من المشاكل التي تطرأ على البعض هي التغيّرات التي تحدث في السمع، ولكن ربما لا يُعيرها أهمية، رغم أنها قد تشير إلى حالات بعضها خطر، علاوة على أنها تؤثر في بقية الجسم، بطرق معيّنة.
في بريطانيا، على سبيل المثال، هناك ملايين الأشخاص يعيشون مع مرض السكّري من النوع 2، وهي حالة شائعة ناجمة عن ارتفاع مستويات السكّر في الدم بشكل مستمر، ومن المهم إدارة الحالة لمنع الضرر الطويل الأمد على الأوعية الدموية، والأعصاب، والأعضاء، ولكن تشير التقديرات إلى أن 1.2 مليون شخص في المملكة المتحدة، قد لا يعرفون أنهم مصابون بمرض السكّري من النوع 2.
يميل المرض إلى الارتباط بكبار السّن، ولكنه يؤثر بشكل متزايد في البالغين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً. يمكن أن تشمل أعراض مرض السكّري من النوع 2 الشعور بالعطش المستمر، والحاجة إلى التبوّل أكثر من المعتاد، وعدم وضوح الرؤية، وبطء التئام الجروح. لكن ما لا يعرفه الكثيرون، ولا يتوقعونه، أنه قد تظهر عليهم أعراض المرض في آذانهم.
في الواقع، قد تكون التغيّرات في سمعك أحد أعراض مرض السكّري، إضافة إلى شيء شائع مثل التهابات الأذن.
يوضح خبراء وأطباء السمع أنه يمكن أن تؤثر مستويات السكّر، المرتفعة والمنخفضة، في الدم التي يعانيها مرضى السكري، في تدفق الدم، وتسبب تلف الأوعية الدموية في الأذن الداخلية، ما يؤثر في الإشارات العصبية التي تتلقاها الأذن، ويؤثر في صحة الأذن بعدة طرق مختلفة.
ونستعرض في ما يلي 3 تغييرات دقيقة في الأذن يمكن أن تشير إلى إصابتك بهذه الحالة.
1- التهابات الأذن المستمرة
لا يقلق معظمنا كثيراً بشأن عدوى الأذن، لأنها شائعة جداً، وتميل إلى الاختفاء بعد بضعة أيام. ولكن إذا كنت تعاني باستمرار، الألم والتهيّج في أذنك، فقد يكون ذلك علامة على مرض السكّري.
يشير الأطباء إلى أن مرضى السكّري أكثر عُرضة للإصابة بعدوى الأذن. ويحدث هذا بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الأذنين، ما قد يؤدّي بدوره إلى تقليل قوّة جهاز المناعة لدى الشخص، وقدرته على محاربة العدوى.
وتُعد درجة الحرارة المرتفعة، والمرض، والشعور بالضغط أو الامتلاء في أذنيك، والإفرازات، من بين العلامات الأخرى على هذه العدوى الشائعة.
أمّا بخصوص النصائح لتجنب هذه الحالة فيما إذا كنت تبدو عُرضة لها، فمن المهم اتّباع بعض الإرشادات العامة للوقاية من عدوى الأذن، مثل عدم وضع أعواد القطن في أذنك، واستخدام سدادات الأذن عند السباحة.
ويمكن علاج عدوى الأذن البكتيرية بالمضادات الحيوية، ولكن في حالة العدوى المتكرّرة، فمن الأفضل استشارة طبيبك العام، أو الصيدلاني، لمعرفة خيارات العلاج المتاحة.
2- طنين الأذن
هل تسمع صوت رنين، أو هسهسة، أو طنيناً في أذنك يبدو أنه لا يأتي من أي مكان؟ ربما تعاني طنين الأذن.
وفقاً للمختصين، فإن طنين الأذن يتميز بأنه رنين، أو طنين في أذنيك من دون مصدر خارجي. وغالباً ما يكون أحد أشكال فقدان السمع هو السبب، إضافة إلى تناول بعض الأدوية، أو الشعور بالقلق، والاكتئاب. لكن الحالات المزمنة، مثل مرض السكّري، قد تكون أيضاً السبب وراء الصفير في أذنك.
يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب مرض السكّري، حيث تعتمد الأذن الداخلية، أو القوقعة، على الأوكسجين والجلوكوز في الدم للعمل بشكل فعّال. ونظراً لأن مرض السكّري له تأثير مباشر في مستويات الجلوكوز في الدم، بسبب مستويات الأنسولين غير الطبيعية، فقد يؤثر هذا في القوقعة، ويؤدي إلى طنين الأذن.
من المهم أن ترى أخصائياً إذا كنت تعاني طنين الأذن، للتأكد من السبب في المقام الأول، لأنه قد يكون بسبب تراكم شمع الأذن، والذي يمكن علاجه على الفور. وبعد الخضوع للتشخيص، هناك عدد من خيارات العلاج المتاحة، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي، وحلول المُعينات السمعية.
3- فقدان السمع
قد تفترض أن فقدان السمع هو أحد الآثار الجانبية الطبيعية للشيخوخة، ولكن من الممكن أن تكون حالات معينة، مثل مرض السكّري، هي السبب وراء ذلك.
تظهر الأبحاث أن المصابين بمرض السكّري معرّضون لخطر مضاعف للإصابة بفقدان السمع. قد يكون من الصعب في كثير من الأحيان اكتشاف فقدان السمع لأنه يحدث تدريجياً، ولكن إذا كنت تواجه صعوبة في متابعة المحادثات، وتجد أنك ترفع مستوى الصوت على أجهزتك، فقد يكون ذلك بسبب تدهور سمعك.
بدلاً من زيادة مستوى الصوت، ما قد يؤدي في الواقع إلى إتلاف الأذنين، وإلى مزيد من فقدان السمع، أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية، ما قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة والقلق، من المهم أن يتم فحصك من قبل أخصائي السمع الذي يمكنه تقييم سمعك، وتقديم المشورة المناسبة والحل.
اقرأ أيضاً: 10 أعراض غير عادية لمرض السكّري.. ومتى يجب أن تستشير الطبيب؟