معدن الزوجة الصالحة يظهر في الشدائد.. كيف تساندين شريك حياتك في وقت الأزمات؟
الزوجة الأصيلة هي التي تقف خلف زوجها في عمله وحياته وحقاً فإن وراء كل رجل عظيم امرأة تدعمه وتشد على يده، فالمرأة قد تكون خير سند لزوجها في المحن، وقد تكون عكس من ذلك، فبعض النساء عندما يمر الزوج بأزمة ما كأن يقع في محنة أو تتغير ظروفه تتغير هي الأخرى إلى صورة سلبية حتى إنه ليجدها إنسانة أخرى غير التي يعرفها.
«كل الأسرة» طرحت عدداً من التساؤلات حول الدعم النفسي لشريك الحياة في وقت الأزمات وسألت خبراء العلاقات الزوجية والمتخصصين في العلاج الزواجي وتعديل السلوك: كيف تدعم المرأة زوجها عندما يمر بضائقة مالية أو تصيبه أزمة ومشاكل في العمل؟ وما هي الطريقة الأمثل للتعامل نفسياً مع الزوج في وقت أزمته؟ وما هي التأثيرات النفسية لتخلي الزوجة عن زوجها في وقت الضائقة ورفضها تحمل ظروفه؟
تعديل قائمة الضروريات في وقت الأزمات
بداية، تؤكد الدكتورة عطيات الصادق، استشاري العلاقات الإنسانية وخبيرة التنمية البشرية، أن موقف الزوجين في وقت الأزمات لا ينسى أبداً، فعادة المرأة التي اعتادت عدم تحمل المسؤولية والحياة المرفهة يصعب عليها أن تجد نفسها في الحياة البسيطة الصعبة فسرعان ما تسأم من الزوج ويقل صبرها ويصعب عليها تحمل الزوج وقت تعبه ومرضه أو وقت ضائقته المالية، هنا تظهر معادن النساء، فصاحبة الدين والخلق تجدها أفضل ما تكون في الشدائد.
وتقول «الشعور بالألم من أجل ألم الآخر له أثر كبير في بناء المحبة والمودة بين الزوجين، وتقريبهما من بعضهما بشكل أكبر، ولذلك يجب على الزوجة:
- أن تتعامل مع زوجها بذكاء في وقت الأزمات.
- أن يجد عندها القلب الحنون الذي يستمع إليه ويحن عليه دون أن تجادله.
- أن تتركه حتى يتحدث معها بكل ما داخله دون أن تعبر له عن أخطائه ودون أن تحمله المسؤولية أو تتناقش معه.
- أن تعطيه رأياً أو حلاً إذا كان الزوج يريد أن يسمعها ويتقبل نصيحتها وإذا لم يتقبل ذلك فلا تعطيه نصائح؛ بل تسمعه فقط.
- إذا كان الزوج يمر بظروف اقتصادية صعبة فعليك الاستغناء عن شراء بعض الأشياء غير الضرورية سواء الخاص بك أو بالمنزل، سواء مكياج أو ملابس جديدة إذا كنت غير محتاجة إليها، أو حتى أطعمة ورفاهيات غير ضرورية للأطفال والأسرة بشكل عام.
- أن يساعدك على ذلك كتابة قائمة بالأشياء الضرورية في بداية كل شهر حتى يمكنك الشراء بعقل وحكمة».
مساندة الزوج ليبدأ من جديد
ويوافقها الرأي الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة، في أن دور المرأة الإيجابي يظهر في قوتها في الشدائد، فهي التي تقوم بدور إيجابي تجاه زوجها وقت المحن. فإن كانت ميسورة الحال قدمت له ما تقدر عليه من دعم مادي وعاطفي وبجهدها وطاقتها لينهض من جديد.
ويضيف «حتى وإن كانت الزوجة لا تملك ما تدعمه به فعليها دور مهم للغاية هو الدعم النفسي، وهذا ربما يكون أهم عن طريق تقويته وبث الأمل فيه وتذكيره بالصبر والرضا. وعليها نشر حالة بيئية في بيتها من الهدوء والاستقرار والقناعة وتذكير أسرتها بمن هم أقل حالاً وأكثر معاناة وتذكيرهم بالنعم التي يملكونها بمنة من الله وفضله».
وضع خطة هي وأولادها في ترشيد طلباتهم وحاجاتهم التي يريدونها فيتكاتف الجميع للمرور من نفق الأزمة
ويطالب الدكتور الحديدي الزوجات بالحرص على توفير جو من الهدوء والصفاء الذهني حتى يشعر أنها تقف بجانبه وتقدم له الدعم بمشاعرها له دون حتى الحديث أو ممكن بكلمات الدعم المناسبة للموقف مع توفير الهدوء والجو الأسري المناسب لتحسين نفسيته. كما يطالب الحديدي الزوجات بمحاولة المساعدة على تجاوز الأزمة والمحنة إذا كانت مادية عن طريق وضع خطة هي وأولادها في ترشيد طلباتهم وحاجاتهم التي يريدونها فيتكاتف الجميع للمرور من نفق الأزمة المؤقتة. مشيراً إلى أنه المهم في النهاية إشعار الزوج بأن الأسرة كلها يد واحدة، قانعة وصابرة معه وقت أزمته وضيقه.
دعم الزوج.. بلا لوم ولا عتاب
أما الدكتورة ولاء شبانة، استشارية الصحة النفسية وخبيرة التنمية البشرية بالقاهرة، فتوضح أن وقت الأزمات وما يصاحبها من مشاكل نفسية، فإن الطرف الآخر يكون في حاجة إلى معاملة خاصة حتى لا تتفاقم حالته النفسية سوءاً وحتى لا تنقلب حياة الزوجين إلى جحيم، فعلى الرغم من أن الزوج يحتاج من الزوجة أن تكون وفية له وتسانده وتدعمه، لكنه في الوقت نفسه ينتظر منها الاهتمام والمساندة بلا ضجر ولا ملل وأن تسانده وتقف إلى جواره وتدعمه معنوياً ونفسياً دون أن تثقل عليه باللوم والعتاب وتحميله مسؤولية ما وصلوا إليه.
هنا يجب على الزوجة وكذلك الزوج عدم التخلي عن الطرف الآخر مطلقاً، فالحياة الزوجية متقلبة ما بين السعادة والشقاء والصفاء والخلاف، والوفاء بين الزوجين يجب أن يكون في أعلى صوره خاصة في أوقات الأزمات والمشكلات الصعبة التي تعترض حياتهما الزوجية.
على الزوجة أن تحرص على هدوئها واتزانها وألا تلجأ لاستخدام العبارات القاسية والتي تثير من غضبه
وتشدد الدكتورة ولاء شبانة على الزوجين بأن فترات الشدة وأوقات الأزمات ما هي إلا أوقات عصيبة وتحتاج إلى رصيد هائل من الحب والحكمة كي يتجاوز الزوجان هذه الفترة بسلام ودون أن تؤثر سلباً في علاقتهما، ويجب على الزوجة أن تحرص على هدوئها واتزانها وألا تلجأ لاستخدام العبارات القاسية والتي تثير من غضبه. وتلفت إلى ضرورة أن تسهم الزوجة في الادخار مع زوجها في تلك الظروف الصعبة ومن المهم أن تقوم الزوجة بالادخار من مصروف المنزل أو مصروفها الشخصي حتى تنقذ زوجها وقت الاحتياج، فهذا يمكن أن ينقذ الأسرة وكذلك يجعل علاقتها بزوجها أقوى.
عند الأزمات.. تكثر الخلافات
ومن جهته، يشدد الدكتور علاء الغندور، استشاري العلاج النفسي والسلوكي والعلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، على أن أوقات الضيق عادة ما تكون أوقات ذروة الخلافات الزوجية وربما كانت السبب الأول من أسباب الطلاق في كثير من الأحيان، ويرى ضرورة أن يكون هناك سعة صدر لدى الطرفين والتماس للعذر للزوج عند غضبه وتذكر حسناته وخيراته وقت الرخاء.
ويناشد الدكتور الغندور الزوجات بعدم التخلي عن الزوج حتى وإن لم يكن الزواج ناجحاً وموفقاً فهذا ليس وقت التقييم؛ بل يجب على الزوجة أن تقوم بواجبها معه على أكمل وجه فلا تتأخر عن قيامها بمرافقته عند ذهابه للطبيب أو المستشفى وإظهار خوفها الشديد عليه من أن يصيبه أي أذى أو مكروه ودعمها له، ولابد إذن من القناعة بأن السعادة لا تكون بعلو المراكز والمناصب ولا كثرة المال.
مطالب الحياة الآن أصبحت صعبة وتفرض على الزوجين التعاون والتكامل لمواجهة مطالب الأسرة
ويحذر الاستشاري النفسي الأزواج والزوجات من زواج المصلحة والذي يكون قائماً على الطمع والجشع فهي من أكثر الصفات التي تجعل العلاقة الزوجية على كف عفريت ويجعل الزوجين على خلاف دائم لأن الزوجة مادية وكذلك الزوج الطماع لا يرضيان عن حياتهما أبداً، فمثلاً عندما ينشأ خلاف زوجي ويقوم الزوج بحل الخلاف بطريقة مادية بشراء هدية على سبيل المثال، في المرة القادمة لن تقبل الزوجة المادية أن ينحل الخلاف بهذه الهدية فهي تطمع بشيء أغلى وأثمن.
ويقول «مطالب الحياة الآن أصبحت صعبة وتفرض على الزوجين التعاون والتكامل لمواجهة مطالب الأسرة، لكن هذا لا يبرر أن يطمع الزوج في أموال الزوجة ويحاول استغلالها ويفرض عليها بيع ممتلكاتها لحل أزمته وضائقته المالية، فالواقع يؤكد أن بعض الرجال يبحثون عن حل أزماتهم من خلال ذهب الزوجة أو ممتلكاتها وهذا الأمر يجب أن يتم طواعية، فإن رفضت فلا يجب أن يكون ذلك سبباً لوجود أي خلاف لأنها صاحبة المال ولها الحرية في اختيار القرار المناسب لها».