تُعتبر العطلات بشكل عام وسيلة لتجديد الطاقة والخروج عن الروتين اليومي المعتاد؛ بهدف استئناف العمل بحماسة، خاصة الطويلة منها والتي يُحضّر لها الجميع قبلها بفترة كافية متمنين تحقيق السعادة المرجوة منها..
إلا أن هناك من يشعر بالقلق والتوتر والخمول بعد قضاء فترة من الراحة، وآخرين قد يصابون بأعراض اكتئاب بعد الإجازة، وهو ما يسمى باكتئاب ما بعد العطلة أو ما بعد السفر واختصارها «بي تي دي».
تحدثنا عرفة بنو خان، أخصائية العلاج النفسي في مركز أستر جوبيلي الطبي/ بر دبي، عن اضطراب ما بعد الإجازة، وتقول «من المهم أن يأخذ الأشخاص استراحة من روتينهم اليومي؛ لتجنب الإرهاق أو أي مشاكل أخرى تتعلق بصحتهم النفسية بسبب نمط الحياة التقليدي..
كونها تتيح لهم الاهتمام بالأمور الشخصية والعائلية دون القلق بشأن فقدان الوظيفة أو استقطاع جزء من الراتب، فالإجازة تساعدنا على الاهتمام أكثر بالأشخاص المقربين وتسهم في تكوين ذكريات مشتركة وممتدة معهم ما يزيد من مستويات السعادة لدينا».
«وعلى الرغم من أن اكتئاب ما بعد الإجازة ليس حالة معترفاً بها طبياً، لكنها تشير إلى وضع مؤقت يعاني منه البعض من أعراض القلق والاكتئاب بعد العودة من قضاء فترة العطلة..
إذ أنه أحد أنواع المزاج الذي يعود به الأشخاص إلى المنزل محملين بعدم القدرة على التكيف مع بيئة مختلفة عما كانوا عليها، فيشعرون معها بالكآبة لعدة أيام، إلا أنه قد تتفاقم الأعراض إذا كان لدى أحد الأفراد اضطرابات نفسية أو ضغوطات مسبقة مرتبطة ببيئة العمل».
أعراض اكتئاب ما بعد الإجازة
وعن مدى انطباق تلك الظاهرة على العطل بشكل عام سواء قصيرة أم طويلة، تجيب أخصائية العلاج النفسي عرفة بنو خان «يمكن ملاحظة هذه الظاهرة بشكل أكبر بعد العُطل الطويلة، إذ يتعود الأشخاص على نظام مريح أثناء العطلة..
بينما تزداد حركتهم في العُطل القصيرة وقد لا يعانون من أعراض ظاهرية بعد الإجازة، وقد تستمر أعراض اكتئاب ما بعد العطلة لمدة تصل إلى أسبوعين أو أقل..
ويصاب من يعاني من تلك المتلازمة عند العودة إلى العمل بالأعراض التالية:
- الانزعاج
- عدم الراحة
- التعب
- صعوبة التركيز والألم الجسدي والأوجاع
- الشعور بالحزن والقلق
- تغيرات في نمط النوم».
نصائح للتغلب على اكتئاب ما بعد الإجازة
6 نصائح تقدمها أخصائية العلاج النفسي بنو خان، لتجنب أو للتغلب على اكتئاب ما بعد الإجازة:
- الانتظار ليوم أو يومين للتكيف مع البيئة الحالية قبل بدء العمل.
- تنظيم مواعيد النوم والحرص على أخذ قسطٍ وافٍ منه.
- التخطيط للقيام بأنشطة ترفيهية واجتماعية مع الأصدقاء.
- ممارسة الرياضة أو أي هواية لتهيئة العقل لشيء محبب.
- القيام بتقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتمارين التنفس واليوغا وغيرها.
- طلب المساعدة الطبية في حال استمرار الأعراض لتقييم الوضع وتحديد الخيار الطبي المناسب.