14 ديسمبر 2021

د. باسمة يونس تكتب: الأذكياء في الحب

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية. أصدرت (10) مجموعة قصصية، (4) روايات،(12) نص مسرحي وعدة أعمال درامية وإذاعية .حاصلة على أكثر من( 22 ) جائزة في مجالات الرواية والقصة والمسرحية.

د. باسمة يونس تكتب: الأذكياء في الحب

يسود الاعتقاد على الدوام بأن من يتمتعون بذكاء مرتفع لا يقعون في الحب بسهولة، وإن حدث وأحبوا فحبهم ظاهري وليس عميقا، فكلما ارتفع معدل الذكاء لدى الفرد، تقل احتمالية أن يقع في حب الشريك والإخلاص له وكلما كان الرجل أكثر ذكاءً، زاد احتمال قيامه بخداع شريكته.

لكن الدراسات التي أجراها علماء في كلية لندن للدراسات ربطت بين ارتفاع معدل ذكاء الشخص ودرجة وقوعه في الحب وارتفاع حالات الإخلاص الزوجي وأشارت إلى أنهما يسيران جنبًا إلى جنب والاستثناء الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية راسخة.

ويتطور الحب في حياة الأذكياء باستمرار ليعزز ارتباطهم أكثر وكلما كان حب الشخص أعمق، كان زواجه أقوى أيضًا.

ويضيف العلماء بأن الرجال الأذكياء أقل احتمالا لخيانة زوجاتهم وأقل عرضة للخيانة منهن وكلما كان الرجل أكثر ذكاءً، قل احتمال خداع شريكته أو وقوعه ضحية خداع.

وبعد تحليل استطلاعين واسعي النطاق أجريا في الولايات المتحدة، اكتشف الباحثون أن الرجال ذوي الذكاء المرتفع لديهم التزام أقوى تجاه الزواج وعلى عكس ما هو مرجح. وبحسب الدراسة لا يعتمد اخلاص أو خيانة النساء على ذكائهن ولم تظهر أي صلة على الإطلاق بين ذكاء المرأة والإخلاص الزوجي فالصلة بين الإخلاص والذكاء لا تنطبق على النساء لأنه من المتوقع دائمًا أن يكن مخلصات على عكس الرجال.

وينتهي أمرا الرجال الذين لا يستطيعون التكيف بالخضوع للإغراء والغش ولكن مع ترجيح كونهم أكثر بلاهة ليفعلوا ذلك. ويضيف العلماء بأن الرجال غير المخلصين يملكون معدل ذكاء أقل مما يملكه الأوفياء والأكثر ولاء لشركائهم وهو ما يجعل الرابط بين الحب والذكاء أكثر اقناعا وقبولا.

وتعتبر الحياة العاطفية للأشخاص الأكثر ذكاءً معقدة للغاية فقد يصعب عليهم العثور على الحب والاحتفاظ به وربما يشعرون بأنهم يساء فهمهم في العلاقات ولا يكونوا متأكدين تماما مما قد يفعلونه بشكل خاطئ.

ولأنه من المتوقع بأن الأشخاص الأذكياء يمتلكون كل شيء لكنهم في الواقع يجدون صعوبة في العثور على الشريك المناسب والوقوع في الحب وتكوين علاقات طويلة الأمد. وتحتمل الدراسة أن تكون عقول الأشخاص الأذكياء للغاية هي المسؤولة فعليا عن تعقيد حياتهم العاطفية أكثر قليلاً من غيرهم لأنهم يقدرون استقلاليتهم أكثر من أي شيء آخر وهو ما يخلق توترًا مع شركائهم بمجرد انتقالهم للعيش معًا.

ويحتاج هؤلاء الشركاء إلى فهم واحترام أهمية وقتهم ومساحتهم الشخصية لتكوين علاقة قوية ودائمة معهم. والأذكياء حذرون للغاية ولا يؤمنون بالحب من النظرة الأولى بسبب قدرتهم على تذكر آلام الماضي ولا يندفعون في العلاقات عندما يكونون عازبين لأنهم يتخذون قرارات واعية ولأنهم لا يستطيعون منع أنفسهم من تحليل الأشياء والافراط في التفكير بما قد يكون ضارا لهم ولكنه من جانب آخر يحافظ عليهم من الوقوع في الحب بسرعة كبيرة.

وغالبًا ما يبدو الأشخاص الأذكياء أكثر تركيزًا على حياتهم المهنية من حياتهم العاطفية وهو أمر غير مفاجئ لأنهم يعتبرون مهنهم المكان الأنسب لشعورهم بالرضا والتقدير والنجاح وهو ما على شركائهم تفهمه.

وعادة ما يتزوج الأذكياء في وقت متأخر قليلاً عن أقرانهم، وهو ما قد يكون لصالحهم للبدء بعلاقة مكتملة وناضجة.

 

مقالات ذات صلة