مع كثرة تداول المعلومات والآراء عن سرطان الثدي في الآونة الأخيرة، بات من المهم للغاية التمييز بين الصحيح والخطأ بين هذا السيل من التقارير والأخبار والأقاويل، والبحث عن المعلومة من مصادرها العلمية لأنها تساعد كثيراً في إبعاد شبح هذا المرض الخطير.
وعلى الرغم من كثرة ما نجده على صفحات الإنترنت وما نسمعه من أطراف عدة من معلومات عن أسباب سرطان الثدي وحالاته، إلا أننا نستعرض هنا 10 معلومات ربما تكون هي الأكثر انتشاراً في الوقت الراهن، لنقف عند مدى جديتها وصحتها.
1- الجرح في الثدي يسبب سرطان الثدي
يمكن أن يسبب الجرح تغييرات في الثدي ربما تشبه سرطان الثدي عند تصويره. وتدعى هذه الحالة «النخر الدهني» وتشبه عند تصويرها بجهاز الماموغرام كتلة غير منتظمة نهاياتها خشنة، وهي مماثلة لسرطان الثدي الجديد. وأفضل طريقة للتمييز بين السرطان والنخر الدهني هي بواسطة الخزعة بالإبرة.
2- حمالة الصدر المدعمة بالأسلاك تزيد خطورة الإصابة بسرطان الثدي
على الرغم من أن حمالة الصدر المدعمة بالأسلاك لا تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن الخبراء ينصحون دوماً بارتداء حمالة صدر خالية من الأسلاك. إذ إن الأسلاك يمكن أن تهيج الجلد تحت الثدي، ويمكن أن يؤدي إلى تخدش الجلد، الأمر الذي ربما يسمح بدخول البكتيريا إلى الثدي فتسبب الالتهاب أو الخراج أو كليهما.
3 - طفل الأنابيب يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي
كجزء من إجراءات عملية طفل الأنابيب، عادة ما يصف الأطباء أدوية تحفز المبايض على إنتاج البيوض. وتعمل هذه الأدوية بطريقة تشبه عمل الاستروجين. لهذا السبب يتساءل بعض الخبراء فيما إذا كانت هذه الأدوية تشجع نمو مستقبلات الاستروجين الإيجابي لسرطان الثدي. ويقول الأطباء إنه في الوقت الذي لا يوجد فيه تجارب عشوائية للإجابة على هذا السؤال، توصل تحليل حديث ضخم للغاية لجميع الدراسات المراقبة على مدار 30 عاماً الماضية أنه لا توجد زيادة في حالات سرطان الثدي عند النساء اللواتي تناولن أدوية محفزة للمبايض مقارنة بالسكان بشكل عام.
4- لا يوجد سرطان الثدي في عائلتي، إذاً لن أصاب به
هذه خرافة عادة ما يسمعها المتخصصون، إذ من الشائع جداً أن يشعر المريض، الذي يكتشف إصابته حديثاً بسرطان الثدي، بالصدمة على اعتبار عدم وجود هذا المرض في تاريخ العائلة. ولكن يبين الخبراء أن 5-10 بالمئة فقط من حالات سرطان الثدي تكون بسبب طفرة جينية بين أفراد العائلة، وهذا يعني أن غالبية إصابات سرطان الثدي هي فردية وليس لها سبب وراثي. وبما أن التاريخ العائلي هو أحد أسباب مخاطر سرطان الثدي، إذاً الخضوع للتصوير بالأشعة أمر مهم، وعلى كل امرأة يتجاوز عمرها 40 عاماً أن تتوجه للفحص بجهاز الماموغرام بغض النظر عن تاريخ العائلة.
5- نمط الحياة الصحي يبعد عني سرطان الثدي
صحيح أن المرأة في سن اليأس وتعاني من زيادة الوزن تزيد عندها مخاطر ظهور سرطان الثدي، إلا أنه لا يوجد شيء يمكن فعله لتفادي مخاطر سرطان الثدي تماماً. كما أن كل امرأة تخضع لعملية استئصال كلا الثديين تظل في دائرة خطورة ظهور سرطان الثدي من جديد، بل حتى الرياضيين تم تشخيص البعض منهم بسرطان الثدي. ولكن هذا لا يعني على الإطلاق عدم العناية بأجسامنا وصحتنا، والامتناع عن التدخين، والتوقف عن تناول الطعام غير الصحي.
6- سرطان الثدي يصيب كبار السن فقط
في الحقيقة، تزداد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم المرأة بالعمر، ومتوسط عمر تشخيص سرطان الثدي الجديد هو 61 عاماً، ولكن سرطان الثدي يمكن أن يظهر في سن أبكر. في الولايات المتحدة الأمريكية، حوالي 5% من حالات سرطان الثدي تظهر عند نساء بعمر أقل من 40 عاماً، وهناك مع الأسف تقارير تفيد أن شابات في بداية العشرينيات تم تشخيص سرطان الثدي لديهن، وغالباً ما يكون السبب هنا عائد إلى تاريخ العائلة. لذلك إذا ما كان لدى المرأة تاريخ إصابات في العائلة عليها الخضوع لفحص جيني وتصوير أشعة بدءاً من عمر 25 عاماً.
7- كل كتلة في الثدي تعني سرطاناً
هذه خرافة أخرى، ليس كل الكتل في الثدي تعني وجود سرطان، على العكس، غالبيتها تكون حميدة. ولكن إذا ما أحست المرأة بوجود مثل هذه الكتلة عليها فوراً الخضوع للفحص من طبيب مختص.
8- الإجهاض يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي
ظهرت هذه المعلومة بسبب العلاقة المباشرة بين مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والتعرض للاستروجين. فالإجهاض يقطع الدائرة الهرمونية الطبيعية للحمل. ولكن، في الدنمارك أجريت دراسة كبيرة ولم تجد مثل هذه العلاقة بين الإجهاض وسرطان الثدي، علاوة على عدة دراسات أخرى.
9- الرجال لا يصابون بسرطان الثدي
ما دام هناك ثدي في جسم الرجل، فإنه حتماً يمكن أن يصاب بسرطان الثدي. ففي أمريكا مثلاً 1% من جميع حالات سرطان الثدي هي لمرضى من الرجال. ويوضح الأطباء أن معظم الحالات بسبب تاريخ المرض في العائلة. لذلك من المهم أن ينتبه الرجال لأي تغيرات في الثدي لديهم، مثل كتلة، ألم، أو أي تغير مفاجئ آخر، ثم التوجه فوراً لزيارة الطبيب.
10- عدم وجود كتلة يعني عدم وجود سرطان
لو كان هذا صحيحاً، لما كان هناك داعٍ للفحص بجهاز الماموغرام. فقد أثبت هذا الجهاز قدرته على إنقاذ أرواح الكثيرين لكشفه عن سرطان الثدي قبل أن يصبح ملموساً، أي أن يشعر الشخص بوجود كتلة. لذلك إذا نجحنا في كشف سرطان الثدي وهو في المرحلة الأولى فان فرص النجاة ستكون 100%.