تشكّل المفاجآت الإيجابية جزءاً أساسياً ومهماً لنجاح العلاقة الزوجية، فهي تضفي جوّاً من التجديد والإثارة بين الزوجين، وتكسر الروتين الذي يمكن أن يتسلّل إلى الحياة اليومية. وتعزز من شعور الشريك بالاهتمام والتقدير، وتفتح باباً أعمق للتواصل والتقارب، وتشعل شرارة الودّ والحب.
د. عبد الله الجنيبي
عن أهمية المفاجآت الإيجابية كوسيلة لتجديد الحياة الزوجية والأُسرية، يبين الباحث في شؤون الأسرة الدكتور عبد الله الجنيبي «في ظل الضغوطات اليومية التي تواجهها الأسرة، نتيجة متطلبات الحياة العصرية وتغيّرات نمط العيش السريع، يزداد الروتين اليومي، وتتراكم الأعباء التي تولد معها أجواء سلبية تؤثر في العلاقات الزوجية..
هنا تظهر أهمية المفاجآت، بمختلف أنواعها، سواء كانت بسيطة مثل تقديم هدية غير متوقعة، أو الترتيب لعشاء رومانسي مفاجئ، وسيلة لتعزيز الروابط العاطفية بين الزوجين، وإضفاء لمسات من الفرح والتقدير».
يوضح، الأثر الإيجابي في الأسرة «مبادرة أحد الشريكين بمفاجأة الآخر تخفف من الضغوطات، النفسية والجسدية، لشريك الحياة، وتحسّن مزاجه العام، وتشعره بالراحة، والسعادة التي تقوّي العلاقة، وتسهم بشكل إيجابي في خلق بيئة أسرية مملوءة بالحب، والانسجام».
أنواع المفاجآت السارّة التي تقدمها لشريك حياتك
مهما كانت المفاجأة، أو الهدية بسيطة، فهي تخلق أجواء جميلة داخل الأسرة، تُظهر الحب، وتبني جسور التفاهم والتواصل، وتعكس اهتمام الزوج، أو الزوجة، بحياة شريكه، وأبنائه، ويرصد د. الجنيبي، بعض أنواع المفاجآت:
الرحلات المفاجئة
تبقى الرحلة المفاجئة، سواء كانت قصيرة خلال نهاية الأسبوع، أو إجازة طويلة، من المفاجآت التي تكسر روتين الحياة اليومية، ويفضّل أن تكون إلى مكان محبب، أو جديد، ليتم اكتشافه معاً.
عشاء رومانسي مفاجئ
إعداد وجبة عشاء في أجواء مميزة، مثل الشموع والموسيقى، سواء في المنزل، أو الحجز في مطعم مفضّل، من الطرق التي تضفي جوّاً من الرومانسية، وتشعر الطرف الآخر بالتقدير، والاهتمام.
الهدايا الشخصية
تقديم بعض الهدايا البسيطة، مثل قطعة مجوهرات، أو باقة ورد، أو ساعة، يحمل قيمة معنوية، ويعكس الاهتمام بالشريك.
المفاجآت اليومية الصغيرة
تترك بعض المفاجآت الصغيرة، مثل ترك رسالة محبة على الوسادة، أو إرسال رسالة نصّية جميلة خلال يوم العمل، فرقاً كبيراً في تحسين المزاج، وبناء الألفة بين الزوجين.
مشاركة تجربة جديدة
مشاركة الشريك في تجربة جديدة، وغير مألوفة، على سبيل المثال تعلّم هواية جديدة، أو حضور ورشة عمل مشتركة، تكون فرصة جيّدة للتقاربّ وتجديد العلاقة.
إعادة إحياء الذكريات القديمة
إحياء لحظات أو ذكريات مميّزة للزوجين، مثل زيارة المكان الذي تم فيه اللقاء الأول، أو ترتيب حفل بسيط لذكرى الزواج، يقوّي العلاقة بين الزوجين.
وقت مفاجئ للراحة
منح الشريك وقتاً خاصاً للراحة والاستجمام، بعيداً عن مسؤوليات المنزل وضغوطات الحياة، سواء بعطلة، أو تخصيص يوم لممارسة هواية معيّنة، يكون أفضل مفاجأة أحياناً.
المساعدة على المهام اليومية
يمكن أن تكون المساعدة على بعض أعمال المنزل طريقة لتقدير الجهد، أو الدعم للزوجة، على سبيل المثال، المساعدة على تنظيف المنزل، إعداد العشاء، أو القيام بمهام أخرى عن الشريك، تخفف العبء، وتشعرها بالراحة.
يؤكد د. الجنيبي أنه من أجل كسر روتين الحياة اليومية، ليس بالضرورة أن تنحصر المفاجآت الإيجابية بين الزوجين «تكون مكافأة الذات إحدى المفاجآت التي يقدّمها الفرد لنفسه، بخاصة بعد تحقيق إنجاز، أو نجاح، سواء كان ذلك في العمل، أو على صعيد الحياة الشخصية، بما يمنح الرغبة في الاستمرار في تقديم المزيد للشريك، والأسرة..
إضافة إلى المفاجآت الإيجابية التي تُمنح للأبناء، سواء لتفوقهم الدراسي، أو لأيّ عمل إيجابي قاموا به، والتي تعكس أجواء إيجابية على الأسرة، والزوجين، وتبعث في نفوسهم الفرح والسعادة».
كما يركّز الباحث في شؤون الأسرة على دور المفاجآت الكبير في تعزيز مشاعر الحب والثقة بين الزوجين، ويوضح «يجب الانتباه لأهمية عدم تكرار المفاجأة نفسها، كي لا تفقد تأثيرها مع مرور الوقت. المفاجآت يجب أن تكون غير متوقعة، ليكون لها وقع خاص على النفس، وتترك أثراً ملموساً..
فهي تعكس اهتمام وحرص الطرف الآخر على إسعاد شريك حياته، كما يكون التجديد والابتكار في اختيار المفاجآت والهدايا وسيلة فعّالة للحفاظ على شغف العلاقة الزوجية، واستمرار الحيوية بين الشريكين.
فكلما زاد عنصر المفاجأة الإيجابي والتنوع في التعبير عن المشاعر، زادت العلاقة عمقاً وتماسكاً، وذلك لن يتحقق من دون السعي لابتكار وسائل جديدة لإسعاد الآخر، بالتفكير في اهتمامات الشريك، ورغباته، والسعي لتقديم شيء مختلف وجديد، يثبت مدى الاهتمام، ويعزّز أواصر العلاقة الزوجية».