11 فبراير 2021

د. باسمة يونس تكتب: كيف تتزوج؟

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية. أصدرت (10) مجموعة قصصية، (4) روايات،(12) نص مسرحي وعدة أعمال درامية وإذاعية .حاصلة على أكثر من( 22 ) جائزة في مجالات الرواية والقصة والمسرحية

د. باسمة يونس تكتب: كيف تتزوج؟

في البداية سيكون صعباً عليك تخيل حاجتك إلى دروس تعلمك كيف تتزوج ما دامت طقوس الزواج من فرحة الخطوبة وتفاصيل الحفل ومتعة ثياب العرس الخاصة وأضواء المكان والعيون المعجبة ستجعل كل شيء يبدو سهلاً وممتعاً ومتألقاً ولن يكون هناك مكان للتفكير في صعوبة الأمر أو الحاجة للتعلم.

ولكن الزواج ليس كذلك، ولن يبدأ وينتهي بمجرد إقامة حفل زفاف ناجح أو مبهر، بل هو مشاركة حياتك مع شخص آخر لا تعرفه، وكل ما تعرفه عنه لا يضمن لك معرفته كما ينبغي، وهذه المعرفة تمثل تحدياً كبيراً لمن ليست لديهم خبرة في التعامل مع الآخرين. ومن أجل الدخول في الحياة الزوجية يجب أن تمتلك المعرفة والخبرة في إدارة العلاقات وتكون لديك القدرة على الالتزام بخطة تسعى لإنجاح الزواج، وأن تحب شريكك، و تثابر على قراءة وفهم التغيرات والتطورات التي ستحدث في حياتك وتكون قادراً على تقديم الاحترام ومبادلته معه ومستعداً تماماً لمسامحته والوقوف إلى جانبه في أي ظرف أو عند حاجته لك.

إن الزواج الناجح، لن ينجح لقيامه على الحب والاحترام، بل لأن كلا الزوجين يعرف دوره وكليهما مستعد للقيام بهذا الدور الذي سيبدأ بعد انتهاء حفل الزفاف مباشرة من أجل تثبيت أساسيات الحياة الزوجية وتوطيد أواصرها. ونجاح الزواج سيبدأ من اليوم الأول ولن يتوقف ويجب أن ينسجم مع طبيعة الحياة ومتغيراتها ومستجداتها غير المتوقعة.

وإدارة العلاقات بين الزوجين تعني التواصل الواضح والمتكرر، وعدم الاكتفاء بما كان عليه تفاهمها السابق قبل الزواج وقبل الاستقرار في بيت واحد مشترك، فبعد انتهاء حفل الزفاف سيفتح باب آخر، لن يتمكن العروسان من دخوله ما لم يعرف كل منهما مفاتيح الدخول وكيفية استخدامها ومتى وأين وبأن يكون صريحاً بشأن ما يشعر به، ولطيفاً ومحترماً عند التواصل، ويبقي خطوط التواصل مفتوحة دائماً، فلا تتوقف عند حدود ولا تختصر بموقف. وأهم ما عليهما فهمه أن الزواج لا يجعل أياً من الشريكين مثل كتاب مفتوح كما يعتقد البعض، بل ما ينجحه أن يبقى التواصل بينهما مستمراً، وأن يكون كل منهما مستمعاً جيداً للآخر وأن يأخذ الوقت الكافي لفهم ما يريده وما يحتاجه، فلا يثق بمعرفته السطحية لما يريد ولا يظن بأن ما سمعه من غيره عن أن الصداقة أو الخطوبة أو العلاقة ما قبل الزواج، ستسهل عليه إنجاح الزواج تلقائياً، كاف أو صحيح.

ومن المهم كذلك تقدير الشريك وإخباره دائماً بأهميته في حياتك وامتنانك لما يفعله في كل مرة يقوم بها بعمل، حتى لو كان عملاً يومياً روتينياً أو واجباً من واجباته، فالزواج لا يفرض على أي من الزوجين القيام بكل ما يتوقعه أحدهما من الآخر ولا يحرم أياً من الشريكين من رغباته أو شغفه أو طموحاته، لكن شكره وإشعاره بالامتنان لما يقدمه، سيجعله يقوم به يومياً وبدون تردد.

وأكثر ما يفسد السعادة الزوجية النقد والازدراء والمماطلة والدفاع والعدوانية أثناء المشاجرات التي ستحدث لأي سبب، وأفضل ما يعززها التسامح والدعم العاطفي وبناء الثقة وتحمل مسؤولية الأفعال والاستعداد لتعويض الشريك بعد أي خلاف وتخصيص وقت له.