الحب بين الزوجين ليس حباً مخصصاً فقط لأيام الزفاف أو الذكرى السنوية أو يوم الحب، لكن أحياناً هذه المناسبات تكون فرصة ذهبية لتجاوز أي خلاف وإصلاح الأمور بين الزوجين.
فكلنا يعلم أن متاعب الحياة تسبب لنا بعض الجفاء وبعضاً آخر من التعاسة، لذلك عادة ما يصاحب العلاقة الزوجية والحياة في بيت واحد عدد من الخلافات والمشاكل التي ربما تجعل من الحياة روتينية ومملة ، لذلك يعتبر الاحتفال بيوم الحب مناسبة جيدة لتجديد الرومانسية والبحث عن حلول لإنعاش العلاقة الزوجية.
«كل الأسرة» طرحت على عدد من خبراء الطب النفسي والاجتماع والعلاقات الزوجية والأسرية هذه الأسئلة: كيف يستغل الزوجان يوم الحب ليبدآ معاً صفحة جديدة بعيداً عن الخلافات؟
التعبير عن مشاعر الحب والاهتمام يختلفان من شخص إلى آخر، فلا تطالبي زوجك بأن يحبك بالطريقة التي تريدينها
في البداية تؤكد الدكتورة إيمان عبدالله، استشارية الصحة النفسية والعلاقات الزوجية وتعديل السلوك بالقاهرة، أن الحياة مع من نحب في حد ذاتها سعادة علينا التمسك بها والحفاظ عليها، لكنه من الوارد أن تواجه هذه السعادة بعضاً من المشاكل، فالرجل والمرأة مخلوقان كي يعيشا متفاهمين ومتفقين ولكن الحياة اليومية لا تخلو من المشاكل والخلافات وسوء التفاهم والعوامل التي تطفئ الحب في حياة أي زوجين، ويوم الحب يكون مناسبة جيدة جداً إذا ما تم استثماره لإنعاش الحب والقضاء على الخلافات.
وتقول «مناسبة يوم الحب فرصة لطيفة تعشقها الزوجات والفتيات وينتظرنها من العام للعام لكنها ليست الدليل الوحيد على الحب ولا ينبغي أن تكون سبباً لتفاقم الخلاف وزيادة المشاكل بين الزوجين إذا لم يتذكر يوم الحب بكلمات رقيقة وهدية وخلافه، فالأفضل للزوجين الترفع عن صغائر الأمور خاصة إذا كان هذا الأمر حدث بدون تعمد نتيجة انشغال الزوج في متطلبات الحياة اليومية وزحمة العمل».
وتشدد الاستشارية الأسرية على أن التعبير عن مشاعر الحب والاهتمام يختلفان من شخص إلى آخر، فلا تطالبي زوجك بأن يحبك بالطريقة التي تريدينها ولا تستسلمي للإحباط والضيق تجاه زوجك لمجرد أنه خذل توقعاتك في الاحتفال بيوم الحب. ولذلك دائماً ما أطالب الزوجات بعدم الغضب وافتعال المشاكل وأن يتحلين بالعقل والرزانة فالمناسبات سواء كان يوم الحب وذكرى الزواج ما هي إلا يوم واحد فقط فإذا لم يكن هذا اليوم فرصة للتقارب لا تجعلنه يتسبب في التباعد والخلاف ولا داعي لاختلاق المشاكل على أسباب تافهة قد تترك آثاراً بالقلوب تعيش لسنوات، فلا تحملن أنفسكن وشركاءكن فوق طاقتهم.
إحضار الهدية للزوجة يكون له وقع كبير في نفسها ويحسن كثيراً من حالتها النفسية
أما الدكتورة رحاب العوضي، استشاري الصحة النفسية وعلم النفس السلوكي بالقاهرة، فتؤكد أهمية أن يدرك الأزواج مدى أهمية المناسبات الخاصة كيوم الحب وذكرى الميلاد وذكرى الزواج وغيرها من المناسبات لدى السيدات خاصة المرأة الرومانسية، لذلك يجب على الزوج ألا يتغافل أو يتناسى هذه المناسبة والاحتفاء بها لأن تعمد ذلك يسبب حزناً ومشاعر سلبية في نفس وقلب الزوجة ويجعل المناسبة تمر عليها مروراً ثقيلاً ومؤلماً مع الشعور بالحنين لأيام الزواج الأولى.
وتخاطب الاستشارية النفسية رحاب العوضي الأزواج قائلة «حتى وإن لم تضيق الزوجة بالأمر وتعبر عن سخطها لكن هذا لا يعني أنها غير مكترثة خاصة أن هذا اليوم يمكن استغلاله بأمور بسيطة ليكون بداية لحوار استثنائي يزيح عنهما روتينية الحياة التي يعيشاها معاً، وكل امرأة في أمس الحاجة في يوم الحب للكلمة الحلوة والمعايدة الرقيقة والابتسامة الجميلة التي تنتظرها من شريك العمر».
وتؤكد الاستشارية النفسية أن إحضار الهدية للزوجة يكون له وقع كبير في نفسها ويحسن كثيراً من حالتها النفسية ويرفع من معدلات هرمون السعادة لديها، وحتى وإن كانت الزوجة تعمل أو لديها دخل ولا تحتاج لهذه الهدية لكن لها مدلولاً نفسياً ومعنوياً رائعاً لديها، لكنها تذكر أيضاً الأزواج والزوجات بأهمية الحرص على تبادل التهاني بيوم الحب وتبادل الكلمات الحانية أيضاً لإنعاش الحياة الزوجية وتجديدها.
تنقلب حياة الزوجة رأساً على عقب عندما يتجاهلها الزوج في الهدية والتهنئة بيوم الحب وتشعر بالإهمال والانكسار
وكذلك يلفت الدكتور حسام الوسيمي، خبير علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، إلى يوم الحب باعتباره يبرز مشاعر قد يغفل عنها الناس أو قد تلهيهم الحياة عن الإفصاح عنها، إذ يعتبر هذا اليوم فرصة لإضافة البهجة والسعادة على مختلف أنواع العلاقات، ومن ثم استغلال هذا اليوم للتعبير عن الحب أمر صحي لا فكاك منه، ويبين «لا شك أن الهدية تكون بمثابة رسالة محبة وجسر مودة بين الزوجين وينبغي أن يتبادل الزوجان الهدايا مع بعض كلمات المحبة والتقدير والإعزاز، ويجب على الزوجة وكذلك الزوج أن يتقبلا الهدية حتى ولو كانت رمزية بمنتهى الحب والامتنان ولا يتخذا من قيمة الهدية ذريعة للخلاف والنكد، ومن أفضل الأشياء أن يتفق الزوجان على استغلال يوم الحب ويفتحا صفحة جديدة بعيداً عن الخلاف وأن يعاهدا نفسيهما على ذلك».
وينصح الدكتور الوسيمي الأزواج بالحرص على تقديم الهدية للزوجة بشكل رومانسي لأن هذا الأمر يجعل الزوجة تفرح وتملأ قلبها بالبهجة والسرور حتى ولو كانت قيمتها بسيطة لكنها تحمل كل المعاني الجميلة من الحب والود والإخلاص. وفي المقابل تنقلب حياة الزوجة رأساً على عقب عندما يتجاهلها الزوج في الهدية والتهنئة بيوم الحب كما تشعر بمنتهى الإهمال واللامبالاة والانكسار والذبول وكأن الحب كله يتلخص في كلمات المعايدة الرقيقة التي لم تسمعها والهدية التي لم تحصل عليها.
اقرأ أيضًا: ما أهمية تبادل الهدايا بين الزوجين؟