الشخير.. هل هو السبب الحقيقي الذي قد يؤدي إلى انفصال أنانت أمباني وراديكا ميرشانت؟
في أوساط الأثرياء والمشاهير حيث الرفاهية والتفاخر هما القاعدة، قد تبدو أسباب الطلاق غامضة وغير متوقعة، وحينما انتشر خبر طلاق أنانت أمباني ابن الملياردير الهندي موكيش أمباني عن زوجته راديكا ميرشانت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي..
انطلقت الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي قد تدفع بعلاقة قائمة على البذخ إلى الانهيار، وما هي حقيقة أن يكون الشخير في أثناء النوم أحد تلك الأسباب؟ أم أن الزيجات التي تبدأ بالترف والإنفاق الهائل محكومة بالفشل منذ البداية؟
في هذا التحقيق الصحفي، نستكشف العلاقة بين البذخ في الزواج ومدى استدامته، وهل يمكن لبعض التفاصيل الصغيرة، مثل الشخير، أن تؤدي إلى نتائج غير متوقعة في علاقات تبدو للوهلة الأولى مثالية؟
تعد العلاقة الزوجية واحدة من أكثر العلاقات الإنسانية تعقيداً وحساسية، ومع مشاعر الحب والاحترام والتفاهم، يمكن أن يكون لبعض التفاصيل الصغيرة التي قد تبدو غير مؤذية، كالشخير، أن تترك آثاراً عميقة على هذه العلاقة، محدثاً توتراً يؤثر على انسيابيتها، الذي قد يصل أحياناً إلى حد التفكير في الانفصال أو الطلاق..
في هذا السياق تكشف هنادي علي، استشارية العلاقات الزوجية وتطوير الذات، كيف يمكن للشخير أن يتحول من مشكلة بسيطة إلى عقبة تهدد استقرار الزواج، تقول «الشخير كغيره من العوارض العضوية الأخرى التي لا تستدعي أن تصل العلاقة الزوجية لمرحلة الطلاق، كرائحة الفم الكريهة الناجمة عن التدخين أو التهابات اللثة والجيوب الأنفية أو نخر الأسنان، يمكن علاجها طبياً..
وقبل أن تستحيل العلاقة بين الزوجين ويُتخذ قرار الطلاق، ينبغي على الشريك مراجعة طبيب مختص للبحث عن علاج مناسب، فالعلاقة الزوجية ميثاق غليظ، يجب على الطرفين الاجتهاد للوصول لمرحلة المودة والرحمة والتآلف والتعايش، كما يمكن أن يكون قرار النوم في غرف منفصلة مناسباً في حال تعذر إيجاد العلاج المناسب».
استمرار الانفصال الليلي لفترات طويلة، يؤدي إلى حالة من «الطلاق العاطفي»
من جانب آخر، تشير هنادي لتداعيات استمرار فترة النوم في غرف منفصلة «يتضح أن نوم الزوجين في غرف منفصلة والابتعاد عن غرفة الزوجية يكون حلاً مناسباً في البداية، إلا أنه ومع مرور الوقت يحمل تطورات خطيرة تفتح الباب أمام تباعد عاطفي لا يمكن للطرفين ترميمه في ما بعد، وغالباً ما يكون رفض أحد الشريكين لنوم الآخر في غرفة منفصلة نابعاً من مخاوف أعمق تتعلق بالرفض أو التخلي..
وهو ما يمكن أن يُفسر على أنه رغبة في الحفاظ على القرب الجسدي كجزء من العلاقة الحميمة، ويعتبره البعض الآخر ضرورياً لاستمرار العلاقة»، توضح «استمرار الانفصال الليلي لفترات طويلة، يؤدي إلى حالة من «الطلاق العاطفي»، حيث يعيش الزوجان في نفس المنزل دون أن يجمعهما تواصل حقيقي، فيبدأ الشريك الذي يشعر بالتجاهل أو الإهمال بالبحث عن الاهتمام والدعم خارج إطار العلاقة الزوجية..
وبالتالي تصبح المشكلة أكثر تعقيداً، على الجانب الآخر رفض الشريك النوم في غرفة منفصلة يمكن أن يثير توترات إضافية، حيث يشعر الطرف الآخر بأنه ملزم بالتضحية براحة نومه للحفاظ على الانسجام في العلاقة، هذه التضحية، على الرغم من نواياها الحسنة، تسبب شعوراً بالضغط وبالتالي تعمق الفجوة بين الزوجين».
في ما فسر البعض الآخر خبر طلاق أنانت، على أن معظم الزيجات التي تتميز بالبذخ تنتهي بالطلاق السريع، هنا تبرز تساؤلات حول العلاقة بين الإسراف والرفاهية وبين استقرار الحياة الزوجية، وهل يمكن أن يكون البذخ في بداية الزواج سبباً كافياً لخلق فجوة بين الزوجين تؤدي إلى الانفصال، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً أكثر أهمية في تحديد مصير هذه الزيجات.
على هذا الصعيد، تكشف استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية والتربوية الدكتورة هالة إبراهيم سالم الأبلم، أن «العلاقة بين البذخ في الإنفاق على حفلات الزفاف ونهاية الزواج بالطلاق ليست قاعدة ثابتة أو حتمية، وذلك كون نتائج الزواج تتأثر بعدة عوامل معقدة تختلف من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى..
وتوفر القدرة المالية على تحمل تكلفة الأعراس الفاخرة يثبت صحة هذه النظرية في الكثير من الحالات، منها على سبيل المثال الزيجات التي تركز بشكل مفرط على المظاهر والشكليات على حساب جوهر العلاقة، فعندما يتمحور الزواج حول تنظيم حفل زفاف باذخ يظهر مدى الرفاهية، يغفل الجانبان المقومات الأساسية للعلاقة الزوجية المتينة كالحب، التفاهم، والاحترام المتبادل..
هذا الاعتماد على المظاهر يخلق فجوة بين الزوجين، حيث يكون كل طرف منشغلاً بتلبية توقعات الآخرين بدلاً من الاهتمام بتلبية احتياجات شريكه، كما يؤدي عدم قدرة الزوجين على قضاء وقتٍ كافٍ معاً، بسبب التزامات اجتماعية أو مهنية تفرضها طبيعة الحياة التي يعيشونها معاً، إلى ضعف التواصل وبالتالي يفتح الباب للانفصال العاطفي، ليزداد الشعور بالعزلة مع مرور الوقت ويصبح الزوجان غريبين تحت سقف واحد وبالتالي يبدأ التفكير في الطلاق كحل نهائي».
ترصد د. هالة الأبلم، أسباباً و عوامل أخرى لفشل هذه الزيجات «تضخم الأنا لدى أحد الزوجين أو كليهما نتيجة وجود المال والترف، ينجم عنه الكثير من الصراعات والمحاولات حول فرض السلطة والسيطرة، حيث يشعر كل طرف بأحقية اتخاذ القرارات بشكل فردي مستنداً إلى قدرته المالية ومتسبباً في توتر وعدم توازن في العلاقة وبالتالي تنعدم الثقة والاحترام وهي عناصر مهمة وأساسية لأي علاقة ناجحة..
بالإضافة إلى أن هذا النوع من الزيجات تكون مصحوبة بتوقعات غير واقعية، حول ما يجب أن تكون عليه الحياة الزوجية، وعدم تحقيق هذه التوقعات يشعر الأزواج بخيبة أمل كبيرة تدفعهم للبحث عن أسباب خارجية لتبرير هذا الفشل بدلاً من مواجهة الواقع والعمل على حل المشاكل، ما يقود إلى تدهور العلاقة الزوجية بشكل سريع».
نصائح طبية لتلافي تأثير الشخير على العلاقة الزوجية
على الصعيد الطبي، يضع الدكتور محمد جبر، استشاري طب الأنف والأذن والحنجرة عدة توصيات لتلافي تأثير مشكلة الشخير على العلاقة الزوجية، منها:
- التخلص من الوزن الزائد، يأتي في مقدمة الحلول التي يمكن أن تسهم في علاج الشخير، وبحسب الدراسات، تشكل زيادة الوزن سبباً رئيسياً للشخير، حيث إن تراكم الدهون في منطقة الرقبة يضغط على مجرى الهواء، ما يؤدي إلى تضييقه، وبالتالي اتباع حمية غذائية صحية مصحوبة بممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل الوزن والتخلص من مشكلة الشخير بشكل ملحوظ.
- الابتعاد عن التدخين، إجراء آخر يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً، حيث يؤثر التدخين سلباً على مجرى الهواء العلوي مسبباً تهيجاً في الأنسجة وتورمها، وبالتالي يقلل المساحة المتاحة للهواء ويؤدي إلى الشخير، بالإضافة إلى أن التدخين يزيد من احتمالية تعرض الجهاز التنفسي لأعراض التهابات واحتقان الممرات الأنفية.
- تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل من العادات التي يجب تجنبها للحد من الشخير، كما أن الكحول يتسبب في ارتخاء عضلات الحنك واللسان والبلعوم، ما يزيد من احتمال حدوث الشخير أثناء النوم.
- العلاج بجهاز التهوية الآلية (CPAP) يُعد من الحلول الفعالة للأشخاص الذين يعانون من الشخير المزمن، وهو عبارة عن قناع يرتديه المريض أثناء النوم، يعمل على منع انسداد الطرق الهوائية، ما يساعد في تقليل أو منع الشخير تماماً.
- في حال عدم فعالية جميع الحلول السابقة، يكون «التدخل الجراحي» هو الخيار الأخير، حيث يتم تحديد نوع الجراحة المناسب بناءً على الفحص السريري والتي يمكن أن تتضمن علاج اللحميات الأنفية، وتصحيح انحراف حاجز الأنف، أو جراحات الحنك واللوزات والجزء الخلفي من اللسان.