الدكتور ديمتري ملنيكوف، جراح التجميل والترميم، واحد من أشهر جراحي روسيا وفقاً لقائمة مجلة Tatler لأفضل الجراحين، وصل إلى دبي ليشارك بخبرته وعلمه في تقدم هذا النوع من الجراحة، خاصة مع ابتكاره «بروتوكول ملنيكوف» الذي يوفر المزيد من الدقة أثناء العملية.. كان لنا معه هذا الحوار:
لماذا وقع اختيارك على مدينة دبي وجهةً تالية لممارسة مهنتك الجراحية؟
بعد استكشاف مناطق مختلفة لمحطتي التالية، قررت الاستقرار في دبي. تمثل هذه المدينة موقعاً مناسباً على الصعيدين العملي والشخصي؛ إذ تتميز دولة الإمارات بجاذبية فرصها وإمكاناتها الوفيرة في مجال الطب والتجميل، فضلاً عن المرافق الحديثة وتنوع المرضى من حيث خلفياتهم واحتياجاتهم.
كيف ترى مستوى قطاع التجميل في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط؟
شهد قطاع التجميل في الإمارات والشرق الأوسط نمواً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية؛ إذ نرى مجموعة متزايدة من خدمات التجميل ومرافق النقاهة في المنطقة. نجحت الإمارات في ترسيخ مكانتها وجهةً رائدة عالمياً في هذا المجال، وذلك من خلال توفر المنتجعات الصحية الحديثة وعيادات التجميل التي تقدم كافة العلاجات الطبية والتجميلية المتقدمة. تتمتع المنطقة ككل بإمكانات غير مسبوقة؛ إذ يواصل الأطباء والمؤسسات الطبية مسيرتهم نحو الريادة في الابتكار الجمالي.
يتمحور اختصاصك حول الجراحات SEIA وDIEP.. أخبرنا المزيد عن هذه الأنواع من العمليات الترميمية؟
مع التقدم المحرز في التكنولوجيا الطبية الحديثة، يمكن للنساء اللواتي خضعن لعمليات استئصال الثدي بسبب سرطان الثدي الاستفادة من الجراحات الجلدية المتطورة والخاصة بترميم وإعادة بناء الثدي، والتي يطلق عليها مصطلحات «الشريان الشرسوفي السفلي السطحي» (SEIA) و«الوعاء الشرسوفي السفلي العميق» (DIEP). تعنى هذه الجراحات باستخدام أنسجة المرأة الطبيعية لإنشاء ثدي جديد بعد عملية استئصال الثدي بسبب مرض السرطان. تمنح الجراحات الترميمية SEIA وDIEP النساء القدرة على استعادة الشعور بالأنوثة بعد استئصال الثدي أو إزالة الورم، من خلال استعادة أنسجة الجسم المفقودة بشكل طبيعي، ويمكن أن تعزز هذه الجراحات حياة النساء بعد المرض وتمنحهن نظرة إيجابية لدورهن في المجتمع.
ما هو العنصر الأساسي الذي يجب توفره لنجاح هذه العمليات؟
الدقة. تتضمن كل من جراحات SIEA وDIEP شقوقاً جراحية لحصاد سديلة من الأنسجة الكاملة التي تضم الجلد والدهون والأوعية الدموية من أسفل البطن. ثم يتم تشكيل السديلة على شكل ثدي جديد أو استخدامها لتغطية أي عيب رضحي كبير. وغالباً ما يتم تحديد نجاح عمليات SIEA وDIEP بناء على قدرة الجراح على الوصول بدقة إلى الوعاء الدموي المناسب أثناء حصاد السديلة، ما يترك عضلة البطن سليمة.
لقد قمت بابتكار طريقة تصوير طبي تدعم جهودك في مرحلة التقييم ما قبل الجراحة. هل يمكنك إطلاعنا على كيفية استخدام «بروتوكول ملنيكوف» وما يميزه عن بروتوكولات التصوير بالرنين المغناطيسي المعتادة؟
لقد قمت حقاً بتطوير نظام معزز للتصوير بالرنين المغناطيسي بهدف الحد من الأخطاء المحتملة أثناء تنفيذ الشقوق الجراحية. يعزز «بروتوكول ملنيكوف» دقة وسرعة وجودة الجراحات الترميمية بشكل ملموس، في حين أن بروتوكولات التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدية قد صممت لتقييم منطقة معينة من الجسم على النحو الأمثل، فقد قمت بإضافة طبقة من الإحداثيات إلى عملية تفحص نتيجة التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك من أجل تحديد موضع الأوعية التي سيتم حصادها بدقة مع السديلة، باستخدام لوحة هندسية ثلاثية الأبعاد مصممة خصيصاً لهذا الغرض وتتضمن خطوط الطول والعرض، يمكنني أيضاً قياس المسافة التي يجب إجراء الشق فيها تحديداً، ما يسمح لي بحصاد السديلة دون المساس بالعضلات أثناء العملية.
هل من الشائع أن يستخدم جراحو التجميل التصوير بالرنين المغناطيسي لمثل هذه الجراحات؟
على الرغم من عدم استخدام أي جراح على حد علمي لتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي بهدف التخطيط لهذه العمليات، فإن التقنية التي قمت بتطويرها تعزز الدقة الجراحية من خلال تقديم نموذج ثلاثي الأبعاد لجدار البطن قبل الجراحة، ما يساعدني في تصور وتحديد موقع الوعاء الدموي المناسب الذي سيتم استهدافه أثناء حصاد السديلة.