلح اضطراب ما بعد الصدمة، وماذا يعني تحديداً؟

فأجاب: «اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية ناجمة عن التعرض أو مشاهدة حدث مزعج أو ظرف قد يهدد الحياة، يُصاب بها الشخص وتستمر الذكريات المتعلقة بها لتغزو الأفكار بشكل متكرر، وهو ما يؤثر سلباً على حياته اليومية».

ثمة مواقف تؤدي إلى هذا الاضطراب، يكشفها الدكتور كومار قائلاً: «بداية أود أن أوضح الفرق بين الصدمة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة، فالأولى لا تكون نتيجة حدث مهدد للحياة، بخلاف اضطراب ما بعد الصدمة الذي ينتج دائماً عن حدث مهدد للحياة..

حيث يمكن أن يؤدي فقدان أحد أفراد الأسرة المقربين إلى صدمة نفسية ولكن ليس اضطراب ما بعد الصدمة، أما أنواع الصدمات التي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة، فمنها الأحداث التي يقترب فيها الشخص من الموت مثل الزلازل أو الفيضانات..

كما تؤدي الحوادث المؤلمة الشديدة مثل الاغتصاب أو حوادث السير إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وغالباً ما يُصاب الأشخاص به بعد الحروب أو الهجمات الإرهابية، ويعاني حوالي شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم من هذا الاضطراب».

اضطراب ما بعد الصدمة.. كيف نشخصه ونواجهه؟

يتبادر إلى الذهن تساؤل عن موعد ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وكيفية ملاحظتها..

يبين د. نيدهي «قد تبدأ الأعراض في الظهور بعد مرور شهر واحد من التعرض لحدث خطير يهدد الحياة، إذ يعاني الشخص من استعادة ذكريات الحدث بشكل مفاجئ ما يؤدي إلى خفقان القلب والشعور بالحزن.

بالإضافة إلى الأرق بسبب التعرض لنوبات مفاجئة من القلق الشديد. وأحياناً يتطور الأمر إلى تجنبه للحالات المشابهة للصدمة التي تم التعرض لها، على سبيل المثال إذا تعرض الشخص لإصابات خطيرة بعد السقوط من القطار فإنه سوف يتجنّب رحلات القطار، أو حتى سماع صوت قطار يمكن أن يسبب له القلق.

وغالباً ما تتم ملاحظة أعراض هذا الاضطراب من قبل أفراد الأسرة المقربين مثل الزوج أو الزوجة أو الوالدين أو أطفال المريض، فيلاحظون تغيّراً في شخصيته وتعرضه لنوبات قلق شديدة وأرق واكتئاب وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة والخوف من أشياء معينة خاصة التي تذكّره بالصدمة.

كما تشمل الأعراض استرجاعًا مفاجئًا للذكريات في شكل كوابيس وقلق ويأس شديد، بالإضافة إلى الأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها أو تلك المرتبطة بالحادث، وقد يعاني المريض كذلك من رهاب الظروف المشابهة للأحداث المؤلمة التي تعرض لها، على سبيل المثال، إذا أصيب المريض بصدمة شديدة في حادث سيارة، فسوف يتجنب استخدام السيارة».

اضطراب ما بعد الصدمة.. كيف نشخصه ونواجهه؟

تُرى من هم الأشخاص الأكثر تأثراً بهذا الاضطراب، الرجال أم النساء؟

يوضح د. نيدهي «تتأثر النساء بهذا المرض أكثر من الرجال، ويصل معدل انتشاره لديهن حتى 10% ولدى الرجال 4%، ويمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة من خلال علاجات معينة..

وغالباً ما يحتاج المرضى فترة علاجية طويلة تصل من 6 إلى 8 أشهر، تشمل:

  • العلاج النفسي: وهو أحد الأساليب الفعالة في الحد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وعلاجها، وتشمل المعالجة المعرفية، العلاج بالتعرض، العلاج بإزالة التحسس (أي العلاج بحركة العين)، والعلاج النفسي الجماعي.
  • العلاج الدوائي: باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، كونها تسهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف القلق والتوتر».

 

مقالات ذات صلة