14 ديسمبر 2021

لهذه الأسباب.. لا تشعرين بالأمان في حياتك الزوجية

محررة متعاونة

لهذه الأسباب.. لا تشعرين بالأمان في حياتك الزوجية

من أبجديات السعادة الزوجية هو أن نشعر بالأمان مع شريك الحياة، ولعل السبب الرئيسي في الكثير من الخلافات الزوجية يكون سببه عدم شعور الزوجة بالأمان تجاه الزوج خاصة في زماننا الذي أصبحنا نرى فيه علاقات زوجية دامت لسنوات طويلة قد تزيد على ربع قرن ثم انتهت بالطلاق بعد ذلك.

سألت «كل الأسرة» عدداً من أساتذة الطب النفسي وخبراء العلاقات الزوجية والأسرية حول أسباب الشعور بعدم الأمان في الحياة الزوجية، وكيف تتخلص الزوجة من هذه المشاعر، وهل حقاً شعور المرأة بعدم الأمان قادر على إفساد أوقاتها وحياتها مع زوجها:

via GIPHY

قلة الوفاء جعلت العديد من الزوجات في معاناة كبيرة من الشعور المستمر بأن علاقتهم مهددة

تؤكد الدكتورة ميرفت رجب، استشاري الصحة النفسية والخبيرة في الشؤون الأسرية بالقاهرة، أن الواقع يحمل لنا قصصاً حياتية كثيرة عن الغدر وقلة الوفاء جعلت العديد من الزوجات في معاناة كبيرة من الشعور المستمر بأن علاقتهم مهددة مما يؤدي إلى الإحباط والإرهاق والقلق الدائم.

وتقول «تبدأ بعض العلاقات الزوجية بين الشريكين قوية دافئة ملأى بالمشاعر والأحاسيس الجميلة والحب الملتهب ولكنها بمرور الأيام تتحول إلى علاقة فاترة وباهتة وروتينية، وهنا يكون الفيصل الذي يحكم مدى استمرارية العلاقة بينهما مقدار الوفاء والإخلاص بينهما».

ومن أهم وسائل تدعيم الشعور بالأمان والحب والمودة بين الزوجين هو تقديم الدعم المعنوي من الطرفين في وقت الأزمات بالذات ولعل هذا الشعور سائد وطبيعي لدى الزوجة عندما يمرض الزوج أو يمر بضائقة لكن على العكس عندما تتعرض المرأة لضائقة أو مرض نجد أحياناً الزوج لا يبالي ولا يهتم ولا يقوم بواجبه نحو منحها الاهتمام الكافي والسند مما يولد لديها شعوراً بعدم الأمان مع الزوج حتى لو اعتذر آلاف المرات، وحتى عندما تقوم من وعكتها يظل هذا الإحساس يلازمها لأن ما شعرت به من جفاء وإهمال من الزوج يكون من أكثر الأمور المؤلمة التي يمكن أن تشعر بها تجاه الزوج.

وترى الدكتورة ميرفت رجب أن تسرب هاجس عدم الأمان إلى قلب الزوجة من أكثر المشاعر التي تفسد حياتها مع زوجها لذلك ينبغي عدم التسرع في الحكم على الزوج أنه غير وفي ومخلص، فلربما يكون السبب طريقة تعامل كلا الطرفين من الأزمة، فأحياناً يكون الزوج من النوع الذي لا ينتبه إلى المطلوب منه إلا عندما تطلبه الزوجة بشكل مباشر وصريح أما الزوجة فيكون لديها حاجز تفرضه عليها كرامتها فترى أنه لا ينبغي عليها أن تطلب الاحترام والتقدير من زوجها بل يجب أن يقدمه من تلقاء نفسه.

via GIPHY

تهديد الزوج الدائم بالطلاق من التصرفات التي تحول دون استقرار الحياة الزوجية، لأن الزوجة تشعر بالتهديد دائماً وهو سلوك مرفوض

يتفق معها الدكتور عبد المجيد عويس، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، ويؤكد أن النساء يبحثن دائماً عن الاهتمام والشعور بالأمان، ومما يزيد إحساس عدم الأمان لدى العديد من الفتيات اليوم هو عيش طفولة ملأى بالصدمات والمشكلات، مثلاً كأن تكون الفتاة تربت بين أبوين منفصلين أو أن الأب تزوج مرة أخرى بعد عشرة سنوات طويلة مع الأم. وهنا تكون المعتقدات السلبية لدى الزوجة عن العلاقات الزوجية هي السبب الدائم في عدم الإحساس بالأمان تجاه الشريك. وفي المقابل البعض يبني أحلاماً غير واقعية، حيث تستند معظم الزيجات غير السعيدة إلى أحلام غير واقعية. عندما يتزوج الزوجان تكون لديهما أفكار وردية حول الزواج، لكن عندما تلتقي هذه الأحلام بالواقع، فإنها تتحطم.

ويؤكد استشاري العلاقات الأسرية أن من الأشياء التي تشعر الزوجة بعدم الأمان وتكون سبباً في سوء حالتها وتعاملها لا شعورياً هو التهديد بالطلاق أو التهديد بالزواج أو التهديد بالخروج من البيت، موضحاً «تهديد الزوج الدائم بالطلاق من التصرفات التي تحول دون استقرار الحياة الزوجية، لأن الزوجة تشعر بالتهديد دائماً وهو سلوك مرفوض، وعلى كل زوج يقوم به أن يضع حداً له إذا كان حريصاً على تحقيق استقرار الحياة الزوجية. وكثيراً ما أحذر الأزواج من تجنب التهديد بالطلاق لأنه يفقد الزوجة الشعور بالأمان ويفقدها الثقة فيه ويصيبها بالحزن والكآبة ويحدث فجوة كبيرة جداً بينها وبينه».

وينصح الدكتور عويس المرأة أن تكون واثقة بنفسها، وألا تبني حياتها على أوهام الخوف من الانفصال، الأمر الذي يدفعها إلى الاستسلام لتصرف الزوج بالتهديد أو الحلف بالطلاق، إلى الخنوع والاستسلام دون سبب وجيه، بل عليها أن تواجه هذا التصرف بالسؤال والبحث عن الأسباب الداعية لمثل هذا التصرف.

via GIPHY

الزوجة تبحث عن الأمان والمودة والشعور بالطمأنينة وعندما تنعدم هذه الأمور ستلجأ للطلاق

أما الدكتورة نجلاء نبيل، مستشارة العلاقات الزوجية والأسرية وخبيرة التنمية البشرية، فتؤكد أن غياب الأمان بين الأزواج يجعل الحياة بينهما كلها ريبة وخوف وجفاء، «إن المرأة التي يغيب عنها إحساس الأمان فيما يتعلق بمستقبلها مع الزوج قد تدخل في حالة نفسية قد تتطور لتصل إلى حد الاكتئاب الشديد مع عدم القدرة على مواجهة المجتمع ومن حولها من الناس. فالمرأة عندما تختار شريك حياتها مهما كان السبب في إقدامها على الزواج فإنها تبحث عن الأمان والمودة والشعور بالطمأنينة وعندما تنعدم هذه الأمور التي تعتبر من أساسيات نجاح أي زواج فإنها ستلجأ للطلاق لتقليل الضرر الناجم عن هذا الزواج».

لكن الدكتورة نجلاء نبيل ترى أيضاً أن من إيجابيات عدم الشعور بضمان الزوج أن الزوجة تكون دائماً منتبهة وليست غافلة وتكون حريصة على تحسين حياتها الزوجية، فالخوف من فقدان شريك الحياة وعدم دخولها في مرحلة الأمان الكامل يجعل لديها دائماً الإحساس بأنه قد ينظر للأخريات فتهتم بنفسها وعلاقتها الحميمة معه.

وتحذر مستشارة العلاقات الزوجية الزوجات من أنه عدم القناعة والبحث دائماً عما لدى الآخرين من نعم ومزايا ومقارنتها بما لا نملك يجعل الزوج دائما ينفر من البيت ومن الزوجة، فلا داعي من مقارنة زوجك بزوج صديقتك أو أختك.