من التجميل إلى الترميم.. كيف تقود التقنيات الحديثة مستقبل جراحات التجميل؟
مع خبرتها لما يقرب من عَقدين، تتناول الدكتورة دراجانا سبيكا، أخصائية الجراحة التجميلية والترميمية للمشاهير،في عيادة التجميل التابعة لمستشفى كينغز كوليدج لندن- دبي، كيفية إسهام التقنيات الجديدة في رسم ملامح مستقبل الجراحة التجميلية، ودورها في تقديم حلول غير جراحية فعّالة.
وتقدم د.سبيكا نصائح قيّمة للمرضى الذين يفكرون في الخضوع لهذه العمليات، وبالأخص الجراحات الترميمية التي تسهم في تحسين نوعية حياة المرضى، وتعالج العديد من الحالات الصحية المعقدة، منها تشوّهات ناجمة عن الإصابات، أو الأمراض، بحيث يستعيد معها المريض الثقة بالنفس، ويحسّن من نوعية حياته.
ما هي أحدث التقنيات في جراحة التجميل والترميم، وكيف تسهم في تشكيل مستقبل جراحة التجميل والترميم؟
في مجال جراحة التجميل والترميم، نشهد تطوراً كبيراً في التقنيات التي تُستخدم لتقديم نتائج أكثر دقة، وأماناً. من بين هذه التقنيات المتقدمة الموجات فوق الصوتية المركّزة ذات التمثيل الافتراضي (MFU-V)، وهي تقنية تُستخدم لتوجيه الطاقة الحرارية إلى أعماق معيّنة من الجلد لتحفيز إنتاج الكولاجين، ما يؤدي إلى شدّ البشرة، وتحسين ملمسها. كما أن العلاجات بالترددات الراديوية (RF) تُستخدم بشكل واسع لشد الجلد، وعلاج السيلوليت عن طريق تحفيز إنتاج الكولاجين، وتفتيت الخلايا الدهنية.
وتمثل تقنية شفط الدهون بالليزر Air Sculpt قفزة نوعية، حيث تستخدم أشعة الليزر لإذابة الدهون بلطف، وسحبها من دون الحاجة إلى جراحة تقليدية، أو شقوق كبيرة. هذه التقنيات مجتمعة تسهم في إيجاد حلول للمشاكل،مع تخفيض فترة التعافي والحصول على نتائج مبهرة، من دون الحاجة إلى تدخلات جراحية كبرى.
ما هي الاختلافات الرئيسية بين الإجراءات الجراحية وغير الجراحية في التجميل، وكيف يمكن للمرضى تحديد الخيار الأنسب لهم؟
الإجراءات الجراحية تتطلب تدخلاً جراحياً كاملاً، حيث يتم إجراء شقوق في الجلد، وغالباً ما تكون تحت تأثير التخدير العام، مثل جراحة شدّ الوجه، أو شفط الدهون. هذه العمليات تحتاج إلى وقت تعافٍ طويل، ولكنها تقدم نتائج طويلة الأمد.
أما الإجراءات غير الجراحية، فهي تعتمد على تقنيات طبية متقدمة لتحقيق النتائج، من دون الحاجة إلى شقوق جراحية كبيرة، أو وقت تعافٍ طويل. هذه الإجراءات تشمل الحقن، مثل البوتوكس والفيلر، والعلاجات بالليزر، أو الموجات فوق الصوتية. ويتمثل الفارق الأساسي في أن الإجراءات غير الجراحية قد تحتاج إلى تكرارها دورياً، للحفاظ على النتائج.
وللمرضى الذين يتساءلون عن الخيار الأفضل لهم، يعتمد القرار على عوامل عدّة، منها المشكلة التجميلية التي يرغبون في معالجتها، وقدرتهم على تحمّل فترة التعافي، وتوقعاتهم بشأن النتائج. لذلك، من الضروري إجراء استشارة متخصصة لتحديد الأنسب لكل حالة.
مع خبرتك الواسعة في مجال التجميل، كيف تديرين توقعات المرضى لضمان نتائج مُرضية وواقعية؟
إدارة توقعات المرضى أمر بالغ الأهمية في هذا المجال. ويعتمد النجاح على التواصل الفعّال مع المريض.
أولاً: يجب تحديد أهداف واضحة وواقعية منذ البداية. فعلى سبيل المثال، لا يمكن أن يتوقع المريض أن يتحوّل إلى شخص آخر تماماً بعد إجراء تجميلي، ولكن يمكن تحقيق «تحسينات» كبيرة تعزز من مظهره، وشعوره بالرضا.
ثانياً: وضع خطة علاج مفصلة توضح للمرضى ما يمكن توقعه خلال فترة التعافي، والنتائج التي يمكن تحقيقها.
ثالثاً: التواصل المستمر مع المريض خلال هذه الفترة، وإعطاؤه مساحة لطرح الأسئلة، والتعبير عن مخاوفه، يضمن أن تكون توقعاته وآماله ضمن حدود ما يمكن تحقيقه فعلياً.
ما النصائح التي تقدمينها لمن يفكر في إجراء جراحة تجميلية لأول مرة؟
قبل اتخاذ قرار الخضوع لجراحة تجميلية، هناك عوامل عدّة يجب أخذها في الاعتبار:
أولاً: من الضروري التفكير، بشكل جاد، في التغيير الذي يريد الشخص تحقيقه، وما إذا كان هذا التغيير يحتاج إلى جراحة، أم يمكن تحقيق النتائج المطلوبة من خلال طرق غير جراحية.
ثانياّ: اختيار الجرّاح بحكمة، إذ من المهم التحقق من مؤهلات الجرّاح، وخبراته السابقة، من خلال البحث وطلب المشورة.
ثالثاً: إجراء استشارة شاملة مع الجرّاح لطرح الأسئلة الصحيحة، وفهم جميع جوانب العملية، من النتائج المتوقعة إلى المخاطر المحتملة.
رابعاً: يجب على المريض أن يمنح نفسه الوقت الكافي للتفكير بعد الاستشارة، وقبل اتخاذ القرار النهائي.
خامساً: رعاية ما بعد الجراحة أمر مهم لضمان تحقيق النتائج المرجوّة.
صناعة الجمال في المستقبل سترتكز على الإجراءات غير الجراحية واعتماد تقنيات التجديد الخلوي وعلاجات مكافحة الشيخوخةnn
كيف تستشرفين مستقبل جراحة التجميل وصناعة الجمال في السنوات المقبلة؟
أستشرف انخفاضاً في عدد العمليات الجراحية التجميلية، مع زيادة كبيرة في استخدام التقنيات غير الجراحية، مثل الحقن، والعلاجات بالليزر والترددات الراديوية. هذه التقنيات تتيح للمرضى تحقيق نتائج ملحوظة، من دون الحاجة إلى فترات طويلة للتعافي، أو مواجهة مخاطر الجراحة التقليدية.
إضافة إلى ذلك، التطوّرات في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات يمكن أن تسهم في تحسين دقة العمليات، وتقليل المخاطر، ومن المتوقع أن نشهد تطوراً في تقنيات التجديد الخلوي (التجديد المستمر لخلايا الجسم)، وعلاجات مكافحة الشيخوخة، ما يساعد الأفراد على الحفاظ على مظهر شبابي لفترات أطول.