يصاب البعض بدوالي الساقين، ومنهم من يعرف سببها الشائع، وهو السّمنة الزائدة، إلا أن هناك من لا يدرك ارتباطها ببعض المهن، تلك التي تتطلب إما الوقوف، وإما الجلوس لفترات طويلة، أو السفر لمسافات بعيدة، وهناك من لا يعرف خطورتها على صحة القلب، وارتباطها اللصيق ببعض أمراضه.
د. تسنيم محمد نور أبو الفول
الدكتورة تسنيم محمد نور أبو الفول، أخصائية الجراحة العامة والمناظير في مستشفى أستر بالشارقة، توضح «الدوالي هي أوردة سطحية تتضخم وتلتوي، وتحدث بسبب مشكلة كامنة في التدفق الوريدي العكسي، نتيجة ضعف، أو تلف الصمّامات في الأوردة، وهو ما يسمى أيضاً بالقصور الوريدي..
وقد تؤدي السمنة، والوقوف، أو الجلوس لفترات طويلة، وقلّة التمارين الرياضية، وإصابات السّاق، والتاريخ العائلي للحالة، إلى الإصابة بها، كما أنها تتطور بشكل أكثر شيوعاً عند النساء أثناء فترة الحمل».
يرتبط ظهور الدوالي ببعض الممارسات التي نتبعها في حياتنا اليومية
وعن حقيقة أن الدوالي يمكن أن تُعد مرضاً مهنياً مرتبطاً بوظائف بعينها، تشير الدكتورة تسنيم «يرتبط ظهور الدوالي ببعض الممارسات التي نتبعها في حياتنا اليومية، ومنها الوظيفة، وما يتبعها من سلوكات تحتّمها ظروف العمل، فقد تزيد بعض المهن من خطر ظهور الأوردة القبيحة في الساق، تلك التي تتطلب الوقوف معظم اليوم، مثل التمريض، أو العمل في المصانع..
أضف إلى ذلك الوظائف التي تتطلب الجلوس طوال اليوم، مثل العمل في المكاتب، فهي أيضاً يمكن أن تؤدي إلى ظهور الدوالي، فضلاً عن ارتباط ظهور الدوالي عند الأشخاص الذين تفرض طبيعة عملهم السفر لمسافات طويلة، إذ تؤثر الرحلات الطويلة، سواء بالطائرة، أو السيارة، أو أي وسيلة مواصلات، في صحة الأوردة، حتى عند الأفراد الذين لا يعانون أمراض الأوردة.
وبالنسبة إلى أولئك الذين يعانون دوالي الأوردة، تكون المخاطر أعلى، بخاصة إذا كانوا يعانون دوالي الأوردة الشديدة، مع تورّم في الساق (الوذمة)، وأكبر مشكلة عند السفر مع دوالي الأوردة هي التطوّر المحتمل لجلطات الدم، بخاصة تخثر الأوردة العميقة (DVT) وهو نوع من جلطات الدم التي تتكوّن داخل الأوردة في الساقين، إذ يشكل تخثرها خطراً أكبر..
حيث يمكن للجلطة أن تتحرك وتنتقل عبر مجرى الدم، وإذا وصلت الجلطة إلى الشريان الرئوي فقد تعيق التنفس بشدّة، وتؤدي إلى عواقب وخيمة..
ولمنع حدوث أي مضاعفات خطرة في الرحلات الطويلة، يجب عليك:
الأوردة وعلاقتها بصحة أو اعتلال القلب
في ما يتعلق بالعلاقة الطردية بين الأوردة وصحة القلب «هناك علاقة كبيرة بين الأوردة وصحة القلب، إذ يمكن أن تتداخل بعض أعراض أمراض الأوردة مع حالات أخرى، مثل قصور القلب الاحتقاني، أو مرض الشرايين الطرفية، ما يؤدي إلى تورّم الساق، وقد يذهب بعض المرضى للعلاج من الأوردة ويكتشفون أنهم يعانون حالة قلبية..
كما قد يتسبب كل من مرض الأوردة ومرض الشرايين الطرفية بالتهاب الساق، أو تقرّحها، ويمكن لعلاج مرض الأوردة في هذا السيناريو منع حدوث مضاعفات خطرة».
متى تكون الدوالي خطرة؟
تجيب د. تسنيم أبو الفول، قائلة «معظم حالات الدوالي غير خطرة، ولكن يمكن أن تؤدي الشديدة منها، تلك التي لا تتم معالجتها، إلى مضاعفات كبيرة، بسبب ضعف تدفق الدم في الطرف المصاب..
وتتضمن المضاعفات الأكثر شيوعاً ما يلي:
وفي ما يتعلق بانتشار علاج الدوالي بالطرق المنزلية «لم يؤكد أيّ بحث، أو دراسة، أن العلاج المنزلي، مثل استخدام الطرق الموضعية كخلّ التفاح أو زيت الزيتون، له تأثير في الدوالي، أو الأوردة العنكبوتية، فلا يوجد، ببساطة، أيّ ارتباط بين وضع، أو تناول خلّ التفاح أو زيت الزيتون، وعلاج الدوالي، وينطبق الأمر ذاته على العلاجات المنزلية الأخرى المماثلة المنتشرة عبر الإنترنت.
وكما ذكرنا من قبل، يمكن أن تكون الدوالي قاتلة إذا تُركت من دون علاج، لذلك عليك التصرف بسرعة، والاعتماد على خيارات العلاج المثبتة، واستشارة الطبيب للحصول على أفضل خيارات العلاج».
ما هو العلاج الأفضل للدوالي.. الحقن أم الليزر؟
توضح الدكتورة تسنيم أبو الفول «الأمر يعتمد على حالة الدوالي، ووظيفة الصمّامات الرئيسية، فبالنسبة إلى الأوردة الكبيرة، وفي حالة عدم كفاءة الوصلة الصافنية الفخذية، أو الصافنية المأبضية، فإن العلاج بالليزر الوريدي الداخلي هو الخيار الصحيح..
ويتم استخدام الحقن للأوعية الصغيرة، بما في ذلك توسع الشعيرات الدموية، وتوسع الأوردة، والأوردة الشبكية، إذ يعمل ذلك على تحسين المظهر التجميلي، وتقليل الأعراض المصاحبة، مثل الألم والحرق».
كيف نتجنّب الإصابة بالدوالي:
